الابتلاء بالسفهاء

الابتلاء بالسفهاء | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

485 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

ابتلي النبي ﷺ بابتلاءات كثيرة، وكان مِن أشدّها عليه: ابتلاؤه بسفهاء يزايدون عليه في الغيرة على الدين، قال أحدهم: اتق الله يا رسول الله، وقال الآخر: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله.. ‏فتمعر وجهه ﷺ ثم قال (لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر) وقال (أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني؟!) والحديث في صحيح البخاري.

وهذا عمر بن الخطاب -بعد كل بذله وعدله- يدخل عليه جاهلٌ فيطعن عليه في عدله وجوده؛ فهمّ به عمر ليعاقبه، فقال له الحر بن قيس: قال الله: (وأعرض عن الجاهلين) وإن هذا من الجاهلين، فتركه عمر، وكان وقافاً عند كتاب الله.. والقصة في صحيح البخاري.

ثم ابتلي الصحابة بعد النبي ﷺ بشباب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، طعنوا في دينهم، وكفّروهم، بل رأوا أن قتالهم أقرب إلى الله من قتال بعض الكفار، فقتلوا عليا رضي الله عنه، ثم قام أصحاب السفيه الذي قتل عليا فامتدحوه وقالوا: 
يا ضربة من تقي ما أراد بها
‏إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا!

موقف آخر: ‏كان الصحابي أبو برزة يصلي أمام الخوارج، فجعلت الدابة تنازعه، وجعل يتبعها، فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ.
‏فلما انصرف قال: إني سمعت قولكم، وإني غزوت مع رسول الله ﷺ بضع غزوات، وشهدت تيسيره! والقصة في صحيح البخاري.

وهذه الكلمة من أبي برزة رضي الله عنه (شهدت تيسير النبي ﷺ) يتحدث فيها عن فقه عام أخذه من مجموع المواقف النبوية، وهو ما يغيب عن قليلي الفقه الذين لا يستطيعون فهم الهدي العام من سيرة النبي ﷺ، ولذلك فإن القرب من السيرة النبوية، والهدي النبوي الشمولي = من صمامات الأمان تجاه هذه الانحرافات.

الجامع المشترك بين أولئك السفهاء هو: اتباعهم للخواطر النفسية الغضبية الشيطانية دون مراجعة ومحاسبة عميقة توقفهم أمام المحكمات، وتكفهم عن سوء الظن، ووتحجبهم عن الاستعجال في الحكم على المسلمين، وتذكرهم بخطورة موقف السؤال بين يدي الله تعالى عن حقوق المسلمين.

لم يكن أولئك السفهاء قادرين على إبصار الحقيقة القريبة منهم (وهي أن هذا النبي أمين الله على خلقه) وكذلك النظر إلى مجموع حال الصحابة، لأن هذا يتطلب منهم توقفا عن الاستجابة السريعة للخواطر الغضبية الشيطانية، وهذا صعب عليهم.. ‏أما الفقهاء في دين الله فينظرون ويوازنون ويتأنون ويتورعون.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الابتلاء
اقرأ أيضا
ادعاء نسبية الأخلاق | مرابط
أباطيل وشبهات

ادعاء نسبية الأخلاق


تعتبر النسبية من أضر الفلسفات التي حطت رحالها في بلاد المسلمين وفي هذا المقال نناقش دعوى أن الأخلاق أمور اعتبارية نسبية لا ثبات لها تختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان ومن أمة إلى أمة. فالذي يعتبر منافيا للأخلاق عند شعب من الشعوب لا يعتبر منافيا للأخلاق عند شعب آخر وبعض ما كان مستنكرا فيما مضى قد يعتبر مستحسنا في عصر آخر

بقلم: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
446
التشكيك في الإسلام بسبب تأخر المسلمين | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

التشكيك في الإسلام بسبب تأخر المسلمين


يردد كثير من الملحدين والمشككين في الإسلام هذه الأسئلة:لماذا يعيش العالم الإسلامي متأخرا عن العالم الغربي وعن الدول الإلحادية في الجوانب الصناعية والتقنية والعسكرية ألا يدل ذلك على عدم صحة الإسلام ولماذا يكثر القتل بين المسلمين في حين يعيش الملحدون بسلام وفي هذا المقال رد على هذه الإشكالية أو الشبهة

بقلم: أحمد يوسف السيد
1803
لماذا ينكرون السنة؟ | مرابط
أباطيل وشبهات

لماذا ينكرون السنة؟


أولا اعلم أن القرآن لا يدل مطلقا أن الرسول صلى الله عليه ليس له سنة وليس له طاعة مستقلة عن نصوص القرآن بل الظاهر من القرآن أن الله أمر الناس بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه ولو كانت هذه الطاعة فيما تضمنته نصوص القرآن فقط لم يكن لهذا الأمر فائدة ولم يكن لذكر طاعة الرسول في الآيات الكثيرة أي فائدة !

بقلم: فهد الغفيلي
311
تلبيس إبليس على جاحدي النبوات | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

تلبيس إبليس على جاحدي النبوات


ققد لبس إبليس على البراهمة والهندوس وغيرهم فزين لهم جحد النبوات ليسد طريق ما يصل من الإله وقد اختلف أهل الهند فمنهم دهرية ومنهم ثنوية ومنهم على مذاهب البراهمة ومنهم من يعتقد نبوة آدم وإبراهيم فقط وقد ألقى إبليس الكثير من الشبهات ليصدهم عن إثبات النبوة واتباع الأنبياء يذكرها لنا ابن الجوزي بشكل مفصل

بقلم: ابن الجوزي
872
أصول الانحراف الدرس الأول ج3 | مرابط
تفريغات

أصول الانحراف الدرس الأول ج3


الذي يقبل على القرآن -إن صح التعبير- بأقفال يبحث لها عن مفاتيح فإنه يجد كنوزا الذي يقبل على القرآن بهموم يبحث لها عن حل الذي يقبل على القرآن بتساؤلات يبحث لها عن إجابات يفاجأ بآيات كثيرة كانت نصا في الباب ولكنه لم يكن يشغله هذا الهم

بقلم: أحمد عبد المنعم
478
عليك بدين الصبي | مرابط
تعزيز اليقين

عليك بدين الصبي


والأصل الجامع في هذا الباب أنه ما ابتدعت في الإسلام بدعة إلا كان لها مقدمات تنبوا عنها أفهام المخاطبين الذين يتلقون الخطاب فطريا بلا تكلف ولا تعسف فلا يسلم بها من بقي على الأصل الذي يأتي عليه خطاب الوحي وإنما لابد أن ينحرف المبتدع عما يقبله عموم المخاطبين إلى ما لا يقبل إلا مع قيود خارجة عن اعتبار الخطاب على أصله.

بقلم: عبد الله القرني
615