
ما هي البصمة التي تركتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنها؟
لا شيء، فهي لم تترك أقوالا في التفسير، ولا أقوالا في الفقه، ولا أقوالا في الحديث، ولم تتدخل في شؤون الدعوة والرسالة لوالدها صلى الله عليه وسلم، ولا غير ذلك.
ولكن مع ذلك.. هي رضي الله عنها من سيدات نساء الجنة.. وإذا شئت البصمة العظيمة التي كانت لها في الحياة، فهي:
(أولا) حرصها الشديد على طاعة الله تعالى، والتعبد له، والتقرب إليه، بأنواع من الأعمال الصالحة، كقراءة القرآن، والذكر، والصلاة.
(ثانيا) حرصها الشديد على حيائها وأنوثتها وعفافها، فلم تكن خرّاجة ولاّجة، بل هي من قالت: “خير للمرأة ألا ترى رجلا ولا يراها رجل”
(ثالثا) حرصها الشديد على حسن التبعل لزوجها علي رضي الله عنه، لعلمها الوكيد أن حسن التبعل للزوج من طاعة الله تعالى، وأن الزوجة لن تشكر الله ما لم تشكر زوجها بحسن الطاعة والموافقة.
(رابعًا) حرصها الشديد على تربية ولديها الحسن والحسين رضي الله عنهما، فلقد غرست فيهما العقيدة الصحيحة، والأخلاق الحميدة، والفضيلة السامية، فكانا سيدا شباب أهل الجنة.
السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها لا يوجد لها حضور في خطاب النسويات المحجبات، لأنها لا تخدم أهدافهن، ولا يوجد في حياتها ما يؤيد شعاراتهن، إلا قصة رفضها رضي الله عنها زواج زوجها عليها وليس لهن في موقفها حجة كما هو مبين عند أهل العلم. وهذا ما يحمل المسلمة اللبيبة اليوم على عدم الاغترار بهؤلاء المفسدات بشعارات إسلامية!!
فعندما يحدثونك يا مسلمة -وإنما نخاطب العاقلة الصالحة- عن البصمة، وضرورة ترك بصمة في الحياة، فتذكري جيدا نموذج فاطمة الزهراء رضي الله عنها، واجعليها قدوتك ونموذجك في الحياة.