أهمية العقيدة لتحقيق النصر
لو هجم اليهود اليوم على الأردن أو على سوريا أو على مصر ماذا سيفعلون؟! أين السلاح وأين الرجال وأين العقيدة وأين الهدف الذي يحمله المقاتلون؟!
وقد جربنا معارك خضناها بعيدًا عن إسلامنا وعن عقيدتنا فما جنينا منها إلا العلقم كما يقولون، لم نجن خيرًا؛ لأننا لم نقاتل كما يريد الله سبحانه وتعالى، قاتلنا في سبيل أهداف قريبة سطحية، أو قاتلنا ونحن لا نعرف ما الهدف من القتال، وقاتل الضابط وهو مخمور، ومعارك قامت ورجال الجو فيها -أي: الذين يقودون الطائرات- سكارى، والمعركة مشتعلة في عام 1967م!
فليس هناك إلا الحل الذي يبينه الله سبحانه وتعالى، ولا نصر إلا بعودة إسلامية صحيحة طال الأمد أم قصر، فلابد أن يعود المسلمون إلى دينهم، ولابد أن تجتمع كلمتهم، وأن تتوحد دولتهم، وأن يعودوا مرة أخرى أمة واحدة لها دولتها ولها تشريعها، وليكن تشريعها هو قرآنها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم، ولتكن دولة تقوم على سواعد أبنائها، لا يؤتى لها بالخبراء من أمريكا، ولا من فرنسا، ولا من روسيا، لا تميل نحو الشرق ولا نحو الغرب، دولة تقوم على الإسلام باسم الإسلام، وباسم الله، تتبع منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحقق ما يصبو إليه المسلمون من خير.
فإن تقاعس المسلمون، فسيهز اليهود عروش حكام المسلمين، كما هو الحال، فاجتاح الكفار بلاد المسلمين، وامتصوا خيراتهم، فمن كان يصدق بأن الأقصى سيفرط فيه المسلمون، وأنه سيضيع من أيديهم، فعمَّان ليست بأغلى من الأقصى، والكويت ليست بأغلى من الأقصى، واليهود يحلمون بالكويت، وبالمدينة المنورة، ويحلمون بالقاهرة، ويحلمون بعمان، ويحلمون بالدول العربية كلها، فأين نخوة المسلمين؟! ألا تذكرون عندما كان يصفق اليهود طربًا عندما دخلوا القدس وهم يقولون: محمد مات وخلف بنات؟!
أين رجال المسلمين عندما فعل اليهود ذلك؟!
إنها أيام مريرة ورثناها في عصرنا هذا، حال المسلمين في مثل هذه الأيام لا يسر أبدًا، فلابد للمسلمين من عودة مرة أخرى إلى هذا الدين، وإلى هذا الكتاب، وبدون ذلك لن ينتصروا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه.
رفع لواء الدين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد عبد الله ورسوله.
نحن نؤمن بما أخبرنا الله به، وبما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم: من أن المسلمين أمرهم باق منتصر إلى أن تقوم الساعة، وتمر على المسلمين لحظات وسنوات يضعفون فيها، ولكن الله سبحانه وتعالى يحفظ دينه وييسر له من يقوم به، ويرفع لواءه ويعلي مناره، نؤمن بذلك كله، ولكن لكل أمر سبب.
هناك أسباب لكل ما يقدر الله، فالله يقدر النتيجة ويقدر السبب الذي يوصل إليها، ونحن نريد المسلمين اليوم أن يعودوا ليكونوا هم السبب في عزة الإسلام وأهله، فإذا ما تخلف أمثالنا عن نصرة الإسلام فسيرفع الله لواء الإسلام في الهند، وقد يرفعه في أمريكا، أو في أي دولة.
فمن كان يظن أن المدينة التي استعصت على الصحابة، أي: لم يستطع الصحابة أن يفتحوها، وهي: (القسطنطينية) ستصبح عاصمة الإسلام مئات السنين؟! من كان يظن أن دولة الإسلام ستكون عاصمتها هناك في تركيا، التي كانت يومًا ما عاصمة تحارب الإسلام؟!
فقد كانت جيوش الأعداء تنطلق منها لتحارب الإسلام، فإذا براية الإسلام ترتفع في سمائها مئات السنين، وتحمل راية الإسلام مشرقة ومغربة، وتحكم العالم الإسلامي وتحكم بغداد، التي كانت عاصمة للدولة الإسلامية في الخلافة العباسية، وتحكم دمشق التي كانت عاصمة للدولة الأموية، وتحكم المدينة ومكة، من هناك في تركيا من القسطنطينية! فالله سبحانه وتعالى قادر أن يرفع راية الإسلام في عاصمة أخرى، وفي دولة أخرى تحارب الإسلام وتعاديه، ولكننا سنخسر القضية ونحن نريد أن نربحها، ونريد عزة الدنيا ورفعة الآخرة ورضوان الله سبحانه وتعالى، وأن يتحول المسلمون مرة أخرى إلى قوم يعملون لهذا الدين ويحرصون عليه، وعلى رضوان الله سبحانه وتعالى، وينبذون الشرك والكفر عن أنفسهم وعن إخوانهم، ويبصرون الناس بدينهم، ويدعون إلى الإسلام، ويبينون للناس هذا الدين، ويأخذون بأنفسهم وبإخوانهم كي يصلوا إلى الهدف الذي يريده الله سبحانه وتعالى، عند ذلك يتحقق للمسلمين عزهم، يكون لهم النصر.
اللهم! اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا، وألهمنا رشدنا.
اللهم! أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
اللهم! اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك قريب سميع مجيب الدعوات.
المصدر:
محاضرة عداء اليهود للمسلمين، للشيخ عمر الأشقر