لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟

لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرا شكليا؟ | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

263 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لماذا الاحتفال بغير أعيادنا ليس أمرًا شكليًّا ولا يصح للمجاملات؟!

سبب خاص بك كمسلم، ورد كل علاقاتك بالعالم لعلاقتك بالله وتصورك عن الله.. فتتذكر وتُذكِّر أن الله واحد "أحد"، وأن الله فرد "صمد"، وأن الله "لم يلد ولم يولد"، وأن الذي يغفر هو الله، والذي يرحم هو الله، المهدي من هداه الله وحده، والمآل إلى الله وحده..

فتصير كل ذرة فيك تتبتل بحق العبودية وتُسبِّح في أعماقك بعظمة الله، وتتحرك بأمر الله.. امتثالًا لما علَّمك النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول: "خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي لله رب العالمين"، أي خضع وأطاع وأنقاد لله وأعرض وتورع عن كل ما يغضبه..

وسبب خاص بالأُمة مجتمعة، فعزة الأمة تعني قطع أوصال الناس بعاداتها التي تربطها بالأُمم الأخرى، ببناء بنية اجتماعية تختلف في ثقافتها ومكوناتها عن التي تضادها وتُخالفها في الأعراف، وإعادة توجيه الالتزامات والواجبات داخل هذه البنية الجديدة، ليكون الولاء والبراء على المعتقد الذي ترجع إليه عاداتها وأعرافها الخاصة سواء كانت تعبدية أو اجتماعية!
ومنه تفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبْدلكُم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى، ويوم الفطر"..

ولذلك انظر كيف حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قطع عادات الجاهلية ووجه عنايته لها.. فالقصد لم يكن مجرد إحداث قطيعة مع شعائر الماضي، بل بناء نظام اجتماعي جديد للأُمة، وما كان هذا ليحدث لولا القطيعة مع شعائر الماضي وعاداته وأعرافه!

قطعًا هذا الأمر ثقيل على النفس، لضغط الداعي الاجتماعي، لذلك لا تملك زمامه إلا النفوس القوية.. القرآن نفسه عبَر عن ثقله في أمر مشابه عندما حدثت واقعة "تغيير القِبْلَة" لإعادة بناء قداسة الكعبة في أذهان الصحابة، حتى يقطع الإسلام علائق الماضي تمامًا، وينفي أي احتمال للاتباع؛ ألفةً لأديان أو أسلاف أو أعراف قديمة مهما كانت قداستها..
فعَبر القرآن عن ثقل هذا الأمر في قوله "وإن كانت لكَبِيرَةً" لشدة الحرج الاجتماعي الذي وقعوا فيه بالانصياع لأمر الله تعالى!

لماذا كل هذا؟!
حتى تصرف كل طاقة الانتماء النفسية في الدين؛ الفرح، الحزن، الود، الرضا، الغضب.. إلخ، فيصير كل الهم همه، وكل العمل لأجله، تبعًا لقيمة التوحيد وحقيقة أنه الغاية الأساسية من الخلق

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الأعياد
اقرأ أيضا
ذم الترف والتبذير | مرابط
تفريغات

ذم الترف والتبذير


إن الدنيا متقلبة لا تدوم وهي لا تسير على حال واحدة ووتيرة واحدة فعرس يقام فتنصب له خيمة بأربعين ألف دينار فتستعمل مرة واحدة فقط فكم بطن جائع تطعم بقيمة هذه الخيمة ولقد وصل الترف وللأسف إلى المسلمين الذين يؤمون المساجد ولعل بعض الإخوة الحاضرين من هؤلاء يقيمون الحفلات في الفنادق الضخمة وينفقون على ذلك الألوف من الأموال التي تذهب إلى جيوب السفهاء الذين يضيرون أمة الإسلام

بقلم: عمر الأشقر
515
الأصول الكلية التي يقوم عليها الإيمان بوجود الله وكماله ج2 | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

الأصول الكلية التي يقوم عليها الإيمان بوجود الله وكماله ج2


ليس المراد بالأصول في هذا السياق الأدلة العقلية التي يستند إليها المؤمنون في إثبات وجود الله وكماله وإنما المراد بها المعاني الكلية التي يتأسس من مجموعها الإيمان الصحيح السالم من النقص والعيب في التصديق بأن الله موجود وأنه الخالق للكون المدبر له والمتصرف في شؤونه والمتصف بصفات الكمال والجلال

بقلم: د سلطان العميري
2326
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها | مرابط
اقتباسات وقطوف

عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها


مقتطف هام من كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية يضع بين يدينا عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها العبد مهما بذل فيها من وقت وجهد وكدح ثم بعدما يذكرها يقف على أعظم الإضاعات التي قد يقع فيها العبد وهما إضاعة القلب وإضاعة الوقت

بقلم: ابن القيم
615
الفرح بالله | مرابط
اقتباسات وقطوف

الفرح بالله


والفرح بالله وبأعمال الإيمان التي تقرب إلى الله جاءت الإشارة إليه في آيات متعددة بلفظ الفرح وبلفظ الاستبشار وغيره ولذلك قال ابن القيم فالفرح بالله وبرسوله وبالإيمان وبالسنة وبالعلم وبالقرآن من أعلى مقامات العارفين

بقلم: إبراهيم السكران
699
ماذا يعلمك القرآن؟ | مرابط
تعزيز اليقين

ماذا يعلمك القرآن؟


يعلمك القرآن أن التميز يصنع الأعداء حتى من أقرب الناس إليك كما في قصة يوسف فإياك أن تدخل معارك مع حاسديك مهما كنت قادرا على الانتصار فالحاسد مشروعه إيقافك ونجاحه في أن تلتفت إليه ولذلك حدد هدفك بوضوح وكل معركة ليست على جبهة هذا الهدف لا تلتفت إليها.

بقلم: د. نايف بن نهار
333
كيف نثبت النبوة عقلا | مرابط
تعزيز اليقين

كيف نثبت النبوة عقلا


وقال في إثبات نبوة رسوله باعتبار التأمل لأحواله وتأمل دعوته وما جاء به: أفلم يدبروا القول الآيات فدعاهم سبحانه إلى تدبر القول وتأمل حال القائل فإن كون القول للشيء كذبا وزورا يعلم من نفس القول تارة وتناقضه واضطرابه وظهور شواهد الكذب عليه فالكذب باد على صفحاته وباد على ظاهره وباطنه ويعرف من حال القائل تارة فإن المعروف بالكذب والفجور والمكر والخداع لا تكون أقواله إلا مناسبة لأفعاله ولا يتأتى منه من القول والفعل ما يتأتى من البار الصادق المبرأ من كل فاحشة وغدر وكذب وفجور بل قلب هذا وقصده وقوله....

بقلم: الإسلام سؤال وجواب
1502