شبهة: ما الحكمة من زواج السيدة عائشة في سن صغير؟

شبهة: ما الحكمة من زواج السيدة عائشة في سن صغير؟ | مرابط

الكاتب: حسام الدين حامد

765 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

هل صحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دخل بالسيدة عائشة وهي 9 سنوات؟ وإذا كان صحيحا، فما الحكمة وراء زواجها في سن صغيرة.

ج/ أنت تزوجت أو ستتزوجين وسنك كم سنة؟! طيب والدتك تزوجت عند سن كم سنة؟ طيب جدتك؟ طيب جدة جدتك.. لا شك أنّه كلما صعدنا في الأجداد كان سن الزواج أصغر، ربما كانت جدة جدتك تزوجت في سن 9 سنين وأنت لا تدرين ولو سألت لعرفت.. فمن الغلط أن تنظري لسن الزواج في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلال ظروفك الشخصية.

أنت لو كنت تعيشين في قرية ضعيفة الخدمات بمستوى اجتماعي منخفض ستجدين أن معظم الفتيات تنتهي من الدراسة في الإعدادي أو الدبلوم وتتزوج برغبتها ورغبة والديها.

موضوع سن الزواج متغير حسب الظروف والمجتمعات.. طيب نعرف منين إن زواج السيدة عائشة -رضي الله عنها- في السن ده كان عادي في المجتمع؟!

نعرف من السيدة عائشة نفسها فهي لم تشتكِ من زواجها في هذه السن لا في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا في مماته، بل كانت تُفاخر بأنها تزوجت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِكرًا، بل كانت مخطوبة قبل خطبتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل اشتهر عنها الأثر: "إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة" وإن كان في ثبوته نظر.

ونعرف من المجتمع نفسه، فلم ينقل عن قوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ممن آمن به أو كفر أنه استشكل أو شنع بزواج السيدة عائشة -رضي الله عنها- في هذه السن، وقد كان أبو بكر -رضي الله عنه- خليل النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقرب الرجال إليه وهو الذي زوج ابنته في هذه السن راضيًا في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعده، في حين أنك ترى أن زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من طليقة ابنه بالتبني بعد أن حَرَّمَ الإسلام التبني قد أثارت صدمة في المجتمع الذي كان يرى أن التبني مثله مثل البنوة الطبيعية، وقد رُصدت هذه الصدمة في كتاب الله عَزَّ وَجَل بمنتهى الوضوح.

وفي نفس الوقت لم يُذكر شيءٌ من ذلك عن زواج السيدة عائشة -رضي الله عنها- في هذه السن، بل إن المنافقين حين أثاروا الأكاذيب حول السيدة عائشة -رضي الله عنها- لم تكن تتعلق بعدم أهليتها للزواج بل على العكس اتهموها في حادثة الإفك بالزنا -حاشاها- وقد كانت وقتها في سن صغيرة لم تصل إلى 16 عاما!

فزواج السيدة عائشة -رضي الله عنها- في هذه السن والدخول بها ليس خارجًا عن إطار المجتمع العربي زمان النبوة ولا حتى مجتمعنا الحديث منذ عقود ولا حتى بعض القرى والبيوت في زماننا الحاضر.

فهل نحن ملكيين أكثر من الملك؟! هل نستنكر بذائقتنا وشكليات مجتمعنا أمرًا حدث في ظروف مغايرة ونحن غير مطالبين بالتأسي والاتباع فيه أصلًا!

زواج السيدة عائشة -رضي الله عنها- في هذه السن كان عاديا، وتزويجها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أكبر منها كان لعدة أسباب من جهة عائشة -رضي الله عنها- ومن جهة أبيها ومن جهة النبي صلى الله عليه وسلم، وتعداد هذه الأسباب لا يحتاج لكثرة تأمل مثل شرف الارتباط بالنبوة وتصديق أبي بكر وحب النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة وأبيها عليهما الرضوان وغير ذلك مما يكثر الإشارة إليه…

ونحن على يقين أن هذا الزواج لم يكن فيه إيذاء للسيدة عائشة -رضي الله عنها- لا نفسيا ولا جسديا، وشريعة الإسلام نفسها وإن سمحت بتزويج الصغيرة بإذن وليها إلا أنها لم تسمح بالدخول بها إلا أن تكون مطيقة للدخول جسديا ونفسيا!

نقطة أخرى/ بعضهم يجهد نفسه بتأويلات ليجعل سن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عند الزواج 14 سنة أو 18 سنة أو ما شابه، فكان ماذا؟!

بمعايير العقلانيين رجل تجاوز الخمسين يتزوج فتاة لم تتخط العشرين أمر مستغرب ولا يكفي فارق 5 سنوات أو 9 سنوات ليردم هذه الهوة في تصور المتعقل للزواج المثالي وفق الطبقة المتوسطة والعليا في مجتمعاتنا!

فلا بد أن ترجع للنظرة التي تراعي ظروف المجتمعات ولا تجعل من ظروف نشأتها حكمًا أخلاقيًا في أمرٍ لم يُجعل أصلًا موضعًا للتأسي والاقتداء!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#زواج-عائشة
اقرأ أيضا
مآلات تدهور اليقين | مرابط
فكر

مآلات تدهور اليقين


يسرد ابن تيمية في مواضع عديدة من مرافعاته جملة من الاعترافات والسير الذاتية لأئمة من أهل الكلام والمتفلسفة القدامى مشيرا إلى مآلاتهم المروعة نتيجة انحراف أنظارهم عن الحق ودخولهم في متاهات الرذائل النظرية فيذكر حكايات عن الشهرستاني والرازي وأبي الحديد والآمدي والخونجي وغيرهم ويقول أن أكثر الفضلاء العارفين بالكلام والفلسفة بل والتصوف تجدهم في العلم الإلهي حيارى.

بقلم: عبد الله الوهيبي
349
وظهر الدجال | مرابط
فكر

وظهر الدجال


بت أستشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى حالة المجتمع الذي سيظهر فيه الدجال ويتلقى دعوته بالحفاوة والترحيب وكأني به يطوف بلاد العالم ويفرش له السجاد الأحمر باعتباره أحد أقطاب الإصلاح الاقتصادي والنهضة الحضارية. أشعر وكأن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في عالمنا الإسلامي البائس سوف يتصدرون المشهد ويقودون حملته المضللة بالتلبيس على العوام بطرائق شتى سيكون منها بلا شك مهرجانات الرحمة للجميع !!

بقلم: د. جمال الباشا
281
نصيحة ابن تيمية: لا تجعل قلبك كالإسفنجة | مرابط
اقتباسات وقطوف

نصيحة ابن تيمية: لا تجعل قلبك كالإسفنجة


وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه وقد جعلت أورد عليه إيرادا بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقرا للشبهات أو كما قال فما أعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك.

بقلم: ابن القيم
322
الانقياد المشروط | مرابط
فكر مقالات

الانقياد المشروط


اعتاد كثير من ذوي التوجهات المنحرفة عن النص الشرعي أن يقلب في كتب الفقهاء أو يستفيد من التقنية الحديثة لاستخراج الأقوال والاختيارات الفقهية القديمة والحديثة التي يرونها تتفق مع بعض رؤاهم ليصنعوا من أجزائها زورقا آمنا لتجاوز أمواج الاعتراض والنكير التي لا تزداد نحو عبثهم إلا دفعا وتصاعدا وقف بعدها يشير بطرف عينه إلى كل من يذكره بقول الله وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن فلانا يرى كذا وأنه يرى رجحان اختيار فلان وأن المسألة فيها اختلاف فلا يصح التضييق على الناس ما دام في المسألة خلاف لأحد...

بقلم: فهد بن صالح العجلان
857
صراع الإيمان والهوى | مرابط
اقتباسات وقطوف

صراع الإيمان والهوى


كلام بديع للعلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني يتحدث فيه عن الصراع الدائم والمستمر بين الهوى والإيمان وكيف قد يسقط المسلم صريعا للهوى مرة ثم ينهض مرة أخرى ويكشف لنا عن حال إخوان الشياطين وكيف يمدون لهم في الغي والمعصية وماذا يكون لسان حالهم

بقلم: عبد الرحمن المعلمي اليماني
2033
شبهة تشابه الإسلام مع الزرادشتية | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة تشابه الإسلام مع الزرادشتية


إن الزرادشتيين المتأخرين الذين كانوا يعيشون في الدولة الإسلامية هم من سرق شرائع الإسلام ووضعوها في كتبهم وهذا مثل الترجوم الثاني لإستر في الديانة اليهودية فأصله قديم إلى ما قبل الميلاد لكن النسخة التي يأخذون منها التشابه مع الإسلام تعود إلى ما بعد الإسلام بقرون وقد أثبت علماء التوراة اختلاف النسختين وعدم وجود التشابه مع القرآن في النسخة الأقدم وكذلك في الزرادشتية فهؤلاء قوم يعدلون كتبهم كل فترة

بقلم: موقع هداية الملحدين
662