ذكر ما يصدأ به القلب

ذكر ما يصدأ به القلب | مرابط

الكاتب: ابن الجوزي

653 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

أخبرنا هبة الله بن محمد قال أنبأنا الحسن بن علي التميمي قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثنا صفوان بن عيسى قال أنبأنا ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابه "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"

قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح

وقال حذيفة إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء فإذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الربداء

أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكلي قال أنبأنا أبو بكر بن الخطيب قال أنبأنا أبو سعد بن شاذان قال أنبأنا محمد بن عبد الله الصفار قال حدثنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال حدثنا الحسن بن محبوب قال حدثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول الرين أيسر من الطبع والطبع أيسر من الإقفال والأقفال أشد من ذلك

قال الحسن بن محبوب وحدثنا الفيض بن إسحاق قال قال حذيفة المرعشي أنبأنا عمار بن سيف عن الأعمش قال كنا عند مجاهد فقال القلب هكذا وبسط كفه فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا فعقد واحدا ثم إذا أذنب قال هكذا وعقد اثنين ثم ثلاثا ثم أربعا ثم رد الإبهام على الأصابع في الذنب الخامس يطبع على قلبه قال مجاهد فأيكم يرى أنه لم يطبع على قلبه

وقال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب وكان بعض الحكماء يقول إذا لم يستعمل القلب فيما خلق له من الفكر في اجتلاب المصالح في الدين والدنيا واجتناب المفاسد تعطل فاستترت جوهريته فإذا أضيف إلى ذلك فعل ما يزيده ظلمة كشرب الخمر وطول النوم وكثرة الغفلة صار كالحديد يغشاه الصدأ فيفسده

 


المصدر:
ابن الجوزي، ذم الهوى، ص67

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-الجوزي
اقرأ أيضا
مآلات تدهور اليقين | مرابط
فكر

مآلات تدهور اليقين


يسرد ابن تيمية في مواضع عديدة من مرافعاته جملة من الاعترافات والسير الذاتية لأئمة من أهل الكلام والمتفلسفة القدامى مشيرا إلى مآلاتهم المروعة نتيجة انحراف أنظارهم عن الحق ودخولهم في متاهات الرذائل النظرية فيذكر حكايات عن الشهرستاني والرازي وأبي الحديد والآمدي والخونجي وغيرهم ويقول أن أكثر الفضلاء العارفين بالكلام والفلسفة بل والتصوف تجدهم في العلم الإلهي حيارى.

بقلم: عبد الله الوهيبي
351
العبودية الباطنة والظاهرة | مرابط
اقتباسات وقطوف

العبودية الباطنة والظاهرة


إن لله على العبد عبوديتين: عبودية باطنة وعبودية ظاهرة فله على قلبه عبودية وعلى لسانه وجوارحه عبودية فقيامه بصورة العبودية الظاهرة مع تعريه عن حقيقة العبودية الباطنة مما لا يقربه إلى ربه ولا يوجد له الثواب وقبول عمله

بقلم: ابن القيم
415
افهم حاجتك لرمضان | مرابط
مقالات

افهم حاجتك لرمضان


افهم حاجتك لرمضان في أول الشهر عسى أن تنفض عنك الكسل. فاذكر أن الله قد خلق الإنسان ضعيفا يذنب ويغلبه الهوى والشيطان والنفس. ثم رحم الله المؤمنين ومن عليهم بأعمال إذا عملوها محيت جميع خطاياهم إلا الكبائر فإنما تمحى بتوبة تخصها. وأما بقية الخطايا كلها وهي أكثر تفريط ابن آدم فتمحى بتلك الأعمال. ومن الله على المؤمنين بأن جعل هذه الأعمال هي: واجبات الدين العظمى

بقلم: خالد بهاء الدين
349
مبدأ النبوة وادعاء النبوة | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

مبدأ النبوة وادعاء النبوة


إن حياة الأنبياء وتاريخهم يمنعاننا من أن نعدهم مؤمنين مندفعين دون تعقل وبكل بساطة إلى الخوارق والمعجزات أو أن نحكم بأنهم معتوهون بأصل خلقتهم اختلت عقولهم وبصائرهم بنقائص مزمنة فهم يمثلون -على العكس- الإنسان في أسمى حالات كماله البدني والخلقي والعقلي

بقلم: مالك بن نبي
599
وضع المرأة تحت مظلة الإلحاد | مرابط
أباطيل وشبهات اقتباسات وقطوف الإلحاد

وضع المرأة تحت مظلة الإلحاد


الحقيقة هي أنه يمكن للمادية والإلحاد أن يصلا بالإنسان عامة وبالمرأة خاصة إلى مستويات أحط وأدنى بكثير مما ذكرته حتى الآن لدرجة قد تدفع بعض الحيوانات ربما للاحتجاج من باب أن أفعال أولئك البشر تسيئ إلى سمعة باقي الكائنات الحية

بقلم: سامي أحمد الزين
584
العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر | مرابط
تفريغات

العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر


من هاب الخلق ولم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه

بقلم: إبراهيم الدويش
422