محاسن الإسلام: وجود النموذج العملي المطبق للحقائق النظرية

محاسن الإسلام: وجود النموذج العملي المطبق للحقائق النظرية | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

864 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

إن من محاسن الإسلام أنه دين جاء بالمعرفة وبتطبيقها، وأوصى بالأخلاق وفرض الشرائع وقدم النموذج الذي التزمها وطبقها، وذلك كله متمثل في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- العملية وسيرته التي نجد فيها الامتثال التام، والالتزام الكامل لما أمر الله به في القرآن؛ ولذلك قالت عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كان خلقه القرآن).

إن وجود النموذج العملي المطبق لشرع الله تعالى، الملتزم بأوامره غاية الالتزام؛ لمن أهم ما يسهل -على النفوس- تطبيق الإسلام والالتزام به، ويبعد -عنها- النظرة الأفلاطونية الخيالية. وإذا عاش الناس الإسلام عمليا وفعلوه في حياتهم السلوكية؛ فسيشعرون بقيمته وحلاوته، ويستغنون به، وسيدركون حق الإدراك معنى : محاسن الإسلام.

ولعل من الحكمة الإلهية في اختيار النبي من البشر؛ تسهيل عملية الامتثال والاقتداء والتطبيق، فلو كان من غير البشر لقيل: إن من طبق تعاليم الله إنما هو كائن له خصائص مختلفة عن صفات البشر تعينه على هذا الامتثال وتسهله عليه.

وقد ابتلى الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأنواع من الابتلاءات الشديدة؛ حتى يدرك الناس أن هذا الرجل الشريف العظيم -وإن اختاره الله سبحانه وتعالى واصطفاه واجتباه بالنبوة- إنما هو بشر يعرض له ما يعرض للبشر من المرض والتعب والمصائب وغير ذلك، ولم يمنعه ذلك من أن يكون أعبد الناس وأتقاهم لربه، وأشدهم له خشية.

ولأجل ذلك كله؛ فإننا لا نجد شخصية في التاريخ قد اعتني بأقوالها وأفعالها، وسجلت سيرتها ودقائق أحوالها كمثل ما اعتني بذلك في حق النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل لقد استحدث المسلمون -لأجل حفظ سيرته وأقواله وهديه؛ بل وحتى سكتاته- قانونا علميا لا مثيل له في حفظ الأخبار والمرويات؛ وهو علم الحديث. إذ إن هذا العلم لم يستحدث ولم يبتكر إلا لأجل المحافظة على سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهديه وأقواله من أن يدخلها التغيير.

 

المصدر:
أحمد بن يوسف السيد، محاسن الإسلام: نظرات منهجية، ص37

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#محاسن-الإسلام
اقرأ أيضا
في الفرق بين تأويل التحريف وتأويل التفسير | مرابط
اقتباسات وقطوف

في الفرق بين تأويل التحريف وتأويل التفسير


والمقصود أن التأويل يتجاذبه أصلان التفسير والتحريف فتأويل التفسير هو الحق وتأويل التحريف هو الباطل فتأويل التحريف من جنس الإلحاد فإنه هو الميل بالنصوص عن ما هي عليه إما بالطعن فيها أو بإخراجها عن حقائقها مع الإقرار بلفظها وكذلك الإلحاد في أسماء الله تارة يكون بجحد معانيها حقائقها وتارة يكون بإنكار المسمى بها وتارة يكون بالتشريك بينه وبين غيره فيها فالتأويل الباطل هو إلحاد وتحريف وإن سماه أصحابه تحقيقا وعرفانا وتأويلا

بقلم: ابن القيم
834
العقيدة الصحيحة وما يضادها من العقائد الفاسدة ج1 | مرابط
تفريغات

العقيدة الصحيحة وما يضادها من العقائد الفاسدة ج1


إنني لا أريد أن أحدثكم عن المرارة والأسى التي كانت تخيم على الذين لم يعرفوا هدي السماء من الفلاسفة والمفكرين ولكني أحدثكم عن الذين ينتسبون إلى الإسلام ولكنهم انحرفوا في مسارهم شيئا ما فلما شارفت شمس العمر على المغيب ناحوا على أنفسهم وأعلنوا للناس من حولهم أنهم لم يصلوا إلى اليقين الذي جروا وراءه طويلا

بقلم: عمر الأشقر
907
لماذا الهجوم على الحجاب ج2 | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات المرأة

لماذا الهجوم على الحجاب ج2


إن الله يريده مجتمعا إسلاميا طاهرا نقيا فيه الفضائل وتحارب فيه الرذائل فليس لها مكان في ظل مجتمع يؤمن بالله ورسوله ويسعى لتنفيذ حكم الله ورسوله والله عز وجل خلق العباد وهو أبصر بهم ويعلم ما في نفوسهم وما يصلح لهم ولذلك حرم الزنا وحرم الخلوة بين الذكر والأنثى الأجنبيين وأوجب الحجاب وفرض حد القذف وحد الزنا وشرع الزواج وأكد عليه ففتحت الشريعة طرق العفاف وسدت طرق الشر والرذيلة

بقلم: محمد صالح المنجد
2509
طبيعة التصرفات النبوية | مرابط
تعزيز اليقين

طبيعة التصرفات النبوية


الأصل في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته أنها حجة وأنها تشكل بمجموعها مفهوم السنة النبوية وأنها منبع يصدر عنه في تقرير الأحكام وبيان التشريعات وقد نبه الإمام ابن عبد البر إلى طبيعة الإطلاق في الإطلاقات الشرعية الآمرة بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع أمره فقال: وقد أمر الله جل وعز بطاعته واتباعه أمرا مطلقا مجملا لم يقيد بشيء كما أمرنا باتباع كتاب الله

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري
626
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: فضائلهن وخصائصهن | مرابط
تفريغات

أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: فضائلهن وخصائصهن


كما أن في الرجال رجالا أفاضل سبقوا إلى الإسلام وأفنوا أعمارهم في العلم والدعوة والجهاد فكذلك في نساء الأمة فضليات كن شامات في هذه الأمة المباركة وكن عونا لرجالهن على مهامهم في خدمة دين الله تعالى وفي مقدمتهن أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن إذ عشن في بيت النبوة وخدمن النبي صلى الله عليه وسلم ونقلن عنه أقواله وأفعاله وأحواله في خاصة بيته وأهله

بقلم: د إبراهيم بن محمد الحقيل
2006
ما أحسن الرجوع إلى الله | مرابط
تفريغات

ما أحسن الرجوع إلى الله


ما أحسن الرجوع إلى الله! كلمة عظيمة رددها أخونا فهد بن سعيد ثلاث مرات وهي كلمة ذات معنى لأنها تخرج بعد معاناة معاناة رجل عاش فترة من الزمن في ظل البعد عن الله ثم رجع إلى الله فذاق لذة الرجوع إلى الله وليس من ذاق كمن لم يذق

بقلم: سعيد بن مسفر
383