هناك يهود سيأتون ليسوا يهودًا بل مسلمين.. فقط يلعبون دور اليهودي، سيمثلون إسرائيل خير تمثيل.... اليهودي الجديد، أو نسميه اليهودي الوظيفي، سيأتي ويصلي معنا العشاء، ودي مشكلة كبرى لأنه سيقوم بالوظيفة التي كان يقوم بها قبل ذلك الجنرال الإسرائيلي أو التاجر الصهيوني من قبل، ولهذا يجب أن نحلل الإنسان في دوره الوظيفي، في ضوء بنيته الحقيقية ليس في ضوء ادعائاته عن نفسه، وطول ما احنا ساقطين في هذه الادعاءات يبدو أن العقل العربي أصبح وثائقي لدرجة أن إسرائيل تقول عندي 500 دبابة ممكن أضرب العالم العربي كله، يتحول الادعاء إلى حقيقة علمية، ما يقوله العدو عن نفسه يتحول إلى حقيقة علمية.. وتحول الدراسات الصهيونية إلى عملية توثيق من تصريحات العدو، دون أن يكلف أحد خاطره بأن يدرس بنية العدو.. معروف أن الجيش الإسرائيلي في مناوراته بيسبب خسائر بشرية بأعلى النسب في العالم.
في الواقع، جماعة فلسطين الداخل قاموا بالانتفاضة، ونحن خائفون، لماذا؟ لأنه يملك نظرة للعدو متجاوزة لادعائاته ووجد ضعفه، وجد أنه بشر يمكن أن يُضرب ويُقتل، نحن هنا نأخذ تصريحات العدو ونخاف.
واقعة صغيرة جدًا، في أبريل 1973، أي قبل العبور بحوالي ثلاثة أشهر، دُعيت لإلقاء محاضرة على معظم جنرالات الجيش المصري أنا كنت بدأت أراقب إسرائيل بالمنظور الجديد بتاعي، لاحظت أن الإسرائيليين استجابتهم غريبة الشكل، مثلا السينما تحترق، فتنزل الصحف تقول مش العرب اللي عملوها.. وفي مرة وضع أحدهم أربع قنابل في سينما في حسفا ولم ينفجروا، اجتمعت الوزارة الإسرائيلية.. كيف اختلف رد الفعل؟!
قلت للجنرالات: يا جماعة من الواضح أن هذا الكيان فيه شيء غلط، هم يسربون لنا معلومات عشان نمضعها ونهضمها ونرتعب ونفقد الحرب قبل دخول المعركة، ومن هنا أنا أزعم أن شغل البروتوكولات والماسونية وكل هذا يبث فينا الرعب ويبين لنا أن العدو لا يُهزم .. أنا شخصيًا لو فيه حاجة اسمها بروتوكولات وبتتنفذ وماسونية زي ما بيقولوا أنا من المطالبين بالصلح مع إسرائيل فورًا.. لأنه من العبث .. أنا أحارب ناس زيي، لكن الناس الكبار دول أوي .. .لا .. خلينا منطقيين.. فالعدو الصهيوني يبث كل هذه الدعايات ويضخم الديباجات هذه حتى نخسر الحرب قبل دخول المعركة.