صناعة الحياة

صناعة الحياة | مرابط

الكاتب: د. طلال بن فواز الحسان

445 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

استثمار النفس وبناء المستقبل وصناعة الحياة كلمات نسمعها كثيرا، ولا مشاحة في الاصطلاح، ولكن ثمة ملحظ على أغلب من يردد هذه المصطلحات.. وهذا الملحظ هو أنهم يريدون بهذا الإطلاق المعنى الماديّ الدنيوي الخالص، ويغفلون عما هو أهم، وهو المستقبل الحقيقي بعد الموت، ذلك المستقبل الأبدي الذي لا يفنى.

إن هذه الدنيا مهما امتدت وطالت ونال الإنسان من ملذاتها ما نال؛ فإن عاقبتها إلى زوال واضمحلال، فهي ظل زائل.. وما أحوجنا في زمن المادية الصارخة إلى تصحيح المفاهيم والتصورات، خاصة فيما يتعلق بالدار الآخرة.

إن أعظم استثمار للنفس وصناعة للحياة هو سعي المرء لأن يبني لنفسه مستقبلا عامرا بعد فناء البشرية.. تفكر في أبدية الآخرة ثم تفكر إذا كانت هذه الآخرة الأبدية في نعيم الفردوس الأعلى، مع النبيين والصحابة والصديقين.. هذا هو المستقبل الحقيقي الذي يستحق أن تبذل المهج في سبيل تحصيله، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون.

وأعظم حجاب حجب الناس عن هذه الحقيقة هو حجاب الغفلة الذي نسجه الشيطان على القلوب، قال الله (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون).. ومن أعظم ما يعين على العمل للآخرة التفكر فيها، خصص لك دقائق يومية تتفكر فيها في القبر ومدة المكث فيه، تتفكر فيها في نعيم الجنة التي قال الله عنها: (أعددت لعبادي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).

فيا من أردت السر الأعظم للفلاح فاعلم أنه الإيمان العميق بالآخرة.. قال الله في سورة ص بعد ذكر ما منّ به على بعض أنبيائه من العطايا: (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) أي: خصصناهم بخصيصة عظيمة، وهي إعمار قلوبهم بذكر اليوم الآخر والاستعداد له بالعمل الصالح.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: “وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون”

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#صناعة-الحياة #الدار-الآخرة
اقرأ أيضا
كم من نعمة لله في عرق ساكن | مرابط
مقالات

كم من نعمة لله في عرق ساكن


كان من دعاء أحد الأعراب: الحمد لله على نوم الليل وهدوء العروق وسكون الجوارح وكف الأذى والغنى عن الناس. ألا ما أعمق هذا الدعاء على وجازته! فنعمة هدوء العروق وسكون الجوارح من الأملاك الخفية التي لا تعرف قيمتها إلا حين فقدها ومن جميل حكم أبي الدرداء قوله: كم من نعمة لله في عرق ساكن

بقلم: طلال الحسان
303
سأستعمر مصر | مرابط
اقتباسات وقطوف

سأستعمر مصر


سأستعمر مصر كانت هذه هي العبارة التي نزلت كالصاعقة على الجميع عندما تحدث بها نابليون بونابرت وكأنها تكشف نواياه الحقيقية وأطماعه الداخلية في مصر ولكنه يحاول أن يزينها ويحيطها ببعض الحرص على التطوير والتنمية وهذا مقتطف رائع للشيخ محمد جلال كشك من كتاب ودخلت الخيل الأزهر

بقلم: محمد جلال كشك
2394
الحداثيون والشاطبي | مرابط
فكر مقالات

الحداثيون والشاطبي


الواقع أن الشاطبي وموافقاته ومقاصده لم يكن هو الحافز الحقيقي المحرك لهم لهذه التأويلات الفقهية لأحكام الشريعة التي ينشرونها وإنما هي آراء تلقوها من الفكر الغربي الحديث ولهم فيها هوى عظيم ثم بحثوا في التراث الإسلامي عن تأصيل لها فرأوا الشاطبي يؤكد على المقاصد العامة والضرورات الكبرى فصارت لهم شبهة تركبت مع هواهم فصاروا يذكرون الشاطبي وينوهون به ويشيدون بعبقريته وحذاقهم يعلمون جيدا التناقض بين موافقات الشاطبي والتغريب الفقهي

بقلم: إبراهيم السكران
452
مفهوم الصلاح وحبائل الشهوة | مرابط
المرأة

مفهوم الصلاح وحبائل الشهوة


وإني لأسمع كثيرا ممن يقول: الوفاء في قمع الشهوات في الرجال دون النساء فأطيل العجب من ذلك وإن لي قولا لا أحول عنه: الرجال والنساء في الجنوح إلى هذين الشيئين سواء وما رجل عرضت له امرأة جميلة بالحب وطال ذلك ولم يكن ثم من مانع إلا وقع في شرك الشيطان واستهوته المعاصي واستفزه الحرص وتغوله الطمع وما امرأة دعاها رجل بمثل هذه الحالة إلا وأمكنته حتما مقضيا وحكما نافذا لا محيد عنه البتة

بقلم: ابن جزم
301
واجب المرأة عند الفتن | مرابط
تفريغات المرأة

واجب المرأة عند الفتن


اشتغال المرأة بوظيفتها في الحياة أما أو أختا أو زوجة أو بنتا قال الله تعالى نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ومن وجوه هذه القسمة أن الله سبحانه وتعالى جعل منا -ذرية آدم- رجالا وجعل منا نساء وجعل للرجل وظائف وجعل للنساء وظائف.والمرأة في الحياة تكون أما وتكون أختا وتكون زوجة وتكون بنتا فينبغي أن تعي وظيفتها في هذه الحياة وما الذي رتبه الشرع الحكيم في تلك الوظيفة المناسبة لحالها حال كونها أما أو كونها أختا أو كونها زوجة أو كونها بنتا.

بقلم: صالح العصيمي
955
عدالة الصحابة رضي الله عنهم | مرابط
تعزيز اليقين اقتباسات وقطوف

عدالة الصحابة رضي الله عنهم


اتفق أهل السنة على عدالة الصحابة رضي الله عنهم واستدلوا على ذلك بدلائل من الكتاب ومن السنة ومن واقع الصحابة وسيرتهم وهذا الباب من أكثر الأبواب الشرعية التي نقل فيه إجماع أهل السنة ويطول المقام جدا بتتبع الإجماعات فيه وفي هذا المقتطف طائفة يسيرة من هذه الإجماعات

بقلم: أحمد يوسف السيد
1250