صحابيات طبيبات؟

صحابيات طبيبات؟ | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

744 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

ليس غرضنا إحراج الدعاة ولا بيان جهل بعضهم بالنصوص، ولكن هم من وضعوا أنفسهم في هذه الدائرة النتنة، فتجده يذكر روايات لا تصح، كعمل أمنا خدبجة، أو يفضح نفسه التي تدرك نصف العلم، كأخبار تطبيب الصحابيات للرجال. 

 

هذا الأمر ليس بالهين، لأن المرأة التي تدرس الطب إنما تدرسه مع رجال، فيُنشر لها جسد رجل عار تماما، فتلمس ذكره لتفكك أجزاءه وتكتشف أسراره بحضور زميلها الرجل! ولربما يشرح لها أكثر فهو أدرى منها بذلك!. فأي ذوق هذا؟!. 

 

عزيزي المسلم، أحاديث تطبيب النساء للرجال على نوعين: 

 

النوع الأول: أحاديث ورد فيها تطبيب النساء للرجال: 

- عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: "لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل، حولوه عند امرأة يقال لها: ‍رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول: كيف أمسيت؟، وإذا أصبح: كيف أصبحت؟. فيخبره ".(صحيح في الأدب المفرد.1129).

 

- عن يزيد بن هرمز: "أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال، فقال: ابن عباس: لولا أن أكتم علما ما كتبت إليه، كتب إليه نجدة: أما بعد، فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟ وهل كان يضرب لهن بسهم؟. فكتب إليه ابن عباس: كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟. وقد كان يغزو بهن، فيداوين الجرحى، ويحذين من الغنيمة، وأما بسهم فلم يضرب لهن". (مسلم.1812).

 

- وعن الربيع بنت معوذ، قالت: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة ".(البخاري.2882).

 

-وعن أم عطية الأنصارية، قالت: "غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى".(مسلم.1812).

 

- وعن أنس بن مالك، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم، ونسوة من الأنصار معه إذا غزا، فيسقين الماء، ويداوين الجرحى".(مسلم.1810).

 

النوع الثاني: أحاديث تنهى المرأة عن تطبيب الرجال: 

- عن أم كبشة قالت: "يا رسول الله، ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا. قال: لا. قلت: يا رسول الله، إني لست أريد أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض، أو أسقي المريض. فقال: لولا أن تكون سنة, ويقال: فلانة خرجت، لأذنت لك، ولكن اجلسي".(صحيح رواه الطبراني.431).

وفي رواية: "اجلسي، لا يتحدث الناس أن محمدا يغزو بامرأة". (صحيح رواه ابن سعد.238/8).. فانظر كيف تحاول إقناع النبي صلى الله عليه وسلم، فهي لا تريد القتال إنما التطبيب!.

 

- عن أم ورقة بنت عبد الله بن نوفل الأنصارية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا. قالت: قلت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم، لعل الله أن يرزقني شهادة. قال: قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة.فكانت تسمى الشهيدة". (حسن رواه أبو دود.591).

 

-عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال جهادكن الحج". (البخاري.2875.).

وهذا عام في كل جهاد.. فلماذا تهمل هذه الأحاديث مع أن منها المتأخر عن الأحاديث الأولى، حتى ذهب بعض العلماء إلى أنها ناسخة لها، مع أنه لا حاجة للقول بالنسخ، فالنبي صلى الله عليه وسلم  نهى للمرأة عن مداواة الرجال في الأصل، وإنما أباح لها ذلك للضرورة وقلة الرجال.

 

فالروايات كلها تتحدث عن الغزو، فعند الضرورة يحل للمرأة نفسها العلاج عند رجل، فعن جابر رضي الله عنه: "أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها. قال: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم". (رواه مسلم.2206).

 

وقول الراوي: "حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم". تأويل منه ولا حاجة إليه، قال ابن القطان الفاسي: "هذا التأوبل من أحد الرواة وهو غير محتاج إليه إذا تحققت الضرورة". (إحكام النظر.461).

 

فالاحتجاج بحالات الضرورة كالاحتجاج بجواز التبرج بحديث  أنس رضي الله عنه، قال: "لما كان يوم أحد، انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم [موضع الخلخال ]سوقهما [جمع ساق] تنقزان القرب". (البخاري.2880.مسلم.1811).

فهل يستدل بانكشاف ساق أم سليم وعائشة على جواز كشف سوق المسلمات؟!. مع أن الموقف موقف حرب وكر وفر وخوف وذعر.. ثم لا تنفك المسلمة المخدوعة أن تقول ( أنتم تبحثون عن طبيبة حينما ترغبون في توليد نسائكم). 

 

قولك هذا يجعلك تتفقين معنا على حرمة الاختلاط، وإنما يباح للضرورة، فهل هذا يعني أنك ستمنعين المرأة من باقي المهن المختلطة التي لا نحتاج فيها إلى نساء، كالمحاسبة مثلا!. وماذا عن تجمعاتك الخارجة عن ضرورة التطبيب؟ كالدعوة المختلطة، والأندية..

 

نحن لا نبحث عن طبيبة، لأنها موجودة، فالتبرج حرام وهو موجود، والخمر محرمة وهي موجودة، وكذا الاختلاط محرم والطبيبات موجودات فنحن لم نصل لحد لا نجد فيه طبيبة،نحن نخاطبك أنت، أنت لست مضطرة للتماعك مع الرجال، وحينما نصل لمرحلة تمتثل فيها كل النساء للشرع حينها يمكن الحديث عن الضرورة.

 


 

المصدر:

صفحة الكاتب على فيسبوك

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#عمل-المرأة
اقرأ أيضا
شبهات حول الإجماع | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

شبهات حول الإجماع


وصل الحال عند بعض من ينكر حجية الإجماع إلى تجويز إطباق جميع الأمة على مدى أربعة عشر قرنا على الخطأ وهذا الموقف يخالف ما أخبر الله به أن هذه الأمة خير الأمم وأنها أمة وسط لتكون شاهدة على الناس لعدالتها وصدقها فكيف يجوز مع ذلك أن تتصرم قرونها وهي متفقة على الباطل غير عارفة بالحق ولا قائمة به

بقلم: أحمد يوسف السيد
3031
اتباع الهوى والاستراحة إلى المحرمات | مرابط
اقتباسات وقطوف

اتباع الهوى والاستراحة إلى المحرمات


مقتطف ماتع لشيخ الإسلام ابن تيمية من مجموع الفتاوى يظهر لنا كيف يتأقلم القلب ويتشكل تدريجيا إما على طريق الهوى فلا تكون راحته إلا في فعل المحرمات والفواحش وقول الزور وإما على طريق الإسلام فيستريح بالذكر وعبادة الله تعالى

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1939
آثار مفهوم النسوية على الأديان ج2 | مرابط
النسوية

آثار مفهوم النسوية على الأديان ج2


آثار مفهوم النسوية في مجالات الدين الإسلامي لقد ظهر تأثر النسوية العربية والإسلامية بالنسوية الغربية جليا واضحا في دعوتها إلى التعامل مع القرآن الكريم بنفس الآليات التي تعاملت فيها النسوية الغربية مع الكتاب المقدس

بقلم: أمل بنت ناصر الخريف
528
الميزان الحق | مرابط
فكر

الميزان الحق


في واقعنا المعاصر اختلت موازين المسلمين في الحكم على الأحداث وعلى الأشخاص فأنزلوا أهل الباطل منزلة أهل الحق وأطلقوا ألقاب أهل العلم والتقى والبطولة على من لا يستحقها وفي هذا المقال استعراض واضح لاختلال الميزان في عصرنا الحالي واستعراض للميزان الحق في المقابل

بقلم: د منقذ بن محمود السقار
2416
عن التوسط بين الفرقاء | مرابط
أباطيل وشبهات فكر

عن التوسط بين الفرقاء


الوسطية الشرعية هي ثمرة اتباع الشريعة وليست موقفا متوسطا بين فرقاء وفقه هذا مما يزهد الشخص في كثير من المقارنات المعاصرة والتي يتكلف أصحابها وضع أقوالهم وخصوماتهم في المكان الوسط!

بقلم: د. فهد بن صالح العجلان
350
التشكيك في الإسلام بسبب تأخر المسلمين | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

التشكيك في الإسلام بسبب تأخر المسلمين


يردد كثير من الملحدين والمشككين في الإسلام هذه الأسئلة:لماذا يعيش العالم الإسلامي متأخرا عن العالم الغربي وعن الدول الإلحادية في الجوانب الصناعية والتقنية والعسكرية ألا يدل ذلك على عدم صحة الإسلام ولماذا يكثر القتل بين المسلمين في حين يعيش الملحدون بسلام وفي هذا المقال رد على هذه الإشكالية أو الشبهة

بقلم: أحمد يوسف السيد
1808