كيف كسرت باريس القذرة قلبي وحطمت توقعاتي!

كيف كسرت باريس القذرة قلبي وحطمت توقعاتي! | مرابط

الكاتب: براتيك دام

282 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

ربما كنت أشاهد الكثير من الأفلام الحالمة الغير واقعية أو ربما كنت أعيش في عالم طوباوي موازٍ.. ولكن باريس -بالتأكيد- ليست كما كنت أتصورها، إنها قذرة حرفيًا ومجازًا، كل ما أعرفه هو أن ما رأيته نجح فقط في كسر قلبي!

بعد أن ادخرت وقررت أن أسافر إلى باريس مع رفيقتي في بداية شهر مايو، كنت متحمسًا للغاية بشأن هذه المدينة.. وبعد أن خططنا للبقاء أسبوعًا كاملًا = اكتفينا في اليوم الرابع! على الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون رحلة رومانسية، إلا أنها لم تكن كذلك.. فبحلول اليوم الثاني أدرك كل واحد منا في قرارة نفسه أنها رحلة محبطة ومخيبة للآمال! ولكننا لم نصرح بذلك إلا في اليوم الثالث، وبحلول اليوم الرابع كان كل شيء قد انتهى!

وسأحاول هنا أن أسرد بعض المآسي التي رأيتها في "المدينة الأكثر رومانسية في العالم"!

البراز!

أرجو المعذرة إذا بدى في كلامي شيئًا من التعالي بشأن أمتى، ولكن بعد رؤية الأزقة المرصوفة بالحصى = يمكنني ببساطة أن أشبه باريس ببعض القرى في دلهى.. لقد كان البراز منتشرًا في كل مكان! ربما يكون الشيء الوحيد المختلف هو نوع الحيوان المتسبب فيها.

باريس مدينة قذرة وحتى الطرق الأكثر تحضرًا في المدينة مليئة ببراز الكلاب، والمدينة بالكامل غير صحية.. هناك أكثر من مبولة مفتوحة في محطات المترو تنبعث منها رائحة أسوأ من رائحة إسطبل يعج بالخيول.

لم أر القمامة في الطرقات عندما شاهدت باريس في الأفلام، ولكن يوجد الكثير منها في الواقع يا أصدقاء!

شهوة .. لا حب!

بالرغم من أنه ليس لدي مشكلة في الأمر، ولا أنا أرتدي شارة الشرطة الأخلاقية على صدري، إلا أنني لم أجد الحب في شوارع باريس، وبدلًا من ذلك وجدت الكثير من اللمسات والعناق والقبلات الفجة.. كان هناك دائمًا رفقاء شواذ وآخرون طبيعيون يفعلون ذلك، وبالطبع كانت الطرقات والأزقة المظلمة تحوي الكثير من الأفعال الفاضحة.. وبالطبع الجزء الأفضل يتمثل في المترو المزدحم حيث يمكنك أن ترى الاتصال الجسدي بين الناس وبعضهم البعض.

زحام شديد!

باريس -بالفعل- مزدحمة للغاية! أعلم أنه ليس من المفترض أن يشغلنا نحن الهنود مثل هذا الأمر، ولكن الفوارق والمعايير مازالت مرتفعة للغاية! (ربما يقصد المقارنة بين الازدحام في الهند وباريس). ورغم الازدحام الحادث بسبب السياح من كل مكان، إلا أن الفرنسيين أنفسهم متواجدون بكثافة.. قد لا يمكنك حتى أن تميز هل كان هذا هو ميدان باريس حقًا أم شارع مول بمانالي (مدينة في الهند).

وقاحة؟

كان الأمر مضحكًا في كثير من الأحيان؛ لأنني ورفيقتي كنا نراهن قبل دخول أي مقهى: هل الشخص الموجود في المقدمة سيبتسم عند رؤيتنا أم لا؟ على الرغم من أنني كنت أفوز كل مرة = إلا أن باريس كانت في الجانب الخاسر؛ حيث لم يستقبلنا أحد بشكل جيد أينما ذهبنا، حتى ونحن نسأل عن الاتجاهات في الطريق.. انتهى الأمر بشعورنا أننا ارتكبنا خطيئة ما يُرد عليها دائمًا بازدراء أو رفض تام

طعام يصلح للمستشفيات!

نحن، الهنود، أناس بسطاء، نسامح في كل شيء إذا كان الطعام جيدًا، أتذكر حفل زفاف في مدينة كارنال حيث أمطرت السماء بغزارة وأفسدت الحفل؟ ولكن لأن الطعام كان لذيذًا هناك = انتهى ذلك الزفاف بذكريات جيدة.. ولكن هذا لا يحدث في باريس العاصمة.. الطعام كان سيئًا في كل مكان، والخضروات غير موجودة بكثرة، وفي بعض الأحيان لا توجد أبدًا. القهوة كانت جيدة بعض الشيء.. وكان هناك شيء غريب أيضًا يتعلق بمواعيد فتح المقاهي وإغلاقها، كيف يمكنك مثلا أن تضع لافتة على مقهي مكتوب عليها "مغلق للغداء"؟ إنه ينتهك الغرض الأساسي لوجود المطعم أو المقهي أصلًا وتكرر الأمر في الكثير من الأسواق والمتاجر.

غير صالحة للسكن.. إلا فقط لأمباني (مليونير هندي)

بالرغم أنه يبدو شيئًا خاصًا، نظرًا لأنني فقير، إلا أن الحياة في باريس باهظة للغاية، وبالطبع لأنني ليس لدي لقب يبدأ بـ "Am" وينتهي بـ "Bani" (يقصد أمباني المليونير الهندي) لقد كنت حذرًا جدًا حتى من دخول أي مقهى صغير على جانب الطريق لتناول وجبة خفيفة.

اللغة

ليس لدي مشكلة في أنك لا تستطيع أن تتحدث الإنجليزية، ولكنني سأكون غاضبًا جدًا إذا تجاهلتني فقط لأنني لا أستطيع أن أتحدث لغتك الأم، أعلم أنك وقح، ولكن على الأقل أنت ترى أنني عاجز، وكان من المتوقع من الناحية الإنسانية أن تساعدني أو حتى ترفض ذلك بشكل مهذب طالما أنك لا تجيد الإنجليزية، ولكن لا تسخر مني لأنني فقط لا أتحدث الفرنسية!

نعم هذا الكلام موجه إلى الفرنسيين.. ربما كان هذا هو الشيء الأكبر الذي حطمني في العاصمة الفرنسية.

بعد أن انفجرت فقاعة توقعاتي وبعد الصورة الإلزامية عند برج إيفل: أنا لا أشجع أي أحد منكم أن يذهب إلى باريس ظانًا أنها ستكون رحلة عظيمة أو حتى شهر عسل.. ثق بي، رفيقتي لم تعد ترد على مكالماتي منذ ذلك الحين!


ترجمة: محمود خطاب

المقال الأصلي: https://bit.ly/3gbmpet

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#باريس
اقرأ أيضا
النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود | مرابط
تعزيز اليقين

النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود


إن هذا الدين العظيم لا تفهم محاسنه ولا يتوصل إلى جمالياته إلا بإدراك نظرته الكلية للكون وللوجود وللدنيا والآخرة وللإنسان وما وراء وجوده على هذه الأرض وإذا تأملت كثيرا مما يثار من الاستشكالات والاعتراضات ضد أحكام الشريعة فستجد أنها منبعثة من تجزئة النظر إلى الإنسان أو إلى الحياة والوجود وناشئة من عدم فهم التكامل المراعى في تشريعات الإسلام والذي يتجاوز إطار المادة الضيق

بقلم: أحمد يوسف السيد
920
لماذا كره السلف علم الكلام | مرابط
اقتباسات وقطوف

لماذا كره السلف علم الكلام


مقتطف من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية يوضح فيه أن السلف لم يكرهوا علم الكلام بسبب الألفاظ المستحدثة أو المولدة والجديدة فيه وإنما لما تشتمله هذه الألفاظ من المعاني المبطنة والتي تحوي خيرا وشرا وتحوي صوابا موافقا للشريعة وخطأ مضادا للكتاب والسنة

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1930
توهم معارضة الأحاديث الصحيحة لما هو أرجح منها | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

توهم معارضة الأحاديث الصحيحة لما هو أرجح منها


من بين آلاف الأحاديث الصحيحة التي لم يتعرض لها المشككون في السنة بالإنكار أو الاعتراض نجد أن نسبة النصوص التي أثاروا شبهات حولها لا تكاد تتجاوز 2 من مجموعها ولكنهم يجعلون هذه النسبة الضئيلة سببا في إسقاط ما بقي من الأحاديث الصحيحة وسبب استشكالهم لهذه الأحاديث يعود إلى اعتقادهم أنها تعارض ما هو أرجح منها ثبوتا أو دلالة فيتوهمون تعارضها مع القرآن أو مع سنة أصح منها أو مع العقل أو مع الحس والتجربة أو مع الذوق والأخلاق ثم يردونها بسبب هذا التوهم من المعارضة ويتجاوزون القدر المشكل إلى ما وراءه و...

بقلم: أحمد يوسف السيد
1279
مختصر قصة الأندلس الجزء الثالث | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة الأندلس الجزء الثالث


سلسلة مقالات مختصرة تطوف بنا حول الأندلس لنعرف قصتها من البداية حتى النهاية من الفتح إلى السقوط سنعرف كل ما دار من أحداث بين لحظة الفتح والصعود ولحظة الانهيار والأفول والهدف من ذلك أن ندرك ونعي تاريخنا بشكل جيد وأن نتعلم منه حتى نبني للمستقبل

بقلم: موقع قصة الإسلام
1310
الزهد المشروع | مرابط
مقالات

الزهد المشروع


سئل شيخ الإسلام قدس الله روحه عن رجل تفقه وعلم ما أمر الله به وما نهى عنه ثم تزهد وترك الدنيا والمال والأهل والأولاد خائفا من كسب الحرام والشبهات وبعث الآخرة وطلب رضا الله ورسوله وساح في أرض الله والبلدان فهل يجوز له أن يقطع الرحم ويسيح كما ذكر أم لا؟

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
276
لماذا نصوم الجزء الثالث | مرابط
تفريغات

لماذا نصوم الجزء الثالث


لقد عرفنا الكثير من موجبات صيامنا ومقتضياتها وأول موجب للصيام: أن صيام رمضان قاعدة من قواعد الإسلام الخمس فمن قال: لا أصوم جاحدا منكرا لما شرع الله فقد أسقط بناء الإسلام ولم يبق له حظ فيه كمانع الزكاة الجاحد لفرضيتها وكتارك الصلاة الجاحد لفرضيتها فالكل يكفر والعياذ بالله إذا نصوم لتلك الفضائل التي اشتمل عليها الصيام والميزات العظيمة التي ينالها المؤمنون في الدنيا والآخرة

بقلم: أبو بكر الجزائري
730