اليمين الغربي واليسار الليبرالي

اليمين الغربي واليسار الليبرالي | مرابط

الكاتب: عمرو عبد العزيز

662 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الهرولة إلى اليمين الغربي، وقراءة طرحه، والتأثر به، ليس أدنى شرا على الناهِل، من الطرح اليساري والليبرالي! 
بل أزعم، أن أطروحات اليمين أمسُّ بواقعنا وتاريخنا من الباقين، فالعنصرية متجذرة في المجتمعات الإسلامية منذ قرون طويلة، والمدونة التراثية التي ازدهرت في العصر العباسي طافحة بآثارها، وهو عصر فشل الاندماج العرقي الكبير في بغداد، وسيطرة روح الإثنية والسلالية على الجميع. فالعنصري سيجد ضالته بلا ريب في التراث، وسيزعم أنه (المتبع للأئمة وممثل الإسلام) أمام غيره! 

وما غابت عنه النصوص القرآنية والسنية، حضرت فيه النصوص التراثية للآراء الخاصة والمفاهيم الشائعة!
وواقعنا المزدحم بالقضايا والصراعات العرقية والسلالية في اليمن والجزائر والمغرب والشام وتركيا والعراق وجزيرة العرب، ستزداد ناره ارتفاعا بهذه الأطاريح الضالة! 
ولا يكون الرد على توثين المرأة، وتخنُّث الرجال، بتحقير المرأة، وتأليه الذكورة!
ولا يكون الرد على المساواة بين المؤمنين والكافرين، والصالحين والفاسقين، وأهل الفطرة واللوطيين =بمنع المساواة والسخرية من المفهوم مطلقا، ورفض حتى المساواة بين الأعراق والأجناس والشعوب!

وإن لكل جاهليةٍ نقيضٌ من جاهلية! 
فلتوثين المساواة المطلقة، تحقير مطلق المساواة!
ولتقديس الأنوثة وصفاتها، إهانة مطلق النساء!
واليمين جاهلية لا تقل سفولا عن جاهلية اليسار والليبرالية!
وواجب المسلم إعداد نفسه كي ينقض على هذا وذاك!
وكما أن الليبرالية كانت وثن الإسلاميين الحركيين والحداثيين قبلا، سيكون اليمين وثن الإسلاميين التراثيين عما قريب!
والإسلام لا إلى ذلك ولا إلى ذاك!

وعلى المسلم إبصار سبيله، ومعرفة الحق من الضلال، وامتلاك زمام المبادرة بالفهم، على أن يقرأ للنقد من كان له أهل، لا كل محب يتقافز شوقا لنصرة الدين، ولا يعرف ما هو الدين أصلا، ولا يضبط أدنى إشكالات الموضوع الذي ينوي القراءة فيه لهذا الطرف أو ذاك!

واعلم أن اليمين أكثر شرا من اليسار!
وأن الليبرالية لن تلقى أعظم إحياءً لمنتوجها، وأكثر تصحيحا لمنهجا، وهي المريضة المتناقضة، من رواج طرح اليمينيين فينا! فهو طرح غبي، ضيق الأفق، معادٍ للإنسانية، مفرِّق للجموع، ومشيد فوق أوهام يكذبها التاريخ، وضلالات يفضحها الاجتماع، وزيوف ينقضها العلم =فأي نكاية ينتظرها الناس في الليبرالية من هذا الطرح! 
إنما هو، إن شئت صدقا، ترياق لبعث شباب العجوز، واستجلاب نضارتها، ووقف رجفتها!

 


 

المصدر:

قناة المشكاة الخاصة بالدكتور عمرو عبد العزيز على تلجرام

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الليبرالية #اليمين-الغربي
اقرأ أيضا
مختصر قصة التتار الجزء الثالث | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة التتار الجزء الثالث


سلسلة مقالات مختصرة تضع أمامنا قصة التتار وكيف بدأت هجماتهم على بلاد المسلمين وكيف تغيرت الأوضاع في بلادنا الإسلامية إثر هذه الهجمات فانهار المدن وانفتحت البوابات وظهرت شخصيات قيادية وقفت في وجه هذا الإعصار التتري الرهيب سنقف على الكثير من الفوائد والعبر والمواقف الفارقة وسنعرف تاريخ أمتنا وما مرت به من محن فالمستقبل لا يصنعه من يجهل الماضي

بقلم: موقع قصة الإسلام
1244
في التحذير من فتن إبليس ومكايده | مرابط
اقتباسات وقطوف

في التحذير من فتن إبليس ومكايده


مقتطف لابن الجوزي من كتاب تلبيس إبليس يحذر فيه أهل الإسلام من مكائد إبليس وفتنته ويشير إلى طبيعة الإنسان منذ خلقه حيث ركب فيه الهوى والشهوة وبيده أن يختار طريق الهدى أو طريق الضلال بيده أن يجلب ما فيه نفعه وصلاحه أو ينساق وراء شهواته وحبائل إبليس

بقلم: ابن الجوزي
1662
هل المذاهب الفقهية بدعة محدثة؟ | مرابط
أباطيل وشبهات

هل المذاهب الفقهية بدعة محدثة؟


هل المذاهب الفقهية بدعة محدثة وأنه لا يجوز تقليد المذاهب بل يجب اتباع الدليل أينما كان وأن أصحاب المذاهب الفقهية أضاعوا السنن لجمودهم على آراء أئمتهم كما يقول بعض المعاصرين؟ بين يديكم الرد الشافي على هذا السؤال.

بقلم: أ.د.حاكم المطيري
476
الإسلام الصحيح لا يخالف العقل أم العقل الصحيح لا يخالف الإسلام | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين فكر

الإسلام الصحيح لا يخالف العقل أم العقل الصحيح لا يخالف الإسلام


إن إشكالية العقل والنقل قديمة جدا وتكلم فيها العلماء وقتلوها بحثا وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية ولكن في وقتنا المعاصر بدأ البعض بالتلاعب في هذه المنطقة فيقول لك: إن الإسلام الصحيح لا يخالف العقل والعبارة تشعر للوهلة الأولى أنها صحيحة ولا مشكلة فيها ولكن الحقيقة أنها تحوي سما داخلها ستعرفه في هذا المقال

بقلم: د فهد بن صالح العجلان
2281
الحجاب.. والفتاة المؤمنة | مرابط
المرأة

الحجاب.. والفتاة المؤمنة


وإن الفتاة المؤمنة هي التي لا تتحايل على ربها بلباسها فتظهر زينتها من حيث هي تزعم التدين والانتماء لأهل الصلاح بل الفتاة المؤمنة هي التي تلبس جلبابها الشرعي ثوبا هادئا ساكنا خاشعا على بدنها يسترها ولا يفضحها ويرفعها ولا يضعها ويكرمها ولا يمسخها ثم يقربها من ربها ولا يبعدها ويرفعها في الجنة إلى منازل الصالحين والصالحات والصديقين والصديقات.

بقلم: فريد الأنصاري
289
الدعاء والشكر | مرابط
تعزيز اليقين

الدعاء والشكر


من متع الحياة الدنيا: أن تكون عبدا مكروبا بكرب دنيوي أو محتاجا لشيء من لعاعة الدنيا فتلح بالدعاء والطلب من الله. ربنا العظيم الكبير الجليل المالك ذي الجلال والجبروت والملكوت.. فتدعوه مع التذلل له ويرزقك الخضوع والانصياع التام والفقر التام ولو بعد حين من الدعاء.

بقلم: خالد بهاء الدين
348