الديمقراطية والاستبداد: الأصل المشترك

الديمقراطية والاستبداد: الأصل المشترك | مرابط

الكاتب: خالد العبيوي

326 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الديمقراطية لم تكن أبدًا، حسب أفلاطون، نظام حكم عادل وفاضل، إنها تبعا لذلك تتحول إلى طغيان واستبداد. وفي كتابه "الجمهورية" رأينا كيف ينشأ الطغيان في الأصل من الديمقراطية، فالحرية المتطرفة والفوضى وعدم احترام القوانين، والثورة والتمرد إزاء كل ضغط، والمساواة بين غير المتساوين، لهذه الأسباب تتحول الدولة الديمقراطية إلى دولة للاستبداد، حيث يقول أفلاطون في هذا الصدد "هكذا تنشأ الحكومة الاستبدادية بطريقة طبيعية من الحكومة الديمقراطية، أي أن الحرية المتطرفة تولد أكمل وأفظع أنواع الطغيان.

فالشعب الذي أفرز النظام الديمقراطي، قادر بدوره على إنشاء نظام استبدادي، هنا يكمن الأصل المشترك بينهما. حيث يقول أفلاطون: الشعب، فإن من عادته دائمًا أن يختار شخصًا يفضله ويجعل منه نصيرًا وقائدًا له. ويضفي عليه قوة متزايدة وسلطانا هائلًا.
وفي نفس السياق يقول أيضًا: إن زعيم الشعب عندنا يجد نفسه سيدا مطاعًا، لا يجد غضاضة في سفك دماء أهله. فهو يسوقهم إلى المحاكمة بتهم باطلة.
هنا يتحول الحاكم الديمقراطي إلى طاغية. وقد أبدع أفلاطون في وصف مسار هذا الطاغية، قائلًا: في الأيام الأولى.. لا يلقى كل من يصادفه إلا الابتسام والتحية، ويستنكر كل طغيان، ويجزل الوعود للخاصة والعامة، ويعفي من الديون ويوزع الأرض على الشعب وعلى مؤيديه، ويتصنع الطيبة والود مع الجميع.. ولكن عندما يتم له التخلص من أعدائه الخارجيين، بالتفاوض مع بعضهم، وقهر البعض الآخر وعندما يأمن هذا الجانب، فإنه لا يكف أولًا عن إشعال حرب تلو الأخرى، حتى يشعر الشعب بحاجة إلى قائد.. وكذلك حتى يضطر المواطنون الذين أفقرتهم الضرائب إلى الانشغال بكسب رزقهم اليومي، بدلا من أن يتآمروا عليه... إنه مضطر إلى إشعال نيران الحرب من أجل تصفية خصومه

 


 

المصدر:

خالد العبيوي، مشكلات الديمقراطية، ص34

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الديمقراطية
اقرأ أيضا
الغضب مرض من الأمراض وداء من الأدواء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الغضب مرض من الأمراض وداء من الأدواء


من الغضب ما يمكن صاحبه أن يملك نفسه عنده وهو الغضب في مبادئه فإذا استحكم وتمكن منه لم يملك نفسه عند ذلك وكذلك الحزن الحامل على الجزع يمكن صاحبه أن يملك نفسه في أوله فإذا استحكم وقهر لم يملك نفسه وكذلك الغضب يمكن صاحبه أن يملك نفسه في أوله فإذا تمكن واستولى سلطانه على القلب لم يملك صاحبه قلبه فهو اختياري في أوله اضطراري في نهايته

بقلم: ابن القيم
1052
أخطاء لغوية شائعة | مرابط
لسانيات

أخطاء لغوية شائعة


مقتطفات من كتاب التدقيق اللغوي للكاتبة أسماء رزق نجد هنا عرضا سريعا لبعض الكلمات الشائعة التي يستخدمها الكتاب والناس بشكل عام وتبين لنا الكاتبة الصواب من الناحية اللغوية ومثال ذلك: يقولون: مبروك النجاح والصواب أن يقال: مبارك النجاح

بقلم: د أسماء رزق
216
فصل في خدمة المرأة لزوجها | مرابط
مقالات

فصل في خدمة المرأة لزوجها


وأما ترفيه المرأة وخدمة الزوج وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمن المنكر والله تعالى يقول: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وقال تعالى: الرجال قوامون على النساء. وإذا لم تخدمه المرأة بل يكون هو الخادم لها فهي القوامة عليه.

بقلم: ابن القيم
182
كيف كان النبي يعالج الكرب والهم والغم والحزن؟ | مرابط
تعزيز اليقين

كيف كان النبي يعالج الكرب والهم والغم والحزن؟


فصل ماتع من كتاب الطب النبوي لابن القيم يبين فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الهم والغم والكرب والحزن ويجمع فيه الأحاديث الواردة في هذه المسائل ودلالتها.

بقلم: ابن القيم
88
المسلم وشارة دعم اللوطية | مرابط
فكر الجندرية

المسلم وشارة دعم اللوطية


أي شيء في الدنيا.. أي مصلحة تلك التي تجعل مسلما يلبس إشارة دعم لمن يعملون عمل قوم لوط! أو يداهن في مثل ذلك أو يعتذر عن إغضابه لأهل القرية التي تعمل الخبائث. وكيف لمسلم أن يشاهد ويتابع ويعلق على مبارايات تروج لاستحلال الفواحش والمجاهرة بها .. الله الغني عن الكورة واللي جاب الكورة!

بقلم: حسين عبد الرازق
173
عن قبح اللوطية وانعكاس الفطرة | مرابط
الجندرية

عن قبح اللوطية وانعكاس الفطرة


ثم أكد قبح ذلك بأن اللوطية عكسوا فطرة الله التي فطر الله عليها الرجال وقلبوا الطبيعة التي ركبها الله في الذكور وهي شهوة النساء دون الذكور فقلبوا الأمر وعكسوا الفطرة والطبيعة فأتوا الرجال شهوة من دون النساء ولهذا قلب الله سبحانه عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها وكذلك قلبوا هم ونكسوا في العذاب على رؤوسهم.

بقلم: ابن القيم
176