الابتلاء بالسفهاء

الابتلاء بالسفهاء | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

591 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

ابتلي النبي ﷺ بابتلاءات كثيرة، وكان مِن أشدّها عليه: ابتلاؤه بسفهاء يزايدون عليه في الغيرة على الدين، قال أحدهم: اتق الله يا رسول الله، وقال الآخر: إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله.. ‏فتمعر وجهه ﷺ ثم قال (لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر) وقال (أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنوني؟!) والحديث في صحيح البخاري.

وهذا عمر بن الخطاب -بعد كل بذله وعدله- يدخل عليه جاهلٌ فيطعن عليه في عدله وجوده؛ فهمّ به عمر ليعاقبه، فقال له الحر بن قيس: قال الله: (وأعرض عن الجاهلين) وإن هذا من الجاهلين، فتركه عمر، وكان وقافاً عند كتاب الله.. والقصة في صحيح البخاري.

ثم ابتلي الصحابة بعد النبي ﷺ بشباب حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، طعنوا في دينهم، وكفّروهم، بل رأوا أن قتالهم أقرب إلى الله من قتال بعض الكفار، فقتلوا عليا رضي الله عنه، ثم قام أصحاب السفيه الذي قتل عليا فامتدحوه وقالوا: 
يا ضربة من تقي ما أراد بها
‏إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا!

موقف آخر: ‏كان الصحابي أبو برزة يصلي أمام الخوارج، فجعلت الدابة تنازعه، وجعل يتبعها، فجعل رجل من الخوارج يقول: اللهم افعل بهذا الشيخ.
‏فلما انصرف قال: إني سمعت قولكم، وإني غزوت مع رسول الله ﷺ بضع غزوات، وشهدت تيسيره! والقصة في صحيح البخاري.

وهذه الكلمة من أبي برزة رضي الله عنه (شهدت تيسير النبي ﷺ) يتحدث فيها عن فقه عام أخذه من مجموع المواقف النبوية، وهو ما يغيب عن قليلي الفقه الذين لا يستطيعون فهم الهدي العام من سيرة النبي ﷺ، ولذلك فإن القرب من السيرة النبوية، والهدي النبوي الشمولي = من صمامات الأمان تجاه هذه الانحرافات.

الجامع المشترك بين أولئك السفهاء هو: اتباعهم للخواطر النفسية الغضبية الشيطانية دون مراجعة ومحاسبة عميقة توقفهم أمام المحكمات، وتكفهم عن سوء الظن، ووتحجبهم عن الاستعجال في الحكم على المسلمين، وتذكرهم بخطورة موقف السؤال بين يدي الله تعالى عن حقوق المسلمين.

لم يكن أولئك السفهاء قادرين على إبصار الحقيقة القريبة منهم (وهي أن هذا النبي أمين الله على خلقه) وكذلك النظر إلى مجموع حال الصحابة، لأن هذا يتطلب منهم توقفا عن الاستجابة السريعة للخواطر الغضبية الشيطانية، وهذا صعب عليهم.. ‏أما الفقهاء في دين الله فينظرون ويوازنون ويتأنون ويتورعون.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الابتلاء
اقرأ أيضا
العلاج النفسي موضة العصر | مرابط
اقتباسات وقطوف ثقافة

العلاج النفسي موضة العصر


إن موضة الاضطرابات النفسية أصبحت متقلبة مثل شعبية نجوم الغناء والمطاعم ورحلات السفر ويحكي فرانسيس: خلال عملي في مجال علم النفس لمدة 35 عاما لم أجد متخصصا واحدا يسعى إلى تقليل عدد مرضاه فالطفل الأكثر حركة في الفصل لم يعد مجرد طفل نشيط بل أصبح مريضا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ويحتاج إلى تناول عقار والحزن على وفاة أحد أقاربك لم يعد مجرد حزن بل هو اكتئاب حاد يجب أن تخضع للعلاج النفسي من أجل التغلب عليه

بقلم: إسماعيل عرفة
491
صورة الفتح الإسلامي في العلم والثقافة | مرابط
اقتباسات وقطوف

صورة الفتح الإسلامي في العلم والثقافة


كان الفتح الإسلامي أكبر حادث علمي لأنه حمل إلى البلاد التي فتحها علم السماء والأرض فحرر عقولها بالتوحيد وأعتقها من عبودية الأحجار والأشجار والنيران والأخشاب والقسس والأشراف ثم وضع في أيديها القرآن الذي يأمر بالتفكر في خلق السموات والأرض

بقلم: علي الطنطاوي
706
الرزق الحلال واستجابة الدعاء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الرزق الحلال واستجابة الدعاء


مقتطفات من كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم للإمام زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين الشهير بابن رجب رحمه الله وهو من أشهر وأبرز المؤلفات الجامعة لأصول وكليات الدين

بقلم: ابن رجب الحنبلي
509
أطفال المؤمنين | مرابط
اقتباسات وقطوف

أطفال المؤمنين


مقتطف جميل من الرسالة التبوكية لابن قيم الجوزية يتحدث فيه عن أطفال المؤمنين وهم أتباع المؤمنين من ذريتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا وإنما هم مع آبائهم تبع لهم وقال الله تعالى فيهم: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء

بقلم: ابن القيم
769
زهد أبي ذر الغفاري | مرابط
مقالات

زهد أبي ذر الغفاري


حدثنا عبد الله حدثنا محمد بن عبد بن حسان حدثنا جعفر يعني ابن سليمان عن رجل قد سماه عن شهر بن حوشب عن عائذ الله عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما استقللتم على الفرش ولا تمتعتم من الأزواج ولا شبعتم من الطعام ولخرجتم إلىالصعدات تجأرون إلى الله عز وجل فكان أبو ذر إذا حدث هذا الحديث يقول: يا ليتني شجرة تعضد

بقلم: أحمد بن حنبل
1734
عصر انتكاس الفطر | مرابط
النسوية الجندرية

عصر انتكاس الفطر


تخيل لو حقق قوم لوط تقدما تكنولوجيا كبيرا وحازوا العلوم الدنيوية كلها هل كان ذلك يشفع لهم عند الله؟ هل يمكن أن يوصفوا بأن حضارتهم أفضل وأكثر تقدما؟ قطعا لا! لن يمكنك أن تصفهم بهذا الوصف بعد أن غرقوا في ظلمات اللوطية وبعد أن انتكست فطرتهم وانقلبت رأسا على عقب فارتضوا اللواط..

بقلم: محمود خطاب
764