المبتدعة يعتقدون البدع دينا

المبتدعة يعتقدون البدع دينا | مرابط

الكاتب: أبو إسحق الحويني

724 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

المبتدعة يعتقدون البدع دينًا

المبتدع يعتقد أن البدعة دين؛ لذلك فنحن نحجر على الطرق الصوفية بكل قوة، فهي ضاربة في ظهور المسلمين منذ ظهرت الدولة الفاطمية..

إنهم يتكئون على هؤلاء المخرفين في تحقيق مآربهم بالشبه التي لا يعتمد عليها إطلاقًا، دعوه يتكلم، إن المجلة هذه تستمر، وهي تحرِّف عقائد المسلمين، وتستهدف الأخيار الأبرار من المسلمين بقصد الطعن في ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، شيخ الإسلام الذي قال للعلماء عندما ناظروه أمام السلطان قال: من لكم في وقت الشدة غيري؟ وقال: أنبئوني من يقول هذا الكلام، مجرد أنه قال هذا مدحًا لنفسه لا مانع أن يذكر من محاسنه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ألم تكونوا ضلالًا فهداكم الله بي) وكان يقول ويقول، وقوله الحق، فقد يضطر الإنسان أن يقول لمن فعله أمام موجات التضليل للجماهير.

الخيرة الأبرار على صفحات الصحف والمجلات، هذا من المحيط بنا مع شدة إنكاره، حتى وإن لم يستجب هذا الإنسان لا بد من إنكاره معذرة إلى الله تبارك وتعالى، لذلك نقاوم كل بدعة، ونحاول أن نرسخ هذا الشعور عند المسلمين، أن البدع تفعل أمامه ولا يشعرون بمصابهم في فقد السنن الحقيقية، كيف يعرف أن هذه بدعة وهو جاهل بالسنة؟!! لذلك لا بد من تعليم الناس خير الهدي، وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تنفيرهم من البدع.

البدعة قرينة الكفر وهي البوابة للخروج من الإسلام.

الجهم بن صفوان ما خرج من الدين إلا ببدعة، والجعد بن درهم ما خرج من الدين إلا ببدعة، وذو الخويصرة ما خرج من الدين إلا ببدعة.

فالمطلوب تعليم الناس السنة والصبر على تعليمهم، فتعليمهم السنن من أعظم القربات إلى الله، أعظم من صلاة النافلة، وأعظم من قيام الليل وصيام النهار والتصدق بكل المال.

لذلك صبر الإمام أحمد بن حنبل على مر الجلد وظل سنتين والأغلال في رجله، فها هو يذكر أكثر مما يذكر آباؤنا وأمهاتنا، نترحم ونترضى عليه أكثر من آبائنا وأمهاتنا، جعله الله لسان الصدق: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب:39].

لذلك الإنسان عندما يتعرض للإرهاق والتعذيب والإهانة يرتفع قدره.

الإمام مالك يضرب ثلاثمائة جلدة حتى خلعت كتفه؛ لأنه أبى أن يفتي بإيقاع طلاق المكره، خلافًا لـ أبي جعفر المنصور والي المدينة والذي كان يقول: إن طلاق المكره يقع، وكان الجلاد يجلد مالك حتى تنخلع كتفه، وهو صابر ولا يبدِّل ولا يداهن.

وكذلك في شأن الإمام أحمد، قال علي بن المديني رحمه الله: وقى الله الأمة من الكفر مرتين: بـ أبي بكر يوم الردة، وبـ أحمد بن حنبل يوم الفتنة.

ولذلك الإمام أحمد لقبوه بالصديق الثاني، فالصديق الأول هو أبو بكر، والصديق الثاني هو أحمد بن حنبل؛ لأنه ثبت في محنة يشيب لها رأس الولدان.

أمير المؤمنين نفسه المعتصم يقول له: (يا أحمد! قلها، يا أحمد! أريد أن أرحمك، فقال: يا أمير المؤمنين! أعطني سندًا من كتاب الله أو من سنة رسول الله أقول به).

ويدخل عليه عمه، فيقول: (قلها يا أحمد! قلها يا أحمد! كما قالها غيرك، قلها تقية، انج بنفسك، فيقول: يا عم! عرضت نفسي على السوط وعلى النار، فوجدتني لا أتحمل النار).

عالم أمين على عقائد الخلق، لا بد أن يشعر بها ويتحمل الأذى في سبيلها، ولولا أن العلماء صبروا ما وصلك دين، فلا تتصور أن ما وصل إليك من الدين وصل بسهولة، والله ما وصلك إلا على دماء أناس وأشلائهم وشردوا من ديارهم، وإن لم نقم به كما قاموا فسيبدل الله خيرًا منا يبلغون كلمة الله، والذي ينحاز إلى جنب الله يحفظه

 

الوقوف أمام البدع واجب ضروري

لنكن صفًا واحدًا في وجه البدع، فالدعوة أمر واجب، والوقوف في مواجهة المبتدعين في هذا البلد وفي غيره أولى من الوقوف في وجه اليهود، فهؤلاء اليهود أنت تعرفهم، وهؤلاء المبتدعة يقولون: قال الله وقال رسوله ويلبسون على الخلق، فهم أخطر على البلد من اليهود، والصوفية يعتقدون شيئًا خطيرًا يقولون: لا فائدة من العمل، وقد تبين مقعده من الجنة ومقعده من النار.

إذًا: نحن لا قيمة لأعمالنا، وقد جاء في الحديث الصحيح: (أن الله لما خلق آدم مسح على ظهره؛ فأخرج من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، قال: هؤلاء إلى الجنة برحمتي، وهؤلاء إلى النار بعدلي) يقولون: إن الله قبض القبضة وقضى هؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار انتهى الأمر وأراني من أهل السعادة، ويقولون: الآن لا فائدة من العمل.

يجلسون يشربون الحشيش ويسمرون عليها ويرقصون طوال الليل، أحد أهل البدع قال: -وحدثنا عنهم شخص منهم- يقول: من قال: سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر أربعًا وثلاثين غفرت ذنوبه، وإن ترك الصلاة، حتى تبعه أناس كثيرون، فهذا الرجل يريد أن يدخل الجنة بالمجان، وهو جالس لا يتصدق ولا يقوم الليل، لماذا لا تصلي؟ سوف يدخل الجنة، هذه الدعوة قابلت نفوسًا خبيثة فاستقرت على الخبث.

يا جماعة! الرجل أراد الولد ولم يتزوج، يقول هو: سوف نخلف أبناءً هكذا، قالوا: هو لم يكن يتصور أن يأتي إلا بامرأة؟ لا، لو أن الله تعالى قدر له الولد سيعطيه الولد من غير امرأة، هي نفس دعوى: لو أن الله سبحانه وتعالى قدر عليه دخول الجنة سوف يدخلها بلا عمل، فلماذا يأكل إذًا؟ لو أن ربنا كتب له الحياة فإنه سوف يعيش من غير أكل! هل سوف يعيش؟ لماذا يأكل إذن؟ هذه هي الصورة نفسها.

قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث علي بن أبي طالب والحديث في الصحيحين: (ما من نفس منفوسة إلا كتب مقعدها من الجنة ومقعدها من النار) قال رجل في بعض الروايات عن سراقة بن مالك: (قالوا: أفنترك العمل؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له، ثم تلا هذه الآيات -: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:5-10] ) .

التيسير لليسرى للمسلم إعطاء وتقوى وعمل، وهذا سبب يبذل، (فأما من أعطى واتقى) اسمع الكلام.

فكل شيء يؤدي إلى الجنة لا بد له من عمل، والصحابة فهموا ذلك كما قال سراقة بن مالك بعدما سمع الكلام من الرسول صلى الله عليه وسلم: (فلا أجدني أشد عملًا مني الآن) الآن الجماهير عندما تسمع هذه الآيات تركن، لماذا خالفوا الصحابة؟ لأنهم لا يحفظون كتاب الله.

والإيمان بالقضاء والقدر لا بد أن يكون مجملًا، والتفصيل فيه يضل العبد على طول؛ لأن حكمة الله لا تستطيع أن تصل إلى فهمها، ولا تعرف لماذا أشقى الله العلماء وعذبهم وأراح الأشقياء الكفرة؟ الذي يدل على الله أولى الناس بالسعادة، وأولى الناس بأن تكون الدنيا تحت قدمه.

فما باله شقى.

ومن الدليل على القضاء وحكمه بئوس التقي وخدعة الأحمق هذا من الدليل على القضاء، حار اللبيب في القضاء والقدر، لذلك لا يكون القضاء والقدر إلا مجملًا، إياك أن تفصل، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا ذكر القدر فأمسكوا) لأنك لا تستطيع أن تصل إلى حل.

فهؤلاء الذين يعترضون على الله يقولون: إذا كان الله كتب عليَّ المعصية فلماذا يعذبني؟ ما معنى هذا الكلام؟ معناه أن الله ظالم! ويجري هذا الفكر على ألسنة الجماهير، بسبب واحد خبيث لا يعمل ولا يعبد الله ومنحرف عن السنن، يقاوم أهل السنة في بلده، ويرى نفسه آمنًا مطمئنًا إطلاقًا لا يتصور أنه ممكن يقبض عليه أبدًا.

لا بد من مقاومة البدع، وأن نعلم الناس السنن؛ حتى يقفوا في وجه المبتدعة، إننا خربنا كثيرًا جدًا في ديننا، الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقاومون البدعة ولو كانت أدق من سن الإبرة بكل علم، وهناك أحاديث كثيرة تدل على ذلك، مثل قصة عبد الله بن مسعود عندما أنكر على الذين يسبحون بالحصى وغيرها.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم

 


 

المصدر:

محاضرة البدعة وأثرها في محنة المسلمين، للشيخ أبو إسحق الحويني

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#البدعة #الحويني
اقرأ أيضا
الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الرابع | مرابط
تفريغات

الطفل الإسلامي والطفل الغربي الجزء الرابع


فتى بريطاني يرفع دعوة على أمه ليتلقى منها وقتا كافيا توجه إلى المحكمة يرفع قضية على أمه لأنها لا تجلس معه وقتا كافيا تذهب خارج البيت وتتركه وأقر القاضي فعلا أن الحق معه وألزم الأم بالبقاء مع الطفل حتى الأساسيات غير موجودة عندهم فليس هناك حضانة ولا حق في الرضاعة يعطى للطفل ولا حنان يرتضعه يترك ويرمى ويهمل

بقلم: محمد المنجد
659
التسلح سباق نحو الهاوية | مرابط
فكر مقالات

التسلح سباق نحو الهاوية


إن ما نراه في تاريخنا الحديث من سباق محموم نحو التسلح -كما وكيفا- فمن حيث الكم نرى المليارات التي تنفق سنويا لشراء الأسلحة وتكديسها بما يشير لما نحن مقبلون عليه من مستقبل دام أما من ناحية الكيف فنرى التطور المذهل في تقنية الأسلحة بما يجعلها أشد فتكا وتدميرا بصورة مرعبة وتفوق التصور على غرار انتشار ما عرف بأسلحة الدمار الشامل وعلى الرغم من أنها محرمة دوليا ويعتبر مستخدمها ضد مدنيين مجرم حرب فإنها أصبحت واسعة الانتشار بأنواعها الثلاثة: الأسلحة النووية والأسلحة الجرثومية والأسلحة الكيميائية

بقلم: راغب السرجاني
1484
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج1 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج1


ومسألة ذهاب الصالحين هي من أشراط الساعة التي يدخل فيها ذهاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبض العلم فإنه لا يمكن أن يوجد علم مع عدم وجود الصالحين الذين يقومون به وقبض الصالحين لازم لظهور الجهل وعدم العدل أيضا ومن الأصول ظهور الفتن في الناس ولازم ظهور الفتن ظهور الزنا وشرب الخمر والجهل والهرج وهو القتل وغير ذلك

بقلم: عبد العزيز الطريفي
741
الإسراء والمعراج ج1 | مرابط
تفريغات

الإسراء والمعراج ج1


إن الإسراء والمعراج كانا مكافأة ربانية على ما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من أفراح وأحزان فلقد كان بعد حصار دام ثلاث سنوات في شعب أبي طالب وما لاقى أثناءه من جوع وحرمان ولقد كان بعد فقد الناصر الحميم وهو عمه أبو طالب وفقد زوجته خديجة أم المؤمنين ولقد كانت بعد خيبة الأمل في ثقيف وما ناله من سفهائها وصبيانها وعبيدها

بقلم: خالد الراشد
371
مخالفة المرجئة لمنهج السلف: إخراج العمل عن الإيمان | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين تفريغات مناقشات

مخالفة المرجئة لمنهج السلف: إخراج العمل عن الإيمان


ومنهج أهل السنة والجماعة في قضايا الإيمان والتوحيد أن الإيمان قول وعمل واعتقاد وهذا خلافا للمرجئة فالإيمان بإجماع أهل السنة والجماعة: تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان والإيمان قول وعمل القول باللسان فإذن قول القلب وعمل القلب وعمل اللسان وعمل الجوارح الإيمان حقيقة مركبة من هذه الأشياء الأربعة وفي هذا المقال بيان لحقيقة الإيمان وخلاف المرجئة فيه

بقلم: محمد صالح المنجد
1216
السر في كون البدعة أحب إلى إبليس من المعصية | مرابط
تفريغات

السر في كون البدعة أحب إلى إبليس من المعصية


قالسفيان الثوريوغيره من العلماء: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها ومن أظهر الدلائل على أن إبليس لا يكترث بالمعصية حديثجابرالذي رواه الإماممسلمفي صحيحه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء فهو يضع عرشه أي: الكرسي ثم يجلس عليه وبعد ذلك يعطي للأبالسة خط سير كل واحد يذهب إلى بني آدم: يرسل سراياه تترى إلى بني آدم تترى: بعضها خلف بعض إنهم لا يكلون ولا ينامون ولا يهدءون فإبليس لا يحاسب رأس كل شهر ولا أسبوع إبليس يحاسب كل يوم ي...

بقلم: أبو إسحق الحويني
794