سلوك المسلم في ظل العلم الإجمالي بدين الإسلام

سلوك المسلم في ظل العلم الإجمالي بدين الإسلام | مرابط

الكاتب: محمد رشيد رضا

654 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

العلم الإجمالي قلما يفيد صاحبه؛ لأنه دائمًا عرضة للجهالة بما يرد على جزئياته من الشكوك التي لا تُنفَى إلا بالعلم التفصيلي الكامل. ألا ترى أنَّ أكثر الناس يعلمون بالإجمال أن أُمَّهات الرذائل وكبائر المعاصي من أسباب الشقاء، ولو كان هذا العلم صحيحًا كاملًا لا اضطراب فيه لصدرت عنه آثاره حتمًا، وهي ترك تلك الرذائل والمنكرات، وكذلك يقال في أصول الفضائل والأعمال الصالحة النافعة يعلمها عامة الناس علمًا إجماليًّا سطحيًّا يلوح في الخيال، ولكن لا أثر له في النفوس والأرواح؛ لأنَّ كلَّ صفات الروح تظهر على الجسد بالأعمال، ومن كان علمه كاملًا بشيء ما، وظهر من أعماله ما لا ينطبق عليه، فإنما يكون ذلك لأثر في النفس أقوى من ذلك العلم كالوجدانات والانفعالات العارضة؛ فإنَّ النزيه ربما ينطق بالسبِّ والهجر من القول؛ لغضب شديد يعرض له، لكنه لا يلبث أن يعود إلى رشده، وأمثال هذه النوادر التي تعرض للعلماء والمهذبين لا تحبط أعمالهم، ولا تنحرف بهم عن جادة السعادة {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} (النساء: 17). خفيت هذه المسألة عن الجاهلين بعلم النفس، وعلم فلسفة الأخلاق، فزعموا أنَّ العلم لا يُؤثِّر في الحمل على العمل، وربما يكابر بعض الذين يحسبون أنَّهم على شيء من العلم، ويمارون في القول؛ لأنَّه جاء مجملًا، ولذلك رأينا أن نزيده بقليل من التمثيل.

 


 

المصدر:

محمد رشيد رضا، مجلة المنار، المجلد الثاني – عدد 13 ذو القعدة 1316هـ . 2/33

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#العلم-الإجمالي
اقرأ أيضا
الهم والحزن يكفران الذنوب | مرابط
اقتباسات وقطوف

الهم والحزن يكفران الذنوب


الهم والحزن الذي يصاب بهما المؤمن يكفران عنه الكثير من الذنوب والخطايا كما أن الشوكة التي يشاكها تكفر عن خطاياه أيضا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه

بقلم: ابن أبي الدنيا
725
الوسائل المعينة على القراءة النافعة ج2 | مرابط
تفريغات

الوسائل المعينة على القراءة النافعة ج2


أمة الإسلام مكلفة بالقراءة فهي مخاطبة في أول سورة أنزلت على نبيها محمد صلى الله عليه وسلم بأن تقرأ فهي ضرورية وليست هواية وللقراءة الصحيحة النافعة ضوابط ووسائل ومجالات لا بد للمسلم من معرفتها حتى تكون قراءته نافعة وبين تفريغ لجزء من محاضرة الدكتور راغب السرجاني ويدور حول الوسائل المعينة على القراءة النافعة

بقلم: راغب السرجاني
942
حدود النظر إلى المخطوبة أثناء الرؤية | مرابط
المرأة

حدود النظر إلى المخطوبة أثناء الرؤية


هل يجوز للخاطب رؤية شعر المخطوبة في الرؤية الشرعية؟ وما يحل له رؤيته؟ أثير مؤخرا بعض الجدل حول ما يجوز للخاطب أن يراه في الرؤية الشرعية واختلاف الفقهاء والمذاهب في هذه المسألة وبين يديكم تأصيل علمي لحدود الرؤية بقلم د. قاسم اكحيلات

بقلم: قاسم اكحيلات
324
آثار قضية تحرير المرأة في المجال التعليمي | مرابط
النسوية

آثار قضية تحرير المرأة في المجال التعليمي


وفي بعض البلدان جعلوا الشخصيات التي جهرت بالتحرر ردحا من الزمن وعارضت قيم الهوية الإسلامية جعلوها نماذج تحتذى وخير مثال على تطور الفرد داخل مجتمعه وبلوغه حد الشهرة العالمية وأكثروا عنهم الكلام ليغرسوا في عقول الجيل الصاعد نماذج تتوافق مع التي يريدون لأفراد المجتمع أن ينشؤوا عليها

بقلم: د إيمان بنت محمد العسيري
497
أطفال المؤمنين | مرابط
اقتباسات وقطوف

أطفال المؤمنين


مقتطف جميل من الرسالة التبوكية لابن قيم الجوزية يتحدث فيه عن أطفال المؤمنين وهم أتباع المؤمنين من ذريتهم الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا وإنما هم مع آبائهم تبع لهم وقال الله تعالى فيهم: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء

بقلم: ابن القيم
770
المذاهب والفرق المعاصرة: القدرية ج1 | مرابط
تفريغات

المذاهب والفرق المعاصرة: القدرية ج1


أهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر إيمانا كاملا مفصلا وعقيدتهم في الإيمان بالقدر عقيدة واضحة وبينة وهم ينهون ويأمرون بالإمساك عن مسائل القدر إذا كان الخوض فيها بغير منهاج الشرع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال: فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب وقال: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم وهذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في المسند بإسناد صحيح

بقلم: عبد الرحيم السلمي
938