فعل الرب التبصير والتغيير وفعل الشيطان التحسير والتعيير!

فعل الرب التبصير والتغيير وفعل الشيطان التحسير والتعيير! | مرابط

الكاتب: كريم حلمي

309 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

العبد إذا انتبه إلى تماديه في دركات التقصير أو استمع إلى موعظة أزعجت قلبه عن رقدة الغفلة = فإن فعل الشيطان معه هو التحسير والتعيير حتى يكبّله عن مسالك التدارك بآصار الكآبة والحزن واليأس، ولا يزال به حتى يوقعه في أعظم مما كان عليه، وهو التنكّر لنعم الله الدينية ولطفه بعبده وكرمه ورحمته، فيجحد الموجود حسرةً على المفقود فيجمع بين الشرين!

أما فعل الرب سبحانه فالتبصير والتغيير ..

رجلٌ في زمن النبوة الطاهر يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره أنه قد مسّ امرأة لا تحل له ليقضي النبي صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله جل وعلا: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات"، فلم يُعيَّر ولم يُخَذَّل ولم يُحسّر وإنما دُعي إلى الإصلاح والتغيير والعمل، ولذلك قال الله سبحانه: “إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا”.

حتى الرجل الذي تكرر منه شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبكيته تنبيهًا لفؤاده وإنقاذًا لنفسه، إنما كان تبكيتًا يعين ولا يشين، ويوقظ ولا يميت، فلما تعدّى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعيير والتخذيل واللعن = زجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "لا تكونوا عَوْن الشيطان على أخيكم"، بل قطع النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه سبيل الشيطان إلى فؤاد الرجل، فقال في رواية أو واقعة أخرى: "لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله".

وعظ الفُضَيلُ رجلًا موعظة بليغة، ففزع الرجل وبكى وقال: "يا أبا علي، ما الحيلة؟!"، فقال الفضيل: "يسيرة، اتق الله فيما بقي يغفر لك ما قد سلف".

الحيلة يسيرة إذا انشغل المرء بالممكن من حاضره وغده، وأحسن الظن بالكريم، وجمع همه على الإصلاح والتغيير.

الحيلة عسيرة إذا حبس المرء روحه خلف قضبان آثام الماضي، وأنهكها بالتخذيل، وساء ظنه بربه حتى أيس من استقامة حاله، فيدفع نفسه إذن إلى مزيد من الغفلة فرارًا من آلام ظلام الأمس والغد، وهيهات!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التبصير-والتحسير
اقرأ أيضا
العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر | مرابط
تفريغات

العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر


من هاب الخلق ولم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه

بقلم: إبراهيم الدويش
431
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: فضائلهن وخصائصهن | مرابط
تفريغات

أمهات المؤمنين رضي الله عنهن: فضائلهن وخصائصهن


كما أن في الرجال رجالا أفاضل سبقوا إلى الإسلام وأفنوا أعمارهم في العلم والدعوة والجهاد فكذلك في نساء الأمة فضليات كن شامات في هذه الأمة المباركة وكن عونا لرجالهن على مهامهم في خدمة دين الله تعالى وفي مقدمتهن أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن إذ عشن في بيت النبوة وخدمن النبي صلى الله عليه وسلم ونقلن عنه أقواله وأفعاله وأحواله في خاصة بيته وأهله

بقلم: د إبراهيم بن محمد الحقيل
1938
جدوى صلاة الكسوف والخسوف في هذا العصر | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

جدوى صلاة الكسوف والخسوف في هذا العصر


قرأت عدة مرات في الصحف وسمعت في عدد من مجالس بعض المنتسبين للثقافة من يطرح تساؤلا حول جدوى صلاة الكسوف في هذا العصر خلاصة هذا الإشكال: أن ظاهرة الكسوف لم تعد ظاهرة مفاجئة بل هي ظاهرة علمية يمكن التنبؤ بها مسبقا فلذلك لا يمكن أن يقال أنها تخويف وبالتالي فلا جدوى من صلاة الكسوف في هذا العصر

بقلم: إبراهيم السكران
1418
الراضون | مرابط
اقتباسات وقطوف

الراضون


سبحان من جعل النفوس ترتوي بالرضا من ينابيع التسبيح وكم نحن مغبونون في أيام وليالي وسنين تصرمت دون أن نعمر آناء الليل وأطراف النهار بالتسبيحات ياخسارة تلك السنوات فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته اللهم اجعلنا لك من المسبحين

بقلم: إبراهيم السكران
498
أسلوب الوصاية | مرابط
فكر مقالات

أسلوب الوصاية


والوصاية ضد الشبهات التي تسبب رقة التدين مطلب شرعي سواء كان الذي يشيع هذه الشبهات زنديق علماني أو من متفقهة التغريب الذين يغرسون في الناس النظرة المادية للحياة ويهونون من تعظيمهم للنص باسم الخلاف ويشحنون الناس ضد المحتسبين والدعاة دوما بالسذاجة والتهور وضيق الأفق وقلة الوعي وأنهم يغرقون في كأس ماء ونحوها من العبارات التي يتشربها المستمع فتؤثر في نظرته لأهل العلم والدعاة بعامة ويجمدون مشاعر الغيرة والحمية باسم الرزانة والحكمة والهدوء ونحو ذلك

بقلم: إبراهيم السكران
2218
قانون السببية وإيقاظ العقيدة الإلهية في النفس | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

قانون السببية وإيقاظ العقيدة الإلهية في النفس


يقرر قانون السببية أن شيئا من الممكنات لا يحدث بنفسه من غير شيء لأنه لا يحمل في طبيعته السبب الكافي لوجوده ولا يستقل بإحداث شيء لأنه لا يستطيع أن يمنح غيره شيئا لا يملكه هو كما أن الصفر لا يمكن أن يتولد عنه عدد إيجابي فلا بد له في وجوده وفي تأثيره من سبب خارجي وهذا السبب الخارجي إن لم يكن موجودا بنفسه احتاج إلى غيره فلا مفر من الانتهاء إلى سبب ضروري الوجود يكون هو سبب الأسباب

بقلم: د محمد عبد الله دراز
2096