كيف كسرت باريس القذرة قلبي وحطمت توقعاتي!

كيف كسرت باريس القذرة قلبي وحطمت توقعاتي! | مرابط

الكاتب: براتيك دام

353 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

ربما كنت أشاهد الكثير من الأفلام الحالمة الغير واقعية أو ربما كنت أعيش في عالم طوباوي موازٍ.. ولكن باريس -بالتأكيد- ليست كما كنت أتصورها، إنها قذرة حرفيًا ومجازًا، كل ما أعرفه هو أن ما رأيته نجح فقط في كسر قلبي!

بعد أن ادخرت وقررت أن أسافر إلى باريس مع رفيقتي في بداية شهر مايو، كنت متحمسًا للغاية بشأن هذه المدينة.. وبعد أن خططنا للبقاء أسبوعًا كاملًا = اكتفينا في اليوم الرابع! على الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون رحلة رومانسية، إلا أنها لم تكن كذلك.. فبحلول اليوم الثاني أدرك كل واحد منا في قرارة نفسه أنها رحلة محبطة ومخيبة للآمال! ولكننا لم نصرح بذلك إلا في اليوم الثالث، وبحلول اليوم الرابع كان كل شيء قد انتهى!

وسأحاول هنا أن أسرد بعض المآسي التي رأيتها في "المدينة الأكثر رومانسية في العالم"!

البراز!

أرجو المعذرة إذا بدى في كلامي شيئًا من التعالي بشأن أمتى، ولكن بعد رؤية الأزقة المرصوفة بالحصى = يمكنني ببساطة أن أشبه باريس ببعض القرى في دلهى.. لقد كان البراز منتشرًا في كل مكان! ربما يكون الشيء الوحيد المختلف هو نوع الحيوان المتسبب فيها.

باريس مدينة قذرة وحتى الطرق الأكثر تحضرًا في المدينة مليئة ببراز الكلاب، والمدينة بالكامل غير صحية.. هناك أكثر من مبولة مفتوحة في محطات المترو تنبعث منها رائحة أسوأ من رائحة إسطبل يعج بالخيول.

لم أر القمامة في الطرقات عندما شاهدت باريس في الأفلام، ولكن يوجد الكثير منها في الواقع يا أصدقاء!

شهوة .. لا حب!

بالرغم من أنه ليس لدي مشكلة في الأمر، ولا أنا أرتدي شارة الشرطة الأخلاقية على صدري، إلا أنني لم أجد الحب في شوارع باريس، وبدلًا من ذلك وجدت الكثير من اللمسات والعناق والقبلات الفجة.. كان هناك دائمًا رفقاء شواذ وآخرون طبيعيون يفعلون ذلك، وبالطبع كانت الطرقات والأزقة المظلمة تحوي الكثير من الأفعال الفاضحة.. وبالطبع الجزء الأفضل يتمثل في المترو المزدحم حيث يمكنك أن ترى الاتصال الجسدي بين الناس وبعضهم البعض.

زحام شديد!

باريس -بالفعل- مزدحمة للغاية! أعلم أنه ليس من المفترض أن يشغلنا نحن الهنود مثل هذا الأمر، ولكن الفوارق والمعايير مازالت مرتفعة للغاية! (ربما يقصد المقارنة بين الازدحام في الهند وباريس). ورغم الازدحام الحادث بسبب السياح من كل مكان، إلا أن الفرنسيين أنفسهم متواجدون بكثافة.. قد لا يمكنك حتى أن تميز هل كان هذا هو ميدان باريس حقًا أم شارع مول بمانالي (مدينة في الهند).

وقاحة؟

كان الأمر مضحكًا في كثير من الأحيان؛ لأنني ورفيقتي كنا نراهن قبل دخول أي مقهى: هل الشخص الموجود في المقدمة سيبتسم عند رؤيتنا أم لا؟ على الرغم من أنني كنت أفوز كل مرة = إلا أن باريس كانت في الجانب الخاسر؛ حيث لم يستقبلنا أحد بشكل جيد أينما ذهبنا، حتى ونحن نسأل عن الاتجاهات في الطريق.. انتهى الأمر بشعورنا أننا ارتكبنا خطيئة ما يُرد عليها دائمًا بازدراء أو رفض تام

طعام يصلح للمستشفيات!

نحن، الهنود، أناس بسطاء، نسامح في كل شيء إذا كان الطعام جيدًا، أتذكر حفل زفاف في مدينة كارنال حيث أمطرت السماء بغزارة وأفسدت الحفل؟ ولكن لأن الطعام كان لذيذًا هناك = انتهى ذلك الزفاف بذكريات جيدة.. ولكن هذا لا يحدث في باريس العاصمة.. الطعام كان سيئًا في كل مكان، والخضروات غير موجودة بكثرة، وفي بعض الأحيان لا توجد أبدًا. القهوة كانت جيدة بعض الشيء.. وكان هناك شيء غريب أيضًا يتعلق بمواعيد فتح المقاهي وإغلاقها، كيف يمكنك مثلا أن تضع لافتة على مقهي مكتوب عليها "مغلق للغداء"؟ إنه ينتهك الغرض الأساسي لوجود المطعم أو المقهي أصلًا وتكرر الأمر في الكثير من الأسواق والمتاجر.

غير صالحة للسكن.. إلا فقط لأمباني (مليونير هندي)

بالرغم أنه يبدو شيئًا خاصًا، نظرًا لأنني فقير، إلا أن الحياة في باريس باهظة للغاية، وبالطبع لأنني ليس لدي لقب يبدأ بـ "Am" وينتهي بـ "Bani" (يقصد أمباني المليونير الهندي) لقد كنت حذرًا جدًا حتى من دخول أي مقهى صغير على جانب الطريق لتناول وجبة خفيفة.

اللغة

ليس لدي مشكلة في أنك لا تستطيع أن تتحدث الإنجليزية، ولكنني سأكون غاضبًا جدًا إذا تجاهلتني فقط لأنني لا أستطيع أن أتحدث لغتك الأم، أعلم أنك وقح، ولكن على الأقل أنت ترى أنني عاجز، وكان من المتوقع من الناحية الإنسانية أن تساعدني أو حتى ترفض ذلك بشكل مهذب طالما أنك لا تجيد الإنجليزية، ولكن لا تسخر مني لأنني فقط لا أتحدث الفرنسية!

نعم هذا الكلام موجه إلى الفرنسيين.. ربما كان هذا هو الشيء الأكبر الذي حطمني في العاصمة الفرنسية.

بعد أن انفجرت فقاعة توقعاتي وبعد الصورة الإلزامية عند برج إيفل: أنا لا أشجع أي أحد منكم أن يذهب إلى باريس ظانًا أنها ستكون رحلة عظيمة أو حتى شهر عسل.. ثق بي، رفيقتي لم تعد ترد على مكالماتي منذ ذلك الحين!


ترجمة: محمود خطاب

المقال الأصلي: https://bit.ly/3gbmpet

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#باريس
اقرأ أيضا
العمارة في الحضارة الإسلامية ج2 | مرابط
تاريخ

العمارة في الحضارة الإسلامية ج2


أمر الإسلام بتعمير الأرض بالبناء عليها وحث عليه لحماية الإنسان من حر الشمس وبرد الشتاء وأمطاره وجعل اتخاذ المساكن نعمة من الله لمخلوقاته ولذلك وضع الإسلام لبناء المساكن والمدن والقرى الكثير من الآداب وشهدت بلادنا الإسلامية ازدهار العمران والبناء الذي تميز بطابع إسلامي خالص وفي هذه المقالات سيقف بنا الكاتب على ملامح العمران في كل العصور الإسلامية

بقلم: موقع قصة الإسلام
2143
ثقلاء على شفير البرزخ | مرابط
فكر مقالات

ثقلاء على شفير البرزخ


من المظاهر الأليمة التي بدت ملحوظة بعض الشيء هذه الأيام أن ترى الشخص يتبع الجنازة من أقاربه أو معارفه ويقف في زحام الناس في المقبرة أو متجافيا على مرمى خطوات يطل عليهم ثم يتجاذب مع صاحب له تعليقات الدعابة والهزل بل ربما استدعى من ذاكرته نوادر يتفكه بها طبع كلما رأيت هذا المشهد السمج انهمر على ذاكرتي حديث علي بن أبي طالب أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم- في جنازة فقعد وقعدوا حوله ونكس النبي صلى الله عليه وسلم- وقال: ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة

بقلم: إبراهيم السكران
852
ضريبة التقدم | مرابط
اقتباسات وقطوف

ضريبة التقدم


والآن ماذا لو تقدمت الصين والهند حسب المقولات الغربية ألا يعني هذا مليار سيارة جديدة تسير في الطرقات يخرج عادمها وتلوث جو الكرة الأرضية وتحرق الأوكسجين خاصة إذا ما تقدمت البرازيل هي الأخرى وبدأت في اجتثاث غابات المطر الاستوائية

بقلم: عبد الوهاب المسيري
605
كيف نتغلب على حالة هدر الوقت | مرابط
تفريغات ثقافة

كيف نتغلب على حالة هدر الوقت


يجب أن نقول في البداية: إن الواحد منا مهما أبدى من الكفاءة والألمعية في تنظيم وقته والاستفادة منه فإنه لن يستطيع استثماره على نحو تام فالعنصر الروحي الذي يتمتع به الإنسان يفقده المرونة الكافية للعمل المتواصل ولذا فإن طبيعة عمله تظل مغايرة لطبيعة عمل الآلة كما أن الظروف والأحوال المحيطة هي الأخرى تحول دون ذلك ولذا لا بد إذا أن نقنع باستثمار نسبي واستفادة منقوصة

بقلم: د عبد الكريم بكار
505
حدود العلم | مرابط
فكر ثقافة

حدود العلم


العلم لا يغطي إلا جانب ضيق جدا من حقل المعرفة وهو ليس موضوعيا وإنما ذاتي يخضع للرؤية البشرية وتحلله القدرة البشرية والعلم لن يقترب من أسئلة الوجود الكبرى مثل: لماذا نحن هنا وإلى أين نحن ذاهبون؟ ولذا لما سألت دير شبيغل هايدغر عما إذا كان في مقدرة الانسان الوصول للأفضل والأكمل عبر مساعيه وأبحاثه قال : الله فقط يمكن أن ينقذنا.

بقلم: د. هيثم طلعت
300
ثغرات تسدها المرأة المسلمة: الأمومة والأولاد | مرابط
تفريغات المرأة

ثغرات تسدها المرأة المسلمة: الأمومة والأولاد


إن المجيء بالولد والإتيان به لا شك أنه يترتب عليه مسئولية كبيرة وغرس مبادئ العقيدة في الطفل أمر مهم في غاية الأهمية وكلما تدرج الولد ينبغي أن تقوم بحقه في التعليم خصوصا في غمرة انشغال بعض الآباء وإهمالهم فإنه لا يبقى من صمامات الأمان إلا المرأة التي تراقب وتربي الولد وكثير من الانحرافات التي حصلت عند الأولاد بسبب إهمال المرأة لهذه التربية ثم بعد ذلك نحصد ونجني الثمار المرة المترتبة في كثير من الانحرافات.

بقلم: محمد صالح المنجد
453