ربما كنت أشاهد الكثير من الأفلام الحالمة الغير واقعية أو ربما كنت أعيش في عالم طوباوي موازٍ.. ولكن باريس -بالتأكيد- ليست كما كنت أتصورها، إنها قذرة حرفيًا ومجازًا، كل ما أعرفه هو أن ما رأيته نجح فقط في كسر قلبي!
بعد أن ادخرت وقررت أن أسافر إلى باريس مع رفيقتي في بداية شهر مايو، كنت متحمسًا للغاية بشأن هذه المدينة.. وبعد أن خططنا للبقاء أسبوعًا كاملًا = اكتفينا في اليوم الرابع! على الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون رحلة رومانسية، إلا أنها لم تكن كذلك.. فبحلول اليوم الثاني أدرك كل واحد منا في قرارة نفسه أنها رحلة محبطة ومخيبة للآمال! ولكننا لم نصرح بذلك إلا في اليوم الثالث، وبحلول اليوم الرابع كان كل شيء قد انتهى!
وسأحاول هنا أن أسرد بعض المآسي التي رأيتها في "المدينة الأكثر رومانسية في العالم"!
البراز!
أرجو المعذرة إذا بدى في كلامي شيئًا من التعالي بشأن أمتى، ولكن بعد رؤية الأزقة المرصوفة بالحصى = يمكنني ببساطة أن أشبه باريس ببعض القرى في دلهى.. لقد كان البراز منتشرًا في كل مكان! ربما يكون الشيء الوحيد المختلف هو نوع الحيوان المتسبب فيها.
باريس مدينة قذرة وحتى الطرق الأكثر تحضرًا في المدينة مليئة ببراز الكلاب، والمدينة بالكامل غير صحية.. هناك أكثر من مبولة مفتوحة في محطات المترو تنبعث منها رائحة أسوأ من رائحة إسطبل يعج بالخيول.
لم أر القمامة في الطرقات عندما شاهدت باريس في الأفلام، ولكن يوجد الكثير منها في الواقع يا أصدقاء!
شهوة .. لا حب!
بالرغم من أنه ليس لدي مشكلة في الأمر، ولا أنا أرتدي شارة الشرطة الأخلاقية على صدري، إلا أنني لم أجد الحب في شوارع باريس، وبدلًا من ذلك وجدت الكثير من اللمسات والعناق والقبلات الفجة.. كان هناك دائمًا رفقاء شواذ وآخرون طبيعيون يفعلون ذلك، وبالطبع كانت الطرقات والأزقة المظلمة تحوي الكثير من الأفعال الفاضحة.. وبالطبع الجزء الأفضل يتمثل في المترو المزدحم حيث يمكنك أن ترى الاتصال الجسدي بين الناس وبعضهم البعض.
زحام شديد!
باريس -بالفعل- مزدحمة للغاية! أعلم أنه ليس من المفترض أن يشغلنا نحن الهنود مثل هذا الأمر، ولكن الفوارق والمعايير مازالت مرتفعة للغاية! (ربما يقصد المقارنة بين الازدحام في الهند وباريس). ورغم الازدحام الحادث بسبب السياح من كل مكان، إلا أن الفرنسيين أنفسهم متواجدون بكثافة.. قد لا يمكنك حتى أن تميز هل كان هذا هو ميدان باريس حقًا أم شارع مول بمانالي (مدينة في الهند).
وقاحة؟
كان الأمر مضحكًا في كثير من الأحيان؛ لأنني ورفيقتي كنا نراهن قبل دخول أي مقهى: هل الشخص الموجود في المقدمة سيبتسم عند رؤيتنا أم لا؟ على الرغم من أنني كنت أفوز كل مرة = إلا أن باريس كانت في الجانب الخاسر؛ حيث لم يستقبلنا أحد بشكل جيد أينما ذهبنا، حتى ونحن نسأل عن الاتجاهات في الطريق.. انتهى الأمر بشعورنا أننا ارتكبنا خطيئة ما يُرد عليها دائمًا بازدراء أو رفض تام
طعام يصلح للمستشفيات!
نحن، الهنود، أناس بسطاء، نسامح في كل شيء إذا كان الطعام جيدًا، أتذكر حفل زفاف في مدينة كارنال حيث أمطرت السماء بغزارة وأفسدت الحفل؟ ولكن لأن الطعام كان لذيذًا هناك = انتهى ذلك الزفاف بذكريات جيدة.. ولكن هذا لا يحدث في باريس العاصمة.. الطعام كان سيئًا في كل مكان، والخضروات غير موجودة بكثرة، وفي بعض الأحيان لا توجد أبدًا. القهوة كانت جيدة بعض الشيء.. وكان هناك شيء غريب أيضًا يتعلق بمواعيد فتح المقاهي وإغلاقها، كيف يمكنك مثلا أن تضع لافتة على مقهي مكتوب عليها "مغلق للغداء"؟ إنه ينتهك الغرض الأساسي لوجود المطعم أو المقهي أصلًا وتكرر الأمر في الكثير من الأسواق والمتاجر.
غير صالحة للسكن.. إلا فقط لأمباني (مليونير هندي)
بالرغم أنه يبدو شيئًا خاصًا، نظرًا لأنني فقير، إلا أن الحياة في باريس باهظة للغاية، وبالطبع لأنني ليس لدي لقب يبدأ بـ "Am" وينتهي بـ "Bani" (يقصد أمباني المليونير الهندي) لقد كنت حذرًا جدًا حتى من دخول أي مقهى صغير على جانب الطريق لتناول وجبة خفيفة.
اللغة
ليس لدي مشكلة في أنك لا تستطيع أن تتحدث الإنجليزية، ولكنني سأكون غاضبًا جدًا إذا تجاهلتني فقط لأنني لا أستطيع أن أتحدث لغتك الأم، أعلم أنك وقح، ولكن على الأقل أنت ترى أنني عاجز، وكان من المتوقع من الناحية الإنسانية أن تساعدني أو حتى ترفض ذلك بشكل مهذب طالما أنك لا تجيد الإنجليزية، ولكن لا تسخر مني لأنني فقط لا أتحدث الفرنسية!
نعم هذا الكلام موجه إلى الفرنسيين.. ربما كان هذا هو الشيء الأكبر الذي حطمني في العاصمة الفرنسية.
بعد أن انفجرت فقاعة توقعاتي وبعد الصورة الإلزامية عند برج إيفل: أنا لا أشجع أي أحد منكم أن يذهب إلى باريس ظانًا أنها ستكون رحلة عظيمة أو حتى شهر عسل.. ثق بي، رفيقتي لم تعد ترد على مكالماتي منذ ذلك الحين!
ترجمة: محمود خطاب
المقال الأصلي: https://bit.ly/3gbmpet