
كثير جدا من مسلسلات الكرتون، خاصة الذي كان يذاع عبد قناة سبايستون، على كوكب "زمردة، كوكب الفتيات"، وغيرها ك mbc3، لم يكن يغربَل من طرف السمعي البصري من حيث تضمنه للقيم النسوية-الفيمنزم، بالعكس، أكثر الكرتونات المشهورة كانت في الأصل إعادة تصوير لروايات نسويات كتبنها قبل سنوات من اعداد الكرتون.
وكانت تحوي كثيرا قيم إثبات المكانة في المجتمع، الاختلاط بالذكور، الحث على الحرية، الاستقلالية، عدم اسناد الظهر إلى رجل، النضال....
بل حتى في كرتون سبونج بوب، الذي كان يعرض على mbc3 كان ينطوي على هذه القيم عبر شخصية ساندي. ومما ذكرت سابقا يمكن رؤية ذلك في: كرتون ليدي أوسكار، كرتون شاما في البراري الخضراء، ملكة الثلج، الحورية الصغيرة، كرتون مولان، كرتون الجاسوسات الذي كان فيه شبه محاكاة لكرتون فتيات القوة، كرتون الفتيات المنقذات، كرتون بيبي الشقية، كرتون الفتيات الخارقات، كرتون فتيات في مهمة.
ولولا ضيق الوقت لنقلت من كل هذه الكرتونات سواء من شارات البداية أو من خلاصة الكرتون كل ما يدل على الغرض النسوي بالمعنى المتداول في الغرب.
بل فيها ما يدل على أن خدمة المجتمع والعالم ككل هي وظيفة نسوية، كتصوير لحالة ما بعد تعميم "الفيمنزم" وانعدام النشاط الذكوري في المجتمع، أو كتقريب للمشهد على أن ذلك شيء متوقع وقريب في الأذهان، والدليل أنك لا تستقبحين كثير من قيم النسوية، بل ربما تُرَدُّ عندكِ للعقلانية، لأنك ألِفتِ المشهد في صغرك، وتشبعتِ به من حيث تصوره ووعيه والتفاعل معه بإيجابية.
الناشطة النسوية، رحمة جحة، نشرت على الموقع الذي يدافع عن حقوق النسوية "ارفع صوتك" مقالا بعنوان "خمس مسلسلات كرتون قديمة مُلهمة للفتيات" وخلال التعريف ببعض ما ذكرت من الكرتونات قالت: "وحين شاهدت هذه المسلسلات مؤخرًا، شعرت أن ما قدمته لنا كأطفال وربما كنساء صغيرات تحديدًا، أكبر مما وصل إلينا بالمفهوم السطحي، لكن يبدو أنه أسهم في تشكيل وعينا دون أن ندرك ذلك.
فالفتيات في هذه القصص لسن مجرد رسومات جميلة وشقاوة ولعب مع أولاد الجيران أو قصص حب لكنها تحمل في [طيّاتها أحلامًا نسويّة] في الحرية والاستقلالية والسعي لتحقيق الذات والنضال من أجل الوصول إلى الأهداف، بالإضافة إلى الرغبة في صناعة القرار والتمرد على الجمود والنمطي في الحياة اليومية".
اليوم صار من الصعب أن تشرح أن هذا السلوك، أو الطموح، أو الغاية، أو الهدف، أو القيمة، قد جاءت من جهة الفيمينزم، وأن الوعي أصلا قد تشكل مُثقَلًا بجرعاتٍ من هذه القيم، فإن وقع شرح وتفصيل بأن هذا الفعل له أصول نسوية مبنية على تقسيمات الجندر وكذا، قيل تربينا على تحسين هذا، لا تقبيحه، بل لا نجد في وعينا إلا الألفةَ به! ولم نسمع يوما لنسوية ولم نقرأ، فمن أين أتيتم بنسبة أفعالنا للفيمنزم؟!