الحكمة من جعل الصلاة على النبي تفريجا للكربات

الحكمة من جعل الصلاة على النبي تفريجا للكربات | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

444 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

من مدة حاولت أن أبحث في حكمة جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سببًا لتفريج الكربات والهموم وخصها بما خُصت من الثواب والجزاء!

ومع الوقت أدركت أن الأمر كله مداره على المحبة ؛ محبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ محبة لم تتكرر لأحد قبله ولا بعده، كما أخبرنا الله عز وجل..

إذا كنت تحب إنسانًا ما فمن الطبيعي أن يسرك ذكره بالخير، وأن ترجو ذلك ممن يُحيطون بك ويحبونك ويتقربون إليك..
ولله المثل الأعلى مع نبيه صلى الله عليه وسلم..

لقد خلق الله النبي صلى الله عليه وسلم وصنعه على عينه واصطفاه اصطفاءً جديرًا بأن يكون له ما لم يكن لغيره، لا من جهة خصه بإعلاء اسم الله تعالى وإظهار دينه والعمل بشريعته فقط.. بل أيضًا من جهة المحبة واللطف والعناية التي لا توازيها محبة ولطف وعناية..

تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن صاحبكُم خليل الله"
وهي محبة استتبعت إيجاب محبته صلى الله عليه وسلم على الخلق، وتعظيمه والانقياد له، فإن المحبة توجب الانقياد، ومن انقاد لإنسانٍ؛ أطاع أمره وأقبل عليه..

هذه "المحبة" هي السر في تدبير الله الأمر؛ بالصلاة على النبي، وتفريج الكرب وتيسير العُسر وإذهاب الحزن وتخفيف الألم واللُطف في الابتلاء!
فقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي "إذا يُكْفى همُّك" عبارة جامعة لكل ذلك.

ولنفس السبب، مُنع الإطراء في جانب النبي صلى الله عليه وسلم بالتوسل والاستغاثة وما شابه مما يخالف السُّنة وعمل الصحابة.. فإن الذي أوجب المحبة هو الذي نهى عن الغلو فيها لئلا يختلط مقام النبوة بمقام الألوهية، ولا تجور منزلة المحبة على منزلة الإخلاص، ولتتميز الأسباب عن مسبب الأسباب..

فلله هذه المحبة، هي أعظم محبة في الوجود، وأكرم وأرحم وأعز محبة انتفع بها الخلق.. فالمُحب؛ رب العزة، والمحبوب؛ أكرم الخلق، والأثر؛ رحمة الناس.. 
صلى الله على نبينا عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته..

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الصلاة-على-النبي
اقرأ أيضا
الاغترار بالدنيا | مرابط
مقالات

الاغترار بالدنيا


وأعظم الخلق غرورا من اغتر بالدنيا وعاجلها فآثرها على الآخرة ورضي بها من الآخرة حتى يقول بعض هؤلاء: الدنيا نقد والآخرة نسيئة والنقد أحسن من النسيئة ويقول بعضهم: ذرة منقودة ولا درة موعودة ويقول آخر منهم: لذات الدنيا متيقنة ولذات الآخرة مشكوك فيها ولا أدع اليقين بالشك وهذا من أعظم تلبيس الشيطان وتسويله والبهائم العجم أعقل من هؤلاء فإن البهيمة إذا خافت مضرة شيء لم تقدم عليه ولو ضربت وهؤلاء يقدم أحدهم على ما فيه عطبه وهو بين مصدق ومكذب

بقلم: ابن القيم
988
الفائدة في خلق ما يؤذي | مرابط
اقتباسات وقطوف

الفائدة في خلق ما يؤذي


إن قال قائل: أي فائدة في خلق ما يؤذي؟! فالجواب: أنه قد ثبتت حكمة الخالق فإذا خفيت في بعض الأمور وجب التسليم ثم إن المستحسنات في الجملة أنموذج ما أعد من الثواب والمؤذيات أنموذج ما أعد من العقاب وما خلق شيء يضر إلا وفيه منفعة.

بقلم: ابن الجوزي
289
دلالة الاختراع | مرابط
اقتباسات وقطوف

دلالة الاختراع


من أعظم الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى دلالة الاختراع التي تشير إلى وجود خالق أو مخترع لهذا الكون الضخم المتناسق على الرغم من دقة تفاصيله وتنظر إلى سلامة هذا الاختراع من أي نقص ويدخل في هذا وجود النبات والحيوان والإنسان والكواكب والأفلاك وغيرها

بقلم: ابن رشد
2275
الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج1 | مرابط
أبحاث الليبرالية

الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج1


المراقب الواعي إذا تجول في مخرجات التيار الليبرالي ووقف على أبرز محطاته وسلط الأضواء على مرتكزاته المعرفية تصيبه الدهشة بسبب ما يراه من الفقر الشديد في مؤهلات النمو الصحي وبسبب ما يلحظه من الهشاشة الكبيرة في مرتكزات شرعية وجوده في الساحة الفكرية وسيكتشف أن الليبرالية السعودية تعاني من أزمة فكرية ومنهجية عميقة أزمة في المصطلح وأزمة في الخلفيات الفلسفية وأزمة في السلوكيات اليومية وأزمة في الالتزام بالقيم وأزمة في الاتساق مع المبادئ وأزمة في الاطراد وأزمة في التوافق بين أسس الليبرالية وبين قطع...

بقلم: سلطان العميري
1558
قطاع طريق النصيحة | مرابط
فكر مقالات

قطاع طريق النصيحة


كما أنه لطرق الناس وأموالهم قطاع فللنصيحة قطاع طريق يعترضون طريقها ويمنعون خيرها وهم العقبة الكبرى في تخلف المصالح أن تتم أو تثبت وكثير من الناس إنما يقلع عن زلته حياء ألا يجد موافقا إن أقام عليها مع حبه لها وتمنيه العودة إليها فإن وجد من يفسد على الناصح نصحه فهذه نعمة النفس التي جاءت بلا مقدار

بقلم: عبد العزيز الطريفي
2490
الإنسان والشيء | مرابط
فكر مقالات

الإنسان والشيء


نحن نعيش في عالم يحولنا إلى أشياء مادية ومساحات لا تتجاوز عالم الحواس الخمسة إذ تهيمن عليه رؤية مادية للكون ولنضرب مثلا بالتي شيرت t-shirt الذي يرتديه أي طفل أو رجل إن الرداء الذي كان يوظف في الماضي لستر عورة الإنسان ولوقايته من الحر والبرد وربما للتعبير عن الهوية قد وظف في حالة التي شيرت بحيث أصبح الإنسان مساحة لا خصوصية لها غير متجاوزة لعالم الحواس والطبيعة المادة ثم توظف هذه المساحة في خدمة شركة الكوكاكولا على سبيل المثال وهي عملية توظيف تفقد المرء هويته وتحيده بحيث يصبح منتجا وبائعا ومس...

بقلم: عبد الوهاب المسيري
1809