ضريبة التقدم

ضريبة التقدم | مرابط

الكاتب: عبد الوهاب المسيري

519 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

قد أثبت التَّقدم أن تكْلفته عالية، وأنه لم يشف كثيرًا من أمراض الإنسان الروحية، والنفسية بل فاقمهما. والتقدم حسب ما تعلمناه، هو تطبيق النموذج الغربي في التنمية والاستهلاك. وهو نموذج مبنيٌ على غزو الطبيعة والسطوِ عليها ( 20% من سكان العالم من أهل الغرب يستهلكون 80% من مصادرها الطبيعية ). والآن، ماذا لو "تقدمت" الصين والهند حسب المقولات الغربية؟ ألا يعني هذا مليار سيارة ٍجديدة تسير في الطرقات، يخرج عادمها وتلوث جو الكرة الأرضية وتحرق الأوكسجين، خاصةً إذا ما تقدمت "البرازيل" هي الأخرى، وبدأت في اجتثاث غابات المطر الاستوائية ( لتؤسس المصانع والطرقات وتحقق "التقدم المنشود" على الطريقة الغربية، فهذا حقها القومي) فإنها بذلك تكون قد اجتثت مصدر ثلث الأوكسجين في العالم. إذا كانت فكرة التقدم الغربية تستند إلى لا محدودية الموارد الطبيعية، فإن الممارسة أثبتت عكس ذلك، وهناك مشكلة النفايات الآخذة في التزايد بشكل مخيف ( يقال أنه في غضون عدة أعوام، لو استمر التقدم على ماهو عليه، فإننا سنحتاج لست كواكب في حجم الكرة الارضية كمصدر للمواد الخام وكوكبين آخرين للتَّخلص من نفايات الاستهلاك الوحشي المرتبط بالتقدم). وبطبيعة الحال، هناك النفايات النووية، التي لم نَعرف طريقة أكيدة للتخلص منها بعد. إن التقدم الذي كان من المفترض ان يحقق سعادة الإنسان الأرضية أصبح يهدد وجوده على هذا الكوكب. وهناك سؤال أطرحه دائما على نفسي وعلى الآخرين: هل جهاز الإنسان العصبي قادر على استيعاب كل هذه الأحاسيس والأفكار والمعلومات التي ترسل له يوميا من بيئته الاجتماعية التي يزداد إيقاعها سرعة ووحشية ؟! وهو السؤال الذي يجب أن نتوقف قليلا لنسأله

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المسيري #التقدم
اقرأ أيضا
الحكمة من وجود الشر | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

الحكمة من وجود الشر


إن عدم إحسان التعامل مع سؤال لماذا يوجد الشر وتحدث المصائب مع أن الله رحيم أدى إلى شك شريحة من الشباب والفتيات في وجود الله سبحانه وتعالى وبعضهم تجاوز الشك والحيرة إلى صريح الإنكار والجحود وما أكثر ما تغيب الحقائق بسبب النظرة الجزئية ونقص التصور وتعجل الأحكام قبل التأمل مع أنهم حين ألحدوا وتركوا الإسلام هل وجدوا تفسيرا صحيحا لموضوع الشر

بقلم: أحمد يوسف السيد
2267
مختصر قصة الأندلس الجزء الخامس | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة الأندلس الجزء الخامس


سلسلة مقالات مختصرة تطوف بنا حول الأندلس لنعرف قصتها من البداية حتى النهاية من الفتح إلى السقوط سنعرف كل ما دار من أحداث بين لحظة الفتح والصعود ولحظة الانهيار والأفول والهدف من ذلك أن ندرك ونعي تاريخنا بشكل جيد وأن نتعلم منه حتى نبني للمستقبل

بقلم: موقع قصة الإسلام
1371
شخصية السامري | مرابط
فكر مقالات

شخصية السامري


لكن لماذا كذب السامري؟ وماذا كان يتوقع لكذبته؟ الحقيقة هذان السؤالان من أكثر ما يثير الدهشة في قصة السامري وكل سامري. أما عن السؤال الثاني وتوقعه لمستقبل كذبته فلربما ظن أن موسى لن يرجع من ميقات ربه ولن يكشف سذاجة كذبته بمنتهى السهولة بمجرد عودته ولربما كان يتوقع أن ينتصر له قومه الماديون حتى إن عاد نبيهم.. المشكلة فعلا في السؤال الأول: لماذا؟!

بقلم: محمد علي يوسف
388
الحسد يصد عن الحق | مرابط
اقتباسات وقطوف

الحسد يصد عن الحق


أحيانا يمتنع المخالف عن اتباع الحق ليس لوجود حجة عقلية أو دليل يجهله أو أي مانع خارجي يمنعه وإنما يرجع الأمر في النهاية إلى الحسد الداخلي الحسد هو الذي يدفعه إلى المكابرة وإلى صد الحق والابتعاد عنه وفي هذا المقتطف يتحدث الإمام ابن القيم عن الحسد وكيف أنه يمثل جسرا لترك الحق والصد عنه

بقلم: ابن قيم الجوزية
1811
مخالفة المرجئة لأهل السنة والجماعة: الإيمان لا يزيد ولا ينقص | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين فكر تفريغات

مخالفة المرجئة لأهل السنة والجماعة: الإيمان لا يزيد ولا ينقص


أجمع أهل السنة والجماعة على أن الإيمان درجات وشعب يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأن المؤمنين يتفاوتون بحسب علمهم وعملهم وان بعضهم أكمل إيمانا من بعض وليس إيمان جبريل وأبي بكر وعمر كإيمان آحاد الناس وهذا خلاف عقيدة المرجئة وهو ما يوضحه الكاتب في المقال

بقلم: محمد صالح المنجد
1107
سبيل السعادة على أيدي الرسل | مرابط
اقتباسات وقطوف

سبيل السعادة على أيدي الرسل


لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على أيدي الرسل ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم ولا ينال رضا الله البتة إلا على أيديهم.. فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق ليس إلا هديهم وما جاؤوا به. فهم الميزان الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزن الأقوال والأخلاق والأعمال وبمتابعتهم يتميز أهل الهدى من أهل الضلال.

بقلم: ابن القيم
186