
إن مشكلة كثير من المصطلحات النسوية المتداولة أنه يتم التفكير بها داخل نظام الثقافة الغربية وأدواتها، فهي منتوج غربي في النهاية، وتزداد الصعوبة في المصطلحات ذات البعد الديني كمصطلح الحجاب أو مصطلح القوامة وغيرها، حيث ينطلق الغرب من توصيف مفاهيمها من منطلقه الفلسفي في تفسير الدين تفسيرًا اجتماعيا وهو النظرة السائدة في الغرب إلى حد ما، فيتم النظر تباعا لهذه المصطلحات الدينية المتعلقة بالمرأة بمنظار علم الاجتماع فقط، بعيدا عن كونها أمرًا إلهيًّا تشريعيًا جاء من طريق خارج إطار الحس والمادة، وينعكس ذلك في سيلان هذه المفاهيم الاجتماعية للمصطلحات الشرعية على الثقافة العربية، ويتخلل النسق الثقافي فيها فيجعل دلالاتها منتجا مقبولًا بل ومرحبًا به، وهذا يدل على أن هناك نظاما خفيًا يعطي لدلالة هذه المصطلحات رخصة المرور بدون أي مسائلة معرفية، وهذا يصعّب مهمة الناقد في التحليل والكشف عن الأنظمة المعرفية والمرجعيات الثقافية المتخفية خلف النسق الثقافي
المصدر:
د. خالد بن عبد العزيز السيف، إشكالية المصطلح النسوي، ص17