﴿وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾
مما يخدعُك به نفسُك والشيطانُ أنهما يُشعرانِك أنك في مقام (ابتلاء.. واختبار الصبر) لمجرد ما تمُر به من بعض الضيق أو المرض أو الخوف أو غير ذلك، ويُنسيانِك ما أنت فيه من نِعمة الله. فبينما أنت تظن أنك في مقام الصبر والضراء وحدهما.. لكن في الواقع أنت كذلك في مقام الشكر والحمد والرضا والفرح، وكذلك في حياتك ما يتطلب الصبر
لكن فرق بين أن تتوهّم أن حياتك كلها (بين الابتلاء والصبر)، وبين أن تراه جزءا صغيرا من منظومة حياتك فحينها يسهُل عليك الصبرُ أو يصعُب.. بحسب نظرتك لحياتك بشكل عام في كل تفاصيلها
فيكون الدافع للصبر أمورًا:
الأول: أن ما تمر به من بلاء هو بالنسبة لما عندك من نِعمة لا يُساوي شيئا يُذكّر، إذا وضعتَ في ذهنك (نعمة الإسلام والإيمان ودقّقتَ في كل تفاصيل حياتك التي لا تُحصى)
وثانيا: إذا نظرت إلى البلاء من زاوية أنه سبيلٌ لإصلاح نفسك أو شعورك بالضعف والفقر إلى ربّك والتوبة إليه واستغفار ودعائه ورجائه والتوكل عليه.. وغير ذلك من الأمور التي رُبّما لا تشعر بها من نفسك دون هذا البلاء
الثالث: ما يترتب عليه من تكفير السيئات والخطايا، والثواب بالصبر عليه، فرُبما بلغت به ما لم تبلغه بطاعتِك الأخرى، وربما حُطتْ به خطايا لك لم تكن أعمالُك لتُذهِبها..
رابعا: وهذا هو الأعظم أن تؤمن بالله وقدَره، تؤمن بأنه حكيم عليم لطيف خبير جميل قدير غنيّ سميع بصيرٌ وغير ذلك من أسماء الله التي لو تفكّرتَ في معناها اطمأن قلبُك وهُدِي
فمن فكّر بهذه الرُّباعيّة صغُرتْ في عينه المصائب وهانتْ وسكن قلبُه وأقبل على ربّه وفتح بها إليه طريقًا جديدا للعبادة ربما ما كان ليدخل فيه لولا ذاك البلاء
ومن جهِل ذلك ثم واجَه مُصيبتَه وحدَه بجهله وضعفه وسخطه وجحوده لنِعم الله واعتماد على نفسه او على ما يظنّه من الأسباب = فهذا ستنفسخُ عزائمُه وتعظمُ في عينه أصغر المصائب، وربما كفر بالله، أو قتل نفسه