بين الحجاب والتبرج: هل يمكن للظاهر أن يخالف الباطن؟

بين الحجاب والتبرج: هل يمكن للظاهر أن يخالف الباطن؟ | مرابط

الكاتب: محمود خطاب

346 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

سنقف هنا مع المسلمة التي لا تلتزم بالحجاب وتزعم أن بداخلها إيمان يوازن إيمان المحجبات جميعًا؛ سنراها مرة في صورة الأم ومرة أخرى في صورة الزوجة؛ لنختبر هذه الازدواجية التي تدّعيها بين باطنها وظاهرها، وهل فعلًا ستلتزم في حياتها بهذا المبدأ أو الاعتقاد (ألا وهو مخالفة الظاهر للباطن) أم أنها لن تقدر على ذلك؟

نقول: هذه المرأة.. لو أن زوجها ادّعى أنه يحبّها من كل قلبه، ثم جاء بأفعال تخالف ما يدّعيه من حب؛ فلا يحسن معاملتها ولا يتقي الله فيها ولا يحفظ لها حقوق الزوجية، بل هو دائم الزجر لها، يشقيها ولا يرحمها، بل ويتجاوز ذلك بأن يزني ويرافق النساء = هل تتوقع أن تصدق هذه المرأة أنه فعلا يحبّها؟ قطعًا لا؛ بل هي ستبادر بالشك في ما زعم من حب! وفيما ينطوي عليه صدره من مشاعر لها، وطبيعي أن تقول له: إنك لا تُحبُّني!.. لماذا؟ لأنها استدلت بما يُظهره من أفعال على كذب ما يدّعيه من الحب؛ ومعظم النساء يفعلن ذلك تقريبًا إذا وجدن من أزواجهن ما ينافي ادعاء الحب، أليس كذلك؟

ثم.. هذه المرأة = لو أن ابنها يعقّها؛ فينهرها ويزجرها ويسيئ معاملتها على الدوام، ولا يحسن إليها قط، هل يمكن أن تصدّقه إذا ادّعى أنه يحبّها أو يؤمن بوجوب برّها والإحسان إليها -في باطنه؟ قطعًا ستبادر بالشك فيما يدّعيه من حب لأمه وما يزعمه من إيمان بوجوب بر الأم؛ لماذا؟ ﻷنها استدلت بما يُظهره من أفعال على كذب ما يدّعيه في باطنه.. بل حتى لو أنه -فعلا- يؤمن بوجوب برّها ولا يجحد ذلك = فهذا الإيمان سيُضرب به عرض الحائط بلا أدنى شك، ﻷنه لم يترتب عليه أي تصرفات أو سلوكيات ظاهرة! بل ربما يكون كلامه محلًا للسخرية لو خرج من بيته بعد أن أهان أمه = ثم زعم للناس أنه مؤمن ببر الأم، أليس كذلك

فالظاهر هنا -أي الأفعال والأقوال والسلوكيات الظاهرة- إما مصدّق لما يدّعيه الإنسان في الباطن وإما مكذّب له؛ فسرائر الناس وبواطنهم خفيّة لا نعلمها، ولكنّها تنطبّع -حتمًا- على ظواهرهم، يعني ما يجري على ألسنتهم وجوارحهم، يقول ابن تيمية، رحمه الله "فإنه ما أسر أحدٌ سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه". وهذا -أي ما يظهر على الناس- هو ما نستدل به على ما في باطنهم.

 


المصدر:
مقال: لا تدري أيهن أقرب إلى الله؟
لقراءة المقال كاملًا: اضغط هنا

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الحجاب
اقرأ أيضا
الإسلام دين لا يعرف الكهانة | مرابط
اقتباسات وقطوف

الإسلام دين لا يعرف الكهانة


الدين الإسلامي دين لا يعرف الكهانة ولا يتوسط فيه السدنة والأحبار بين المخلوق والخالق ولا يفرض على الإنسان قربانا يسعى به إلى المحراب بشفاعة من ولي متسلط أو صاحب قداسة مطاعة فلا ترجمان فيه بين الله وعباده يملك التحريم والتحليل ويقضي بالحرمان أو بالنجاة

بقلم: العقاد
682
لا تقطع أذنك | مرابط
فكر

لا تقطع أذنك


يحكى أن أحد الملوك تأخرت زوجته في إنجاب ولي العهد فأرسل في إثر الأطباء من كل أرجاء المملكة وكتب الله أن يجري شفاء الملكة على أيديهم. فحملت الملكة بولي العهد وطار الملك بذلك فرحا وأخذ يعد الأيام لمقدم الأمير وعندما وضعت الملكة وليدها.. كانت دهشة الجميع كبيرة: فقد كان المولود بأذن واحدة!

بقلم: محمد بن عبد الله الفريح
328
حديث الدولتين | مرابط
تاريخ فكر مقالات

حديث الدولتين


مقال هام لشيخ العربية محمود شاكر أبو فهر يتحدث عن القضية الفلسطينية وحل الدولتين ودور أمريكا وبريطانيا في ترسيخ أقدام اليهود في أرض فلسطين المباركة يكشف لنا الكثير من المؤامرات والأحداث التاريخية لنعرف كيف وصلنا إلى وضعنا الحالي

بقلم: محمود شاكر
2167
أثر الإيمان في بناء الأمم ج3 | مرابط
تفريغات

أثر الإيمان في بناء الأمم ج3


محاضرة هامة عن عن أثر الإيمان في بناء الأمم والأفراد -والكلام القادم- سيكون عن أسباب انهيار الأمم ولماذا تنهار أمم وشعوب ولماذا تبقى غيرها فالأمر يحتاج إلى وقت طويل ولكن خطورة الأمر وأهميته هي التي تجعلنا نتحدث عنه بما يفتح الله تبارك وتعالى به علينا

بقلم: د سفر الحوالي
494
المرأة المسلمة ج2 | مرابط
تفريغات المرأة

المرأة المسلمة ج2


كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رغم صغر سنها يوم دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين كما في الصحيح وتوفى عنها وعمرها 18 سنة ومع ذلك فقد كانت أنموذجا للحفظ والضبط والعلم حتى إنها حفظت للأمة خيرا كثيرا وقال أبو موسى -رضي الله عنه وأرضاه-: ما سألنا عائشة رضي الله عنها عن شيء إلا وجدنا عندها منه علما فهي معلمة الرجال

بقلم: سلمان العودة
531
تأويلات الرازي.. وموقف الإمام الشافعي من علم الكلام | مرابط
مقالات

تأويلات الرازي.. وموقف الإمام الشافعي من علم الكلام


من شؤم علم الكلام على أصحابه أنه يوقعهم في الحرج والحيرة حين يعرضون لبيان موقف أئمة أهل السنة من علم الكلام وذلك أنهم إن وافقوهم في القدح في علم الكلام وأنه منهج مبتدع في الدين فقد ناقضوا منهجهم وأبطلوه وإن خالفوا أئمة أهل السنة فقد أظهروا المباينة بينهم وبين من ثبتت إمامتهم عند عموم المسلمين وأنهم قد شذوا عنهم وانحرفوا عن منهجهم ويكون المخرج الذي يسلكونه لتجنب الوقوع في هذين الخيارين أن يتأولوا تحذير الأئمة من علم الكلام على غير وجهه.

بقلم: عبد الله القرني
261