فعل الرب التبصير والتغيير وفعل الشيطان التحسير والتعيير!

فعل الرب التبصير والتغيير وفعل الشيطان التحسير والتعيير! | مرابط

الكاتب: كريم حلمي

392 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

العبد إذا انتبه إلى تماديه في دركات التقصير أو استمع إلى موعظة أزعجت قلبه عن رقدة الغفلة = فإن فعل الشيطان معه هو التحسير والتعيير حتى يكبّله عن مسالك التدارك بآصار الكآبة والحزن واليأس، ولا يزال به حتى يوقعه في أعظم مما كان عليه، وهو التنكّر لنعم الله الدينية ولطفه بعبده وكرمه ورحمته، فيجحد الموجود حسرةً على المفقود فيجمع بين الشرين!

أما فعل الرب سبحانه فالتبصير والتغيير ..

رجلٌ في زمن النبوة الطاهر يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره أنه قد مسّ امرأة لا تحل له ليقضي النبي صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قول الله جل وعلا: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات"، فلم يُعيَّر ولم يُخَذَّل ولم يُحسّر وإنما دُعي إلى الإصلاح والتغيير والعمل، ولذلك قال الله سبحانه: “إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا”.

حتى الرجل الذي تكرر منه شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبكيته تنبيهًا لفؤاده وإنقاذًا لنفسه، إنما كان تبكيتًا يعين ولا يشين، ويوقظ ولا يميت، فلما تعدّى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعيير والتخذيل واللعن = زجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "لا تكونوا عَوْن الشيطان على أخيكم"، بل قطع النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه سبيل الشيطان إلى فؤاد الرجل، فقال في رواية أو واقعة أخرى: "لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله".

وعظ الفُضَيلُ رجلًا موعظة بليغة، ففزع الرجل وبكى وقال: "يا أبا علي، ما الحيلة؟!"، فقال الفضيل: "يسيرة، اتق الله فيما بقي يغفر لك ما قد سلف".

الحيلة يسيرة إذا انشغل المرء بالممكن من حاضره وغده، وأحسن الظن بالكريم، وجمع همه على الإصلاح والتغيير.

الحيلة عسيرة إذا حبس المرء روحه خلف قضبان آثام الماضي، وأنهكها بالتخذيل، وساء ظنه بربه حتى أيس من استقامة حاله، فيدفع نفسه إذن إلى مزيد من الغفلة فرارًا من آلام ظلام الأمس والغد، وهيهات!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التبصير-والتحسير
اقرأ أيضا
سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج1 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الخامس ج1


من الكلمات الجميلة جدا يقول صلى الله عليه وسلم: وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع يعني: عندما تأتي لطلب العلم تقابلك الملائكة في الطريق -وأنت لا تراها لكن هي تراك- فتضع أجنحتها لك تواضعا لك وتعظيما لك وتكريما وتبجيلا لك تقف لك الملائكة في الطريق هكذا لأنك تذهب إلى مجلس علم تلتمس علما انظر إلى عظم الأمر تغيرات كونية هائلة تنزل الملائكة وتضع أجنحتها لا تحرسك فقط بل تتواضع لك وتبجلك وتعظمك

بقلم: د راغب السرجاني
834
الهيومانية كبديل عن الدين | مرابط
أبحاث

الهيومانية كبديل عن الدين


هل يمكن أن تحل الهيومانية humanism الإنسانية بديلا عن الدين؟ هل يمكن أن يحيا الجنس البشري بلا دين؟ هل يمكن التأسيس للقيمة والمعرفة والغاية والأخلاق في غياب الإله؟ لقد عاش الجنس البشري آلاف السنين تحت تأثير الدين واستطاع الدين أن يوفر جميع أوجه الحياة الأخلاقية والقانونية والعقائدية وحتى اللغة ومن ثم فمن حقنا أن نتساءل عما إذا كان من الممكن إنتاج جيل ملحد إلحادا كاملا؟

بقلم: د. هيثم طلعت
362
احتساب السلف لأعمارهم وجهدهم في طلب العلم | مرابط
تفريغات

احتساب السلف لأعمارهم وجهدهم في طلب العلم


إن أشرف ما يستثمر باتفاق العقلاء هو الوقت لأن الوقت هو العمر وبمقدار ما يستثمر المرء هذا الوقت بمقدار ما تكون له المكانة في الدار الآخرة لأن حياته في الآخرة إنما هي باستثماره لعمره فإذا ضيعه خسر هناك وإذا استثمره حق استثماره ربح ولا أفضل ولا أجود من ضرب المثال في استثمار الوقت بحياة العلماء لأنهم هم الذين عرفوا شرف هذا العمر فلذلك نضرب المثل بهم فهم القدوة وهم الذين نأخذ عنهم الفتوى

بقلم: أبو إسحق الحويني
754
هم يسمحون لنا فلنسمح لهم | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

هم يسمحون لنا فلنسمح لهم


هم يسمحون لنا ببناء المساجد فلماذا لا نسمح لهم ببناء الكنائس وهم يسمحون للمسلمين بالدعوة إلى الإسلام فلماذا لا يسمح لهم بمثل ذلك وهم يهنئوننا بأعيادنا الدينية فلماذا لا نقابلهم بالمثل ومقولات أخرى تكرر ذات المعنى: كما أن غير المسلمين يفعلون معنا شيئا معينا فلماذا لا نقابلهم بالمثل فنفعل لهم الشيء نفسه في هذا المقال رد على هذه التساؤلات

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري وفهد بن صالح العجلان
2132
التفريق بين الأطفال في المضاجع | مرابط
مقالات

التفريق بين الأطفال في المضاجع


قال النبي ﷺ:مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع 1 فقوله: وفرقوا بينهم في المضاجع أي: في المراقد وذلك لأنهم إذا بلغوا إلى عشر سنين يقربون من أدنى حد البلوغ وينتشر عليهم آلاتهم فيخاف عليهم من الفساد 2

بقلم: قاسم اكحيلات
911
دلالة الدقيق من الخلق على الله | مرابط
فكر مقالات

دلالة الدقيق من الخلق على الله


لا تحقر شيئا أبدا لصغر جثته ولا تستصغر قدره لقلة ثمن ثم اعلم أن الجبل ليس بأدل على الله من الحصاة ولا الفلك المشتمل على عالمنا هذا بأدل على الله من بدن الإنسان وأن صغير ذلك ودقيقه كعظيمه وجليله ولم تفترق الأمور في حقائقها وإنما افترق المفكرون فيها ومن أهمل النظر وأغفل مواضع الفرق وفصول الحدود فمن قبل ترك النظر ومن قبل قطع النظر ومن قبل النظر من غير وجه النظر ومن قبل الإخلال ببعض المقدمات ومن قبل ابتداء النظر من جهة النظر واستتمام النظر مع انتظام المقدمات- اختلفوا

بقلم: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
3009