كيف فهم السلف قيمة الدين؟

كيف فهم السلف قيمة الدين؟ | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

286 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

قرأت عند بعض الأفاضل كلامًا حول قوة حفظ الإمام البخاري؛ ردًا على مقطع الشاب الذي لم يستوعب هذه القدرة..وذكروا كلامًا عظيمًا عن قدرات العلماء في الحفظ والعلم والدعوة.. لكن الذي خطر في بالي الكتابة عنه، وأغراني بالتفكر فيه هو:

 

لماذا فعل البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم ذلك؟! 
لماذا وظفوا كل طاقاتهم في هكذا حياة؟!
ما الذي يدفع إنسان لبذل نفسه في الحفظ والارتحال بين البلاد مع كل ما فيه من مشقة وقتئذ بطبيعة الحال؟!
لماذا يتركون التنعم بالدنيا ولذاتها ومُتعها في سبيل ذلك، مع ما فيهم من ذكاء وتوقد كان من الممكن أن يبلغوا به المراتب العظيمة؟!

 

البخاري مات وهو مرتحل، ومسلم مات وهو يبحث لأيام متواصلة في المكتبة عن حديث، والبويطي وابن تيمية ماتا في السجن، وغيرهم كثير.. لماذا هذه النهايات المؤلمة لعظماء كهؤلاء؟!
ما الذي يضطر علي بن المديني حين يُلحون عليه في السؤال عن حال أبيه في الرواية، مع حبه له، فيقول: "الحق أقول، أبي ضعيف".. أو أبو داود صاحب السنن حين يُسأل عن الرواية عن ابنه، مع ما هو معلوم بالضرورة من منزلة الابن للوالد، فيقول: "ابني كذاب".. أو زيد بن أبي أُنيسة حين سُئل عن أخيه فقال: "لا تأخذوا عن أخي، أخي كذاب"؟!

 

هؤلاء لم يفهموا قيمة الدين كما نفهمها، ولم ينظروا للدين على أنه وسيلة لإشباع لذة ما، أي لذة، ولو كانت لذة التمكين أو العِزة أو التحضر، وهي ليست مطعنًا أو نقيصةً قطعًا!
لكن قيمة الدين في دواخلهم كانت أبعد من ذلك وأعظم، فاسترخصوا الدنيا في حين رقعنا بها ديننا.. وباعوا أنفسهم للآخرة في حين لم تكفنا في أعماق نفوسنا.. ولم يبالوا في سبيل ذلك بأي خسارة في الناس في حين جعلنا صلتنا بالناس مبنية على حسابات مع وضد ومن ولمَ!

 

فبارك الله في أعمارهم، وفعلوا ما يصعب تصوُّره بتصوراتنا المادية، حتى بلغت قدراتهم وأفعالهم وأقوالهم وكتبهم مبلغًا من النفع والأثر لم يكن ليخطر لهم أنفسهم ببال! هؤلاء حطوا رحالهم في الجنة، بإذن الله، ونحن مساكين كل همنا أن نُخضع سيرهم ومسيرهم لأوهامنا في الحياة!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#العلماء
اقرأ أيضا
المرأة في عصر النبوة | مرابط
المرأة

المرأة في عصر النبوة


ولم تكن حياة النساء في العصر الأول كحياتهن في هذا العصر مضطربة حائرة أو متبذلة ساخرة بل كانت إلى الفطرة أقرب وإلى الطهر أدنى. ولم يكن يمنعهن الحياء الذي يتحلين به -والحياء من الإيمان- أن يتفقهن في الدين ويسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عما جهلن منه ولم تكن رعايتهن البالغة بحقوق الزوج والبيت والولد لتحول بينهن وبين المنافسة في الهدى والخير إلى المثوبة والبر ابتغاء رضوان الله ورسوله

بقلم: طه محمد الساكت
248
الصين والمسلمون ودورة التاريخ | مرابط
فكر مقالات

الصين والمسلمون ودورة التاريخ


وقد كان التاريخ -دائما- شاهدا على هذا التداول فكان شاهدا على نفوذ وجبروت المصريين القدماء ثم نهايتهم على أيدي البطالمة كما شهد التاريخ علو الرومان وطغيانهم وتجبرهم في الأرض ومعاناة الناس من قسوتهم وجبروتهم كذلك شهد التاريخ نفس الأمر بالنسبة للدولة الفارسية حتى جاء الإسلام والمسلمون فأزالوا الطغيان الرومي والفارسي وأشرق نور العدل على البشرية وعرف البشر معنى المساواة وتذوقوا معاني جديدة لم يتذوقوها من قبل وطرقت أسماعهم ألفاظ لم يألفوها كالرحمة والعدل والحرية والشورى

بقلم: د راغب السرجاني
2142
هل يمكن للانتحار أن يكون حلا؟ | مرابط
فكر

هل يمكن للانتحار أن يكون حلا؟


والذي ينهي حياته لأجل ابتلاء مثل هذا هو في الحقيقة مستجير من الرمضاء بالنار فالحسابات العقلية تقول: أن الإنسان لو عاش في الدنيا ألف سنة في عذاب دائم لا راحة معه هو أهون من لحظة واحدة يغمسها في نار جهنم.

بقلم: أحمد الغريب
309
مغالطة يوثيفرو ضد دلالة الأخلاق والقيم على ضرورة وجود الله | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين فكر مقالات

مغالطة يوثيفرو ضد دلالة الأخلاق والقيم على ضرورة وجود الله


من أشهر الاعتراضات التي يوردها الملاحدة على دليل القيم والمبادئ ما يسمى معضلة يوثيفرو euthyphro وهو رجل من اليونان نسبت إليه المعضلة وقد كانت نتيجة حوار بينه وبين سقراط وكان يرى أن مصدر الأخلاق يرجع إلى الإله فقال له سقراط: هل الأخلاق حسنة لأن الله يريدها أم أن الله أرادها لأنها حسنة

بقلم: سلطان العميري
1137
من أخلاق الكبار: أخلاق النبي مع أهله | مرابط
تفريغات

من أخلاق الكبار: أخلاق النبي مع أهله


وأنت أيتها المرأة إذا صدرت من الزوج كلمة هل تحسبينها له في ملف وسجل ثم لا تنسين هذه الإساءة والخطأ؟ وإذا كان لك خادمة أو أنت أيها الرجل كان لك سائق خادم فأخطأ في حقك وقصر فلو كسرت الخادمة إناء كيف تصنعين بها؟ هذا النبي ﷺ كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما جاءه رجل فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت ثم أعاد عليه فصمت فلما كان الثالثة قال: اعف عنه في كل يوم سبعين مرة الحديث أخرجه أبو داود

بقلم: خالد السبت
453
بالمساواة يتحقق العدل | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

بالمساواة يتحقق العدل


المساواة هي الشعار البراق اللامع الذي يرفعه الكثير من الناس ويقدمونها كأنها قيمة مثالية عليا متى تحققت صلح الواقع وبالتالي فلا يحق لأحد معارضتها أو إنكارها ولكن الحقيقة أن هذا الشعار البراق هو محض وهم فالمساواة ليست دائما حسنة ومن هنا يقف بنا المقال عند قيمة العدل وقيمة المساواة للتفريق بينهما وفهم ميدان عمل كل واحد منهما

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري وفهد بن صالح العجلان
2169