هل تعلم أن أي كائن حي قبل ظهوره تتم برمجة جميع وظائفه، ولا معنى للكائن ولا وجود له بدون برمجة مسبقة، ولا معنى للبرمجة بدون تحولها من إشارات ورموز إلى منظومات وظيفية داخل هذا الكائن الحي!
أيها الملحد! إذا أعطيتك كتالوج –كتاب- به كل مواصفاتك وبرمجة كاملة لمنظوماتك الوظيفية “طولك ولون عينيك ووظائف أعضائك، ونوع شعرك وكمية البروتين التي تحتاجها عضلاتك، والقوانين التي تحكم أجهزة جسدك وسرعة النبضة الكهربية في أعصابك، ومعدلات ضخ الدم في قلبك، ومعدلات إفراز الهرمونات في غددك” إلى جانب كل ذلك تفصيل دقيق لكل وظائفك الحيوية وطريقة تصنيع كرات دمك وأنظمة الهضم والإخراج والأيض، وكل ما يختص بالوظائف البيولوجية لجسدك.
ويوجد في الكتاب فصل كامل خاص بحالات الطوارئ، مثل التعرض لنزيف حاد والذي يستدعي عمل جلطة تغلق مخارج الدم وانكماش شديد للطحال لضخ الدم المتخزن فيه لتعويض الفاقد، ومنظومة معقدة من عدة مراحل لعمل انكماش في أوعيتك حتى لا يحدث هبوط قاتل لضغط الدم لحظة النزيف.
أيضًا يوجد في الكتاب -الكتالوج- فصل كامل يتعلق بالتجهيزات اللازمة لحظة التعرض لمخاطر كبرى مثل الأوبئة، فالكتاب يحتوي على طريقة تصنيع الجسم الدفاعي G أو IGG الذي يسمى "كتيبة المشاة والمدرعات والمدفعية"، وطريقة تصنيع الجسم الدفاعي A أو IGA صاحب المهمام الخاصة، كل شيء عن التنظيمات الدفاعية التي لن تظهر مهامها إلا لحظات الخطر.
أيضًا الكتالوج يحدد متى تبدأ شرايينك التاجية في الضيق وعقلك في الهذيان وجلدك في التجعد وشعرك في المشيب، ويصف الكتاب بالضبط طريقة حدوث ذلك بمنتهى الدقة، الكتاب ضخم ويحوي كل شيء عنك.
هذا الكتاب هو محتوى معلوماتي، لاحظ العبارة.
الكتاب محتوى معلوماتي يخزن معلوماتك كلها.
أضف إلى ذلك؛ أن هذه المعلومات توجد بنظام "ترميز" coding وحين يتم فك الترميز decode تظهر المعلومات السابقة.
الآن هذا الكتاب هل يشك عاقل أو بهيمة أو جماد في أن واضعه موجود وعاقل وقادر وعليم وحكيم؟ أما علمت يا زميلنا الملحد! أن جميع الكائنات على وجه الأرض يسبق ظهورها كتاب –كتالوج- توجد به معلومات ظهورها مشفرة وتم ترميزها مسبقًا داخل هذا الكتاب -الكتالوج- وهذا شرط أي كائن حي على الإطلاق.
ونظام التشفير يوجد داخل جينوم أي كائن حي على وجه الأرض، فلا يخلو كائن حي من جينوم تُشفر داخله معلوماته، ولا معنى للكائن بدون نظام تشفير مسبق.
وهذه القضية هي التي جعلت فرانسيس كولينز الملحد مدير مشروع الجينوم البشري أن يتدبر ثم يعترف بالخالق القديم العليم ويضع كتابه لغة الإله The Language of God
وأول كائن على وجه الأرض على الإطلاق -السيانوباكتريا- طبقًا للداروينية نفسها، توجد معلوماته مشفرة داخل الجينوم الخاص به منذ البدء، ولا معنى للكائن أصلًا بلا تشفير مسبق للمعلومات التي سيحتاجها.
والجينوم -الكتاب- الخاص بالإنسان يملأ 1000 مجلد بواقع 500 صفحة لكل مجلد -3 مليار حرف- كلها موجود في مساحة 1 على 1000 من الملليمتر مُلتف عى نفسه 100 ألف لفة داخل نواة الخلية.
والجينوم الذي في حجم رأس الدبوس يحمل معلومات تفوق في سعتها بليون مرة فلاشة 4 جيجا، وجميع المعلومات داخل هذا الكتاب مشفرة بنظام تشفير رباعي CGTA.
واضع المعلومات الرقمية -3 بليون معلومة بمنتهى الضبط والدقة- التي ستُستخدم لاحقًا، خالق عليم قدير، هل هذه المعلومة بحاجة إلى ضبط عقلي لتحريرها؟
فسبحان الخالق الحكيم العليم القادر المصور "هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
هل ما زلت تجادل في خالقك يا زميلنا الملحد؟ "وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا"
المصدر:
د. هيثم طلعت، شفاء لما في الصدور، ص5