محاسن الإسلام: وجود النموذج العملي المطبق للحقائق النظرية

محاسن الإسلام: وجود النموذج العملي المطبق للحقائق النظرية | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

768 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

إن من محاسن الإسلام أنه دين جاء بالمعرفة وبتطبيقها، وأوصى بالأخلاق وفرض الشرائع وقدم النموذج الذي التزمها وطبقها، وذلك كله متمثل في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- العملية وسيرته التي نجد فيها الامتثال التام، والالتزام الكامل لما أمر الله به في القرآن؛ ولذلك قالت عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كان خلقه القرآن).

إن وجود النموذج العملي المطبق لشرع الله تعالى، الملتزم بأوامره غاية الالتزام؛ لمن أهم ما يسهل -على النفوس- تطبيق الإسلام والالتزام به، ويبعد -عنها- النظرة الأفلاطونية الخيالية. وإذا عاش الناس الإسلام عمليا وفعلوه في حياتهم السلوكية؛ فسيشعرون بقيمته وحلاوته، ويستغنون به، وسيدركون حق الإدراك معنى : محاسن الإسلام.

ولعل من الحكمة الإلهية في اختيار النبي من البشر؛ تسهيل عملية الامتثال والاقتداء والتطبيق، فلو كان من غير البشر لقيل: إن من طبق تعاليم الله إنما هو كائن له خصائص مختلفة عن صفات البشر تعينه على هذا الامتثال وتسهله عليه.

وقد ابتلى الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- بأنواع من الابتلاءات الشديدة؛ حتى يدرك الناس أن هذا الرجل الشريف العظيم -وإن اختاره الله سبحانه وتعالى واصطفاه واجتباه بالنبوة- إنما هو بشر يعرض له ما يعرض للبشر من المرض والتعب والمصائب وغير ذلك، ولم يمنعه ذلك من أن يكون أعبد الناس وأتقاهم لربه، وأشدهم له خشية.

ولأجل ذلك كله؛ فإننا لا نجد شخصية في التاريخ قد اعتني بأقوالها وأفعالها، وسجلت سيرتها ودقائق أحوالها كمثل ما اعتني بذلك في حق النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل لقد استحدث المسلمون -لأجل حفظ سيرته وأقواله وهديه؛ بل وحتى سكتاته- قانونا علميا لا مثيل له في حفظ الأخبار والمرويات؛ وهو علم الحديث. إذ إن هذا العلم لم يستحدث ولم يبتكر إلا لأجل المحافظة على سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهديه وأقواله من أن يدخلها التغيير.

 

المصدر:
أحمد بن يوسف السيد، محاسن الإسلام: نظرات منهجية، ص37

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#محاسن-الإسلام
اقرأ أيضا
محاسن الإسلام في براهينه | مرابط
تعزيز اليقين مقالات اقتباسات وقطوف

محاسن الإسلام في براهينه


إن من أهم ما يوقف الناظر المتأمل على محاسن الإسلام وجماله وبهائه وتميزه هو النظر في البراهين المثبتة لصحته ومقارنتها ببراهين أي فكرة أخرى على وجه الأرض إن دين الإسلام قد جاء مبرهنا على صحة كل أصوله ببراهين قوية متعددة متنوعة وهذا ما لا تجده في أي دين آخر ولا في أي توجه أو تيار أو مذهب أو طائفة

بقلم: أحمد يوسف السيد
965
مفاهيم تحتاجها الأمة ج1 | مرابط
تفريغات

مفاهيم تحتاجها الأمة ج1


وأنا سأطرح بعض المفاهيم التي أشعر أن الأمة بحاجة لها وأخاطب بها كل مسلم رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا حاكما كان أو محكوما عربيا كان أو عجميا قريبا كان أو بعيدا يعيش في بلد محتل أو حر

بقلم: د راغب السرجاني
630
ابن تيمية والعقل | مرابط
اقتباسات وقطوف

ابن تيمية والعقل


ينظر كثير من الناس إلى كتاب درء تعارض العقل والنقل على أنه كتاب عقيدة للرد على الرازي والأشاعرة فقط والصحيح أنه -بالإضافة إلى ذلك- كتاب في المنهج منهج تلقي النصوص وتفسيرها وفهمها ومنهج للفهم العقلي بشكل عام فأساس الخلل الذي لحق بكثير من علماء الإسلام هو تخليهم عن المنهج الذي كان يسير عليه علماء الإسلام منذ الصحابة في فهم النصوص وقصدت فيه الرد على أهل الكلام بعامة والرازي بخاصة في قانونهم الذي أسموه القانون الكلي في التأويل

بقلم: د راشد العبد الكريم
445
ادعاء نسبية الأخلاق | مرابط
أباطيل وشبهات

ادعاء نسبية الأخلاق


تعتبر النسبية من أضر الفلسفات التي حطت رحالها في بلاد المسلمين وفي هذا المقال نناقش دعوى أن الأخلاق أمور اعتبارية نسبية لا ثبات لها تختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان ومن أمة إلى أمة. فالذي يعتبر منافيا للأخلاق عند شعب من الشعوب لا يعتبر منافيا للأخلاق عند شعب آخر وبعض ما كان مستنكرا فيما مضى قد يعتبر مستحسنا في عصر آخر

بقلم: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
441
شبهة: تغرب الشمس في عين حمئة | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة: تغرب الشمس في عين حمئة


يقول المشككون: تغرب الشمس فى عين حمئة حسب القرآن وهذا مخالف للعلم الثابت فكيف يقال: إن القرآن لا يتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة وبالطبع هذه الشبهة تنطوي على الكثير من الأخطاء والمغالطات وهذا ما يناقشه المقال الذي بين يديكم

بقلم: محمد عمارة
816
تصور الجنة باستخدام الذكاء الاصطناعي | مرابط
فكر

تصور الجنة باستخدام الذكاء الاصطناعي


الجنة والنار والبعث والصراط والحساب وأحوال القيامة تستمد هيبتها من غيبيتها وعصيها على التخيل والتصور ومن قداسة النص القرآني الذي يصفها وعظمة الخالق الذي خلقها وأقسم بها وجعل تصورها فوق أي عقل.. لذلك كانت واجبة التعظيم كتعظيم الأنبياء وأشد.. وتأمل فكرة الإيمان بالغيب تجد أنها تتعارض مع فكرة قياس مجالات الغيب ماديا.. فقوامها الرئيسي ليس محض التصديق فقط بل تصديق ماهيتها التي جاء بها النص الديني بلا أي طلب حسي ونزع مادي حداثي..

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
1224