من المضحك أن ينتقد الملحد مكانة المرأة في الإسلام مع أن مكانتها في الفكر الإلحادي أحط من الـ..، فهو لا يقف فقط مكتوف الأيدي أمام التمييز ضدها (ﻷنه بالعموم فكر سلبي)، بل إنه بنصه على أن المادة هي أهم ما في الوجود يدعو لاستغلالها وربما بيع لحمها في السوق كما هو حال كثير من النساء في الغرب اليوم. ثم إن الفكر الذي يبيح الجنس الجماعي وتبادل العشيقات والدعارة، وسياسة الجنس مقابل السكن أو الترقية أو الشهرة لا يحق لمعتنقيه مجرد الحديث عن مكانة المرأة!
قد يصعب تخيل ذلك ولكن الحقيقة هي أنه يمكن للمادية والإلحاد أن يصلا بالإنسان عامة وبالمرأة خاصة إلى مستويات أحط وأدنى بكثير مما ذكرته حتى الآن، لدرجة قد تدفع بعض الحيوانات ربما للاحتجاج من باب أن أفعال أولئك البشر تسيئ إلى سمعة باقي الكائنات الحية.. إن النتائج الكارثية التي يؤدي إليها الإلحاد سببها أن الأخلاق تأتي بتحريم وتجريم الأفعال القبيحة، ومشكلة الإلحاد هي أنه لا يجرّم شيئًا قبيحًا، هو فقط يزيل الحماية الأخلاقية التي يوفرها الدين ثم يترك الملحد يتخبط كما رأينا.
المصدر:
سامي أحمد الزين، قطيع القطط الضالة، ص127