كيف أبدأ ..؟

كيف أبدأ ..؟ | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

371 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

نورُ الطريق يظهر عند أول خطوة تسلُكها..

 

والله لا أستطيع إحصاء الرسائل التي تأتيني يوميا: 

 

كيف أبدأ في حفظ القرآن، ولماذا، ومتى، وأين، ومع مَن؟ 
كيف أبدأ في طلب العلم؟ ما المراحل والخُطط والكتب والطبعات وكيف أدرس وأحفظ وأُراجِع؟ 
كيف أبدأ في الرياضة.. كيف أُنقص وزني؟ 
كيف أربي  أولادي ومتى وأين؟ 

 

يسألون عن كل تفصيلية، كل مرحلة، كل عائق، كل وسيلة.. ويُكررون السؤال، فإن انتهينا من (سلسلة الأسئلة) يبدأ في طرح إشكالات: فإن حصل كذا.. فماذا؟ ولو كذا فماذا؟ كل ذلك دون أن يبدأ فعليًا، قبل أن يخطو خطوة..  و أعرف كثيرا جدا من الشباب منذ سنواتٍ لم يسألوا في [داخل العلم] ومسائله، بل يكتفون بالسؤال [من الخارج] ((عن العلم وخُططه وبرامجه ومراحله وكتبه ونُسخه .. وكيف أبدأ، وكيف أستمر ..)) 

 

يريد قبل أن يبدأ خطة شافية كافية تامّة تأخذه من المَهد إلى اللّحد ! ولا يدري أن كل إنسانٍ إنما يكتب خُطتَه لنفسه بيده حينما يبدأ فعليًا في العمل على الأرض  بعد طريقٍ من العمل والتجربة والسعي والصواب والخطأ 

 

باختصار: من ينوي العملَ تكفيه إشارة وتوجيه لينطلق ثم يعرف التفاصيل شيئا فشيئا بقدر ما يحتاجه في كل مرحلة، وكلُّ طريق يسلكه يُسلّمُ لما بعده تلقائيا، ومن يُماطِل فلن تكفيه خُطط الدُّنيا لأنه ((مُماطِل)) وهذا هو عملُه، وسيبقى يخترع حُججا لعدم البدء: إما ضعف التصور أو ضعف الأدوات أو قلة الإمكانات أو عدم الجو المناسب إلى أن ينتهي عمره وهو ما يزالُ يُخطط!

 

ابدأ واستعن بالله

ويكفي أنك تسعى، يكفي أنك مشغولٌ عن الشرّ وسيظهرُ لك نُور الطريق عندما تبدأ في السَّير فيه، وهذا ما عِشتُه بنفسي:

 

كم مرةً أكون في موقفٍ (أريد أُلقي كلمةً أو نصيحةً أو درسًا أو دورةً أو أمرًا بمعروف أو الصلاة بسورة طويلة بالناس في التراويح) ويُصيبني خوفٌ، وتردّدٌ، وقلقٌ وتُحدّثني نفسي كثيرا  بعدم الإقدام، وأختلاق الأعذار للهروب، وتُخوِّفُني من الخطأ والإخفاق= ومَا أن أكسر حاجز القلق باسم الله والدّعاء والفقر إليه من كل وجهٍ إلا وينطلق لساني وبدني في العمل بما لم أكن أتصور من الفتح

 

ثم يكون ذلك العملُ بوابةً لسلسلة أعمال لم تكن تخطر على بالي، ولم يكُن عندي أدواتُها فتجتمع شيئا فشيئا.

 

فعلمتُ:

  • أن نورَ الطريق يظهر عند أول خطوة تسلُكها
  • وأن أعظم ما تجنيه من الإقدام كسرُ الحاجز الوهمي الذي يمنعك من ظهور قدراتِك، ويحبس مواهبَك ويُعطّل إمكاناتك
  • وأن الخَيرَ الذي تشرعُ فيه هو بوابةٌ لخيرٍ جديد
  • وأن أسوأ احتمالات الإقدام خيرٌ ألف مرة من راحةِ الهروب من المسؤولية
  • وأن النفس إنْ رأتْ مِنك الجِدَّ طاوَعتْك، وإن تهاونتَ معها فهي أمّارةٌ بالسوء
  • وأنّ إرادةً تتعثّرُ في طريق الخير أفضلُ من عزيمةٍ استحكمتْ في الرجوع عنه
  • وأنّ الله يزيدُ الذين اهتدوا هدى
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تبدأ
اقرأ أيضا
التغريب: الأهداف والأساليب ج5 | مرابط
فكر تفريغات أبحاث

التغريب: الأهداف والأساليب ج5


التغريب مصطلح يطلق على الانسياق وراء الحضارة الغربية سواء في الاعتقاد أو الاقتصاد أو غير ذلك وقد سعى الغرب في تغريب الأمة الإسلامية بشتى الوسائل والتي منها: الاستعمار العسكري والفكري ونشر مدارس التغريب في بلاد المسلمين والابتعاث ولكون التغريب يشكل خطرا على المسلمين في دينهم وجب مواجهته بشتى السبل والتي منها: التمسك بالإسلام الحق وفضح مدارس التغريب ونشر العلم الشرعي وما أشبه ذلك

بقلم: عبد العزيز بن مرزوق الطريفي
2219
كم من نعمة لله في عرق ساكن | مرابط
مقالات

كم من نعمة لله في عرق ساكن


كان من دعاء أحد الأعراب: الحمد لله على نوم الليل وهدوء العروق وسكون الجوارح وكف الأذى والغنى عن الناس. ألا ما أعمق هذا الدعاء على وجازته! فنعمة هدوء العروق وسكون الجوارح من الأملاك الخفية التي لا تعرف قيمتها إلا حين فقدها ومن جميل حكم أبي الدرداء قوله: كم من نعمة لله في عرق ساكن

بقلم: طلال الحسان
252
النعمة في البرد والحر | مرابط
اقتباسات وقطوف

النعمة في البرد والحر


من النعم التي لا يلتفت إليها كثير من الناس: نعمة الوقاية من البرد والحر وفي هذا المقتطف الماتع لشيخ الإسلام ابن تيمية تعليق سريع حول هذه النعمة من وحي القرآن الكريم حتى يعلم المسلم قدر النعم التي أحاطه الله بها وهي لا تحصى

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
394
تأثير استخدام الأدوات والتقنيات على المخ | مرابط
ثقافة

تأثير استخدام الأدوات والتقنيات على المخ


مخنا فيه قدرة مهمة جدا اسمها المرونة العصبية المرونة العصبية هي قدرة المخ على التغير والتشكل على مدار حياتك نتيجة الخبرات التي تتعرض لها البيئة التي تعيش فيها أو التقنيات والأدوات التي تستخدمها المرونة العصبية ممكن ينتج عنها تقويض دوائر عصبية خاصة بوظيفة معينةلو كنت تقول بهذه الوظيفة لو كنت تقوم بها في شكل دوري وينتج عنها أيضا ضعف في الدوائر العصبية الخاصة بأي وظيفة أنت توقفت عن القيام بها

بقلم: علي محمد علي
329
قيمة الدنيا عند المسلم | مرابط
تفريغات

قيمة الدنيا عند المسلم


فنحن مطالبون بأن نعمل وأن نعمر هذه الدنيا ما استطعنا بخير لكن مطالبون كذلك بأن لا نغتر بها وأن نعلم أنها ليست دار بقاء ومن هنا فالتعامل الصحيح مع هذه الدنيا أن يجعلها الإنسان في يده ولا يجعلها في قلبه فإنه إن جعلها في يده كان بالإمكان أن يستفيد منها وأن يتصرف فيها وأن يبعد قذرها عن نفسه وإن جعلها في قلبه ملكته وكان وعاء لها وخادما لها ولم يفته شيء من أقذارها وأكدارها.

بقلم: محمد الحسن الددو الشنقيطي
283
نتوكل على الله سبحانه | مرابط
اقتباسات وقطوف

نتوكل على الله سبحانه


لو علم المرء أن فلانا من المسؤولين هو المتكفل بمعاملته لتنفس اليقين وفرغ قلبه من الشك بتحقق مطلبه فكيف يفوت المرء على نفسه أن يكون الله خالق هذه الحاجات والخالق لسبل قضائها والخالق لموانعها هو الذي سيتكفل بأمرك إذا توكلت عليه

بقلم: إبراهيم السكران
696