
تخيل لو أن الإمام في مسجده تأخر في السجود، ثم رفعتم رؤوسكم فرأيتم أطفال الإمام فوق ظهره يلعبون، ماذا ستقولون للإمام؟ وماذا ستقولون لهؤلاء الأطفال؟ بعدما تُسمِعُوا هذا الإمام ما يكره؛ تذهبون زرافات، ووحدانًا إلى الأوقاف ليفصلوا هذا الإمام، ويؤدبوه، يأتي بأطفاله، ويلعبوا فوق ظهره، وهو يصلي في المحراب في الروضة، ما وجدوا شيئًا يلعبون به، ويلتهون إلا هذا!
ولقد تأخر النبي ﷺ في السجود، فرفع بعضهم رأسه، فوجد الحسن، أو الحسين على ظهره ﷺ فلما فرغ النبي ﷺ من صلاته بيَّن لهم سبب التأخر، وقال: إن ابني قد ارتحلني - أي جعلني راحلة - فكان الولد يلعب فوق ظهر النبي ﷺ فكرهت أن أعجله - كره أن يستعجل على هذا الولد - ونحن مباشرة إذا رأينا طفلًا تحرك حركة بسيطة قلنا: "جنبوا صبيانكم، ومجانينكم المساجد" وهو حديث لا يصح فلا أصل له، وبدا الأب لهذا الطفل وجهه يحمر، ويصفر، وقد تكون عنده ظروف، وقد يكون في حالة يرثى له،ا فيحتاج إلى مواساة، وقد تكون أمهم في حالٍ من المرض، فخرج بهم، قد يكون هذه الأم تعيش مشكلة أزمة نفسية، فخرج بهؤلاء الأطفال عنها، ثم نحن نصنع به ذلك!!
ورد أن النبي ﷺ كان ذات يوم يخطب على المنبر، فنزل من المنبر لما خرج الحسن، أو الحسين إلى المسجد، وكان يقوم، ويقع، ويخب في ثوب أحمر، فنزل النبي ﷺ وقطع الخطبة، وضمه إليه، وحمله، وذهب به إلى المنبر، وقال: صدق الله، إنما أموالكم، وأولادكم فتنة، لما رأيت ابني هذا يقوم، ويقع لم أحتمل حتى احتملته أو كما قال - عليه الصلاة، والسلام - ولو فعلها الإمام، والخطيب يوم الجمعة، وأخذ ولد ابنته، وحمله بهذه الطريقة فماذا كنا فاعلين؟!
ولقد ثبت أن النبي ﷺ كان يصلي، ويحمل أمامة بنت بنت النبي ﷺ إذا قام حملها، وإذا سجد، أو ركع وضعها على الأرض، وهكذا طوال الصلاة، ولو فعله الإمام، ماذا نصنع به يا إخوة؟ هذه أخلاق يتربى عليها الجيل، ويتربى عليها الصغار، يعيشون في كنف هؤلاء بنفوس أبية عالية، يجدون من يحتضنهم، أما أن نكفهر في وجوه إخواننا، وأن نعاملهم معاملة فظة بصلافة فهذا لا يكون من أصحاب النفوس الكبيرة.