كيف أبدأ ..؟

كيف أبدأ ..؟ | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

456 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

نورُ الطريق يظهر عند أول خطوة تسلُكها..

 

والله لا أستطيع إحصاء الرسائل التي تأتيني يوميا: 

 

كيف أبدأ في حفظ القرآن، ولماذا، ومتى، وأين، ومع مَن؟ 
كيف أبدأ في طلب العلم؟ ما المراحل والخُطط والكتب والطبعات وكيف أدرس وأحفظ وأُراجِع؟ 
كيف أبدأ في الرياضة.. كيف أُنقص وزني؟ 
كيف أربي  أولادي ومتى وأين؟ 

 

يسألون عن كل تفصيلية، كل مرحلة، كل عائق، كل وسيلة.. ويُكررون السؤال، فإن انتهينا من (سلسلة الأسئلة) يبدأ في طرح إشكالات: فإن حصل كذا.. فماذا؟ ولو كذا فماذا؟ كل ذلك دون أن يبدأ فعليًا، قبل أن يخطو خطوة..  و أعرف كثيرا جدا من الشباب منذ سنواتٍ لم يسألوا في [داخل العلم] ومسائله، بل يكتفون بالسؤال [من الخارج] ((عن العلم وخُططه وبرامجه ومراحله وكتبه ونُسخه .. وكيف أبدأ، وكيف أستمر ..)) 

 

يريد قبل أن يبدأ خطة شافية كافية تامّة تأخذه من المَهد إلى اللّحد ! ولا يدري أن كل إنسانٍ إنما يكتب خُطتَه لنفسه بيده حينما يبدأ فعليًا في العمل على الأرض  بعد طريقٍ من العمل والتجربة والسعي والصواب والخطأ 

 

باختصار: من ينوي العملَ تكفيه إشارة وتوجيه لينطلق ثم يعرف التفاصيل شيئا فشيئا بقدر ما يحتاجه في كل مرحلة، وكلُّ طريق يسلكه يُسلّمُ لما بعده تلقائيا، ومن يُماطِل فلن تكفيه خُطط الدُّنيا لأنه ((مُماطِل)) وهذا هو عملُه، وسيبقى يخترع حُججا لعدم البدء: إما ضعف التصور أو ضعف الأدوات أو قلة الإمكانات أو عدم الجو المناسب إلى أن ينتهي عمره وهو ما يزالُ يُخطط!

 

ابدأ واستعن بالله

ويكفي أنك تسعى، يكفي أنك مشغولٌ عن الشرّ وسيظهرُ لك نُور الطريق عندما تبدأ في السَّير فيه، وهذا ما عِشتُه بنفسي:

 

كم مرةً أكون في موقفٍ (أريد أُلقي كلمةً أو نصيحةً أو درسًا أو دورةً أو أمرًا بمعروف أو الصلاة بسورة طويلة بالناس في التراويح) ويُصيبني خوفٌ، وتردّدٌ، وقلقٌ وتُحدّثني نفسي كثيرا  بعدم الإقدام، وأختلاق الأعذار للهروب، وتُخوِّفُني من الخطأ والإخفاق= ومَا أن أكسر حاجز القلق باسم الله والدّعاء والفقر إليه من كل وجهٍ إلا وينطلق لساني وبدني في العمل بما لم أكن أتصور من الفتح

 

ثم يكون ذلك العملُ بوابةً لسلسلة أعمال لم تكن تخطر على بالي، ولم يكُن عندي أدواتُها فتجتمع شيئا فشيئا.

 

فعلمتُ:

  • أن نورَ الطريق يظهر عند أول خطوة تسلُكها
  • وأن أعظم ما تجنيه من الإقدام كسرُ الحاجز الوهمي الذي يمنعك من ظهور قدراتِك، ويحبس مواهبَك ويُعطّل إمكاناتك
  • وأن الخَيرَ الذي تشرعُ فيه هو بوابةٌ لخيرٍ جديد
  • وأن أسوأ احتمالات الإقدام خيرٌ ألف مرة من راحةِ الهروب من المسؤولية
  • وأن النفس إنْ رأتْ مِنك الجِدَّ طاوَعتْك، وإن تهاونتَ معها فهي أمّارةٌ بالسوء
  • وأنّ إرادةً تتعثّرُ في طريق الخير أفضلُ من عزيمةٍ استحكمتْ في الرجوع عنه
  • وأنّ الله يزيدُ الذين اهتدوا هدى
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تبدأ
اقرأ أيضا
الإنجاز اليومي | مرابط
مقالات

الإنجاز اليومي


التمهيد لابن عبدالبر الفتح لابن حجر المغني لابن قدامة إلخ.. لم تكن وليدة شهر ولا سنة ولكنها خلاصة عمر ومشروع حياة نراها في نسختها الأخيرة فنتعجب من قدرة أصحابها التصنيفية - وحق لنا ذلك - لكنا لو نظرنا إلى تدرج تأليفها لعلمنا أن رأس مال الأمر في الجد والمصابرة

بقلم: مشاري الشثري
466
مفهوم الصلاح وحبائل الشهوة | مرابط
المرأة

مفهوم الصلاح وحبائل الشهوة


وإني لأسمع كثيرا ممن يقول: الوفاء في قمع الشهوات في الرجال دون النساء فأطيل العجب من ذلك وإن لي قولا لا أحول عنه: الرجال والنساء في الجنوح إلى هذين الشيئين سواء وما رجل عرضت له امرأة جميلة بالحب وطال ذلك ولم يكن ثم من مانع إلا وقع في شرك الشيطان واستهوته المعاصي واستفزه الحرص وتغوله الطمع وما امرأة دعاها رجل بمثل هذه الحالة إلا وأمكنته حتما مقضيا وحكما نافذا لا محيد عنه البتة

بقلم: ابن جزم
301
مختصر قصة الأندلس الجزء الثاني | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة الأندلس الجزء الثاني


سلسلة مقالات مختصرة تطوف بنا حول الأندلس لنعرف قصتها من البداية حتى النهاية من الفتح إلى السقوط سنعرف كل ما دار من أحداث بين لحظة الفتح والصعود ولحظة الانهيار والأفول والهدف من ذلك أن ندرك ونعي تاريخنا بشكل جيد وأن نتعلم منه حتى نبني للمستقبل

بقلم: موقع قصة الإسلام
1619
الباطل على درجات | مرابط
اقتباسات وقطوف

الباطل على درجات


مقتطفات متفرقة لشيخ الإسلام ابن تيمية يبين فيها أن الباطل على درجات متفاوتة فبعض الفرض لديها من الباطل أقل من غيرها ويقاس ذلك بحسب قربهم أو بعدهم عن الحق فمثلا اليهودي أو النصراني أفضل من الملحد الذي لا يؤمن بإله وهكذا كلما اقترب السلم من الحق كلما كان أفضل فهناك باطل خير من باطل آخر وهناك باطل شر من باطل آخر

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1916
خصائص المحافظة على صلاة الفجر ج1 | مرابط
تفريغات

خصائص المحافظة على صلاة الفجر ج1


الرسول صلى الله عليه وسلم يا إخواني كان يعلم أنه يصعب علينا صلاة الصبح في موعدها لأجل هذا كان له أسلوب تربوي رائع في تحفيز المسلمين لهذه الصلاة المحورية الخطيرة التي تميز الصادقين من المنافقين فقد أعطى صلى الله عليه وسلم خصائص هامة فريدة لصلاة الصبح لترغيب المسلمين في هذه الصلاة العظيمة الهامة وبين يديكم تفريغ لجزء من محاضرة الدكتور راغب السرجاني يتحدث فيها عن هذه الخصائص

بقلم: د راغب السرجاني
973
الصين الشيوعية والتركستان المسلمة ج2 | مرابط
توثيقات

الصين الشيوعية والتركستان المسلمة ج2


دولة التركستان الشرقية من الدول الإسلامية المحتلة التي ابتلعتها الصين الشيوعية في سنة 1949م في ظل غفلة المسلمين عن قضاياهم الماسة ونتيجة لفرقة المسلمين وتشتتهم وهي أرض إسلامية خالصة ولقد فصلنا في تاريخها في مقال سابق بعنوان قصة الإسلام في الصين كما ذكرنا الثروات الهائلة التي تمتلكها هذه الدولة الإسلامية الكبرى والإمكانيات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والدينية التي تتمتع بها وهذا في مقال آخر بعنوان كنوز التركستان الشرقية وفي مقالنا هذا نرى ماذا فعلت الصين الشيوعية في العقود الثلاثة الأ...

بقلم: راغب السرجاني
706