كم من نعمة لله في عرق ساكن

كم من نعمة لله في عرق ساكن | مرابط

الكاتب: طلال الحسان

302 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

كان من دعاء أحد الأعراب: الحمد لله على نوم الليل، وهدوء العروق، وسكون الجوارح، وكف الأذى، والغنى عن الناس.

ألا ما أعمق هذا الدعاء على وجازته!
فنعمة هدوء العروق وسكون الجوارح من الأملاك الخفية التي لا تعرف قيمتها إلا حين فقدها، ومن جميل حكم أبي الدرداء قوله: كم من نعمة لله في عرق ساكن

نعم، إن التهاب عصب يتجرع المرء معه غصصا من الآلام تجعل الحياة جحيمًا لا تطاق، حينها يُدرك المرء قيمة هدوء العروق وسكون الجوارح.

  • الابن الصغير الذي يملأ البيت حيوية وضجيجًا، حين يتسلل إليه المرض ويجعله طريح الفراش أمر شاق على الأب، ولكن! هل استشعر الأب نعمة صحته وعافيته عندما كان يلهو بين أترابه؟
  • الستر الذي يكتنفنا، والأمن الذي يحوطنا، والغنى عن الناس، والنوم بلا مهدئات، والمشي على الأقدام، وقاء الحاجة بلا استعانة بأحد؛ نعم كبرى تستوجب اللهج بحمد الله.
  • نعمة الإسلام والسنة ونعيم اليقين، والنجاة من جحيم الإلحاد وقلق الأسئلة الكبرى، منح عظيمة نتفيأ ظلالها، وهي -وربي- نعيم معجل غفل عنه كثير من الناس.

هل تفكرت يومًا: أنه في الساعة التي تصلي فيها، مستمتعا بمناجاة الله في هدأة من الليل هناك ملحد في أقاصي الأرض منكر لوجود الله، يتقلب على فراشه، ولهيب الهم يوقد صدره من غير خبو، ويذيب حشاه من غير هدنة، تنهشه كلاليب الحيرة والشك والاضطراب، لا يعرف ربا يلجأ إليه، ويبث إليه شكواه

وأنت إذا حزبك أمر فزعت إلى ربك الكريم، فرأيت الفرج يتسلل إليك كنور الفجر.

ما أجمل أن نجعل هذه المعاني دوما نصب أعيننا، فلسنا بحاجة إلى أن تصيبنا القوارع حتى نستشعر ما نحن فيه من عافية ونعمة، الكثير منا لديه الدنيا وما يشعر بقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
 

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#شكر-النعم
اقرأ أيضا
حرب التتار للخلافة العباسية ببغداد ج2 | مرابط
تفريغات

حرب التتار للخلافة العباسية ببغداد ج2


بين يديكم تفريغ لجزء من محاضرة للدكتور راغب السرجاني يدور حول الاجتياح المغولي للعراق والذي يعتبر من أبرز الأحداث في تاريخنا الإسلامي حيث يحمل الكثير من المآسي والعبر والدروس التي يجب أن نتعلمها فيما يخص تعامل المسلمين مع الأعداء

بقلم: راغب السرجاني
750
لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟ | مرابط
مقالات

لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟


انظر كيف حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قطع عادات الجاهلية ووجه عنايته لها.. فالقصد لم يكن مجرد إحداث قطيعة مع شعائر الماضي بل بناء نظام اجتماعي جديد للأمة وما كان هذا ليحدث لولا القطيعة مع شعائر الماضي وعاداته وأعرافه! قطعا هذا الأمر ثقيل على النفس لضغط الداعي الاجتماعي لذلك لا تملك زمامه إلا النفوس القوية

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
343
خشوع الجوارح | مرابط
اقتباسات وقطوف

خشوع الجوارح


كنت أنظر له وليس بين لحيته المطأطئة ويده المقبوضة على صدره إلا صوت تراتيل قرآن يهمس به.. ومن أعجب مشاهد المصلين الخاشعين ما يغزو النفوس من الشعور بالهالة الإيمانية التي تطوقهم.. حتى يعتري الخجل من بجانبهم من الحديث ورفع الصوت.. كأنما ينشر الخشوع في المكان رسالة استنصات..

بقلم: إبراهيم السكران
539
الموقف من آيات الصفات | مرابط
تعزيز اليقين

الموقف من آيات الصفات


وأما ما ورد من آيات الصفات وأحاديثها فالذي يفهم منها هو أن لله جل ذكره مطلق يد ووجه ونحو ذلك مما ورد أما أن يدل على ماهية أو كيفية ونحوها فلا بل لو قيل: إن ملكا من الملائكة له رأس لما فهم منه إلا أن له رأسا فحسب فأما تفصيله فكلا

بقلم: عبد الرحمن المعلمي اليماني
408
الخصوصية الثقافية | مرابط
اقتباسات وقطوف

الخصوصية الثقافية


فالثقافات المتباينة تتحاور وتتناظر وتتناقش ولكن لا تتداخل تداخلا يفضي إلى الامتزاج البتة ولا يأخذ بعضها عن بعض شيئا إلا بعد عرضه على أسلوبها في التفكير والنظر والاستدلال فإن استجاب للأسلوب أخذته وعدلته وخلصته من الشوائب وإن استعصى نبذته واطرحته.

بقلم: محمود شاكر
376
الاحتجاج بزلل العلماء والفقهاء | مرابط
مناظرات اقتباسات وقطوف

الاحتجاج بزلل العلماء والفقهاء


لا ينبغي أن يقف المسلم عند زلة العالم ويحتج بها أو يعتقد فيها رخصة له ليفعل المثل أو يواجه النص الصحيح الثابت بها فهذا ما لا يقبله عقل بالطبع وكل العلماء وكل أهل العلم لهم زلاتهم ولو وقف الواحد منا عند كل ذلة لأنشأ لنفسه دينا جديدا بعيدا عما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2165