مقام الصبر ومقام الشكر

مقام الصبر ومقام الشكر | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

482 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾

مما يخدعُك به نفسُك والشيطانُ أنهما يُشعرانِك أنك في مقام (ابتلاء.. واختبار الصبر) لمجرد ما تمُر به من بعض الضيق أو المرض أو الخوف أو غير ذلك، ويُنسيانِك ما أنت فيه من نِعمة الله. فبينما أنت تظن أنك في مقام الصبر والضراء وحدهما.. لكن في الواقع أنت كذلك في مقام الشكر والحمد والرضا والفرح، وكذلك في حياتك ما يتطلب الصبر

لكن فرق بين أن تتوهّم أن حياتك كلها (بين الابتلاء والصبر)، وبين أن تراه جزءا صغيرا من منظومة حياتك فحينها يسهُل عليك الصبرُ أو يصعُب.. بحسب نظرتك لحياتك بشكل عام في كل تفاصيلها

فيكون الدافع للصبر أمورًا:
الأول: أن ما تمر به من بلاء هو بالنسبة لما عندك من نِعمة لا يُساوي شيئا يُذكّر، إذا وضعتَ في ذهنك (نعمة الإسلام والإيمان ودقّقتَ في كل تفاصيل حياتك التي لا تُحصى)

وثانيا: إذا نظرت إلى البلاء من زاوية أنه سبيلٌ لإصلاح نفسك أو شعورك بالضعف والفقر إلى ربّك والتوبة إليه واستغفار ودعائه ورجائه والتوكل عليه.. وغير ذلك من الأمور التي رُبّما لا تشعر بها من نفسك دون هذا البلاء

الثالث: ما يترتب عليه من تكفير السيئات والخطايا، والثواب بالصبر عليه، فرُبما بلغت به ما لم تبلغه بطاعتِك الأخرى، وربما حُطتْ به خطايا لك لم تكن أعمالُك لتُذهِبها..

رابعا: وهذا هو الأعظم أن تؤمن بالله وقدَره، تؤمن بأنه حكيم عليم لطيف خبير جميل قدير غنيّ سميع بصيرٌ وغير ذلك من أسماء الله التي لو تفكّرتَ في معناها اطمأن قلبُك وهُدِي

فمن فكّر بهذه الرُّباعيّة صغُرتْ في عينه المصائب وهانتْ وسكن قلبُه وأقبل على ربّه وفتح بها إليه طريقًا جديدا للعبادة ربما ما كان ليدخل فيه لولا ذاك البلاء

ومن جهِل ذلك ثم واجَه مُصيبتَه وحدَه بجهله وضعفه وسخطه وجحوده لنِعم الله واعتماد على نفسه او على ما يظنّه من الأسباب = فهذا ستنفسخُ عزائمُه وتعظمُ في عينه أصغر المصائب، وربما كفر بالله، أو قتل نفسه

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#مقام-الشكر #مقام-الصبر
اقرأ أيضا
الثمار المرة لدعاة تحرير المرأة | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين فكر المرأة

الثمار المرة لدعاة تحرير المرأة


ما زال دعاة تحرير المرأة في بلادنا ينعقون بضرورة تخليص المرأة المسلمة من قيود العادات والتقاليد -على حد زعمهم- ولم يسلم الدين من هذه الدعاوى ضاربين المثل بالمرأة الغربية وكيف أنها استطاعت تحقيق ذاتها وإثبات شخصيتها والحصول على حقوقها بخروجها من بيتها ومنافسة الرجل في كافة الميادين وهم في كل هذا متغافلين عن ذكر الواقع المرير الذي تعيشه المرأة في البلاد الغربية في هذا المقال رد على دعاة تحرير المرأة واستعراض للواقع الحقيقي

بقلم: منى الشريف
2028
وبدأ الانحراف يسبل إزاره | مرابط
مقالات

وبدأ الانحراف يسبل إزاره


وإذا رأى متدبر القرآن -أيضا- ما في القرآن من عناية شديدة بالتحفظ في العلاقة بين الجنسين كوضع السواتر بين الجنسين كما في قوله وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب الأحزاب من الآية:53 وحثه المؤمنات على الجلوس في البيت وقرن في بيوتكن الأحزاب من الآية:33 ونهيه عن تلطف المرأة في العبارة فلا تخضعن بالقول الأحزاب من الآية:32 ونهيه عن أي حركة ينبني عليها إحساس الرجل بشيء من زينة المرأة ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن النور من الآية:31 ونحو ذلك.

بقلم: إبراهيم السكران
670
من يسمع ولا يعقل | مرابط
اقتباسات وقطوف

من يسمع ولا يعقل


وجعل الأكثرين أضل سبيلا من الأنعام لأن البهيمة يهديها سائقها فتهتدي وتتبع الطريقفلا تحيد عنها يمينا ولا شمالا والأكثرون يدعونهم الرسل ويهدونهم السبيل فلا يستجيبون ولا يهتدون ولا يفرقون بين ما يضرهم وبين ما ينفعهم

بقلم: ابن القيم
744
الخوف من البلاء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الخوف من البلاء


والحقيقة أن من خالط الإيمان بشاشة قلبه فإنه سوف يجني أولى ثمرات إيمانه في الدنيا بتذوق طعم الحياة بنكهة مختلفة لأن نظرته للأشياء من حوله ستكون أكثر شمولا للزمان والمكان والأحوال فينشأ عن ذلك طمأنينة النفس وسكينة القلب وهدأة البال فلا يجزع عند البلاء مع الجازعين ولا يتسخط عند المصيبة مع المتسخطين لأنه موقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه

بقلم: د. جمال الباشا
431
إياك نعبد وإياك نستعين | مرابط
تفريغات

إياك نعبد وإياك نستعين


العبودية في قوله: إياك نعبد الفاتحة:5 العبودية هي التذلل والخضوع ولهذا تقول العرب: طريق معبد أي: مذلل إذا ذلل الناس الطريق بشيء من توطينه وتهيئته للسير يقول: طريق معبد كذلك العبد يسمى عبدا إذا كان متذللا بين يدي سيده. وهنا قال: إياك نعبد الفاتحة:5 لا نتذلل إلا لك سبحانك وتعاليت في هذا التذلل إلا لله جل وعلا والعبادة في ذلك مختلفة: ظاهرة وباطنة فالباطنة هي أعمال القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل على الله سبحانه وتعالى والاستعانة والخشية وغير ذلك من أمور العبادة.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
844
النساء وهوس العمل | مرابط
المرأة

النساء وهوس العمل


قضية صلاح المرأة ترتبط بداية بعقيدتها ودينها وخلقها فمن كانت تنشد القرار في البيت الأصل مساعدتها لا إعلان الحرب عليها ونبذها ومهاجمتها كأنها الفاسدة. ويعلم الله أن هناك أخوات مسلمات يعانين الأمرين من أب وزوج لا يصلي ومع ذلك لا نسمع صوتا يوجه لهؤلاء! وكم من امرأة صلحت على يد رجل!

بقلم: د. ليلى حمدان
1140