البيئة قرارك

البيئة قرارك | مرابط

الكاتب: د. جمال الباشا

459 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

كما أنَّ السعادة قرار فكذلك البيئة قرار، فزاوية النظر إلى الأمور المختلفة وطريقة قراءة سلوكيات الآخرين، والتي قد تكون إيجابية أو سلبية هي التي ينشأ عنها الشعور بالسعادة أو الحزن، وتقود الإنسان نحو قرارات صحيحة متَّزنة، او تقوده نحو قرارات تعيسة وطائشة.

لقد قدَّر الله سبحانه على العباد أحولاً قهريةً لم يجعل لهم فيها الخيار وذلك لكمال ربوبيته وقدرته ومشيئته، فليس للعبد أن يختار هيئتَه وملامحَ وجهه، ولا انتقاء والديه ونسبه، ولا أرض ولادته ونشأته، لكن في المقابل منحَه الله تعالى حرية الاختيار بين سبيل الرشد وسبيل الغيِّ، وآتاه مَلَكاتٍ وأدوات تطبيق في الواقع؟ وجعل ذلك مسؤوليةً فرديةً هي مناط التكليف والثواب والعقاب، فيتحمل كلُّ فردٍ تبِعاتِ اختياره وسلوكه بنفسه، فلا يحملُ عن غيره شيئًا كما لا يحمل غيره عنه شيئا.

نعم؛ الإنسان في الحقيقة نتاجُ بيئته العامة، لكن في الوقت ذاته هو من يصنع بيئته الخاصة.
حسبك دليلا على ذلك أنك تجد الشخص الخبيث الشقي في العائلة الطيبة الصالحة، وتجد الشخص المستقيم التقي في العائلة الضالة المنحلة.

من هذا المُنطلق نُدرك أنَّ كل فردٍ هو من يصنعُ بيئتَه الخاصة وذلك باختياره محيطه الخاص به وعالمه الذي يتناسب مع شخصيته وغاياته وطموحاته، فلا يحقُّ له تعليق فشله وانحرافه على فساد بيئته.

أيها المكرم ..
تذكَّر دائما "ولقد جئتمونا فُرادى"، و "كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه"، فأنت الذي تختار ما تسمع وما ترى!! وأنت تختار من تصاحب، وتختار ما تقرأ، وتختار من تتابع من الصفحات والمواقع، وكذلك أنت تختار الشيخ الذي تأخذ عنه دينك، وأنت تختار جامعتك وتخصصك، وتختار مهنتك، ومحل سكنك، كل ذلك سوف يؤثر على قلبك وإيمانك، وتشكيل فكرك ووعيك، ويحدد ملامح شخصيتك، فيكون هو من صنعك، لكن تذكَّر دائما أنك صنعته قبل أن يصنعك، وشكَّلته قبل أن يشكِّلك، فالبيئة قرارك.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#البيئة
اقرأ أيضا
هل نقل شيء من القرآن بطريق الآحاد | مرابط
أباطيل وشبهات

هل نقل شيء من القرآن بطريق الآحاد


يقول بعض المشككين أن القرآن لم ينقل كله بالتواتر بدليل أن زيد بن ثابت لم يجد خاتمة سورة براءة إلا مع خزيمة الأنصاري وهو صحابي واحد إذ يقول زيد: فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم إلى آخرهما وبين يديكم الرد على هذه الشبهة

بقلم: د منقذ السقار
1041
توجيه النشء بين الأمس واليوم | مرابط
تفريغات

توجيه النشء بين الأمس واليوم


من المؤسف أن تجد كثيرا من الآباء والأمهات اليوم لا يعتنون بتوجيه الناشئة بآداب الإسلام لا في الطعام ولا في الشراب ولا في الدخول ولا في الخروج ولا في دخول الخلاء ولا عند المبيت ولا عند الاستيقاظ لقد تعلمنا كما قلت من عجائز جدات وأمهات ما عرفوا الدراسة ولا يعرفون الألف من الباء.

بقلم: سعد البريك
325
الإلحاد وسؤال الإرادة الحرة | مرابط
فكر مقالات الإلحاد

الإلحاد وسؤال الإرادة الحرة


من الملاحظات التي يمكن رصدها في كثير من الكتابات الإلحادية الحديثة أنها تتبنى رؤية جبرية مغالية في تفسير وقوع الأفعال الإنسانية ففكرة الإرادة الحرة وهم والإنسان في حقيقته مجبور على أفعاله وإن أحس أنه مختار لها أو كما عبر بعض الجبرية في الكتابة التراثية: الإنسان مجبور في صورة مختار

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري
3204
المستبد الليبرالي | مرابط
مناقشات الليبرالية

المستبد الليبرالي


تقدم الليبرالية دائما على أنها المثال الصريح للحرية واحترام آراء الآخرين وعقائدهم ورفض إكراه أي إنسان على أي شيء إنها ذروة ما وصل إليه العقل البشري في نظر البعض ولكن هل عرفت الوجه الآخر لليبرالية هل عرفت تطبيقاتها على أرض الواقع هنا ستقرأ عن الليبرالي المستبد الذي يلجأ إلى الأنظمة الديكتاتورية لكي يفرض آراءه على الجميع الليبرالي الذي لا يعرف الحرية إلا حروفا تنقش بالحبر على الورق أما أرض الواقع فليس فيه إلا القوة والفرض والقهر والديكتاتورية

بقلم: إبراهيم السكران
2377
خير أمة | مرابط
اقتباسات وقطوف

خير أمة


خص الله الأمة الإسلامية بكثير من الخصائص والمميزات فهم خير أمة أخرجت للناس أتباع النبي الخاتم الذي لن يأتي بعده نبي آخر ولهذا عصمهم الله من الاجتماع على الضلال وجعلهم شهداء على الناس وخصهم بالرواية والإسناد وحفظ الذكر الذي نزله وغير ذلك وهذا مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية يتحدث عن الأمر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1961
بين الشريعة الربانية والسنن الكونية | مرابط
اقتباسات وقطوف

بين الشريعة الربانية والسنن الكونية


مقتطف لمحمد رشيد رضا من مقال ماتع في مجلة المنار تحدث فيه عن تأخر المسلمين في واقعنا المعاصر وتقدمهم في السابق ويقف بنا ليحلل رؤية الفريقين من يزعم أن السنن الكونية والأسباب المادية هي التي تؤدي للتقدم والتأخر فقط ومن يزعم أن التمسك بالدين يهب أصحابه قوى خارجة يهزمون بها أشد الأعداء قوة دون النظر إلى السنن الكونية وأسباب النصر

بقلم: محمد رشيد رضا
1699