لماذا يشاهد الأطفال التليفزيون

لماذا يشاهد الأطفال التليفزيون | مرابط

الكاتب: جون كوندري

525 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

عندما يجلس الأطفال أمام جهاز التليفزيون، فإن دوافعهم تختلف عن دوافع الراشدين. فالراشدون باعترافهم شخصيًا يشاهدونه بشكل عام للتسلي، أغلب الأطفال، إضافة إلى أنهم يجدونه أيضًا مسليًا، فإنهم يشاهدونه ليفهموا العالم بشكل أفضل. وبوجه عام يعطى الراشدون للتليفزيون أهمية أقل ويشاهدونه بما يمكن أن نطلق عليه سذاجة واعية: لكي يتسلوا، يوافقون على شروحات غير عقلية، وتبعا لذلك الإطار وتلك المسلمات التي تفترضها لهم هذه البرامج، لن يكون لديهم أية غضاضة في الموافقة على أن شخصًا ما طار في الهواء، أو أصبح غير مرئي، أو قام بأفعال فوق طاقة البشر. إنه من حيث التعريف فإن المشهد الخيالي لا ينبغي بالضرورة أن يكون ممكنًا، فعليا أو حقيقيًا.

على العكس من هذا، فإن الأطفال، مع تسليتهم بهذا الجانب المسلي من التليفزيون، فإنهم يجدون عناء كبيرًا في التمييز بين الحقيقة والخيال، بسبب فهمهم الضيق للعالم. إنهم إذن أكثر هشاشة من الراشدين. فضلا عن ذلك فإن تأثيرات العائلة، والمحيطين بهم، والمدرسة والتليفزيون -كل هذه التأثيرات تمارس عليهم- ولا يستطيع الأطفال بسهولة فرز المعلومات التي تأتي عن طريق كل واحدة من هذه السياقات المختلفة. وأيضًا لا يمكن أن يكون لمعلومة ما قيمة إلا في صلتها بالمعلومات التي تعطيها السياقات الأخرى، وجزء كبير مما يتعلمه الأطفال بالمدرسة، يضيع دون مساندة الأسرة. إذا ما كانت المدرسة أكثر فعالية، فإن سلطة التليفزيون تتراجع، كما أن المحيطين بالأطفال يمارسون سلطة وتأثيرًا خاصًا لا تملكه العائلة ولا المدرسة.

 


 

المصدر:

التليفزيون خطر على الديمقراطية، ص94

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الإعلام #التلفزيون
اقرأ أيضا
تعدد طرق الضلال | مرابط
اقتباسات وقطوف

تعدد طرق الضلال


الشبهات هي شبهات عظيمة في ذاتها وشبهات هي يسيرة في ذاتها ولكنها عظيمة في قلب الإنسان لقلة معرفته بالحق فالله سبحانه وتعالى جعل للإنسان طريقا مختصرا بينا يميز به الإنسان الخير من الشر ويجعل هذا الطريق هو طريق الفيصل بين الطرق كلها وقد ذكر الله عز وجل في هذه الآية أن الصراط صراط واحد وأما السبل فهي متعددة لأن طريق الحق هو طريق واحد كحال العافية فالعافية واحدة وأما الأمراض فمتعددة

بقلم: عبد العزيز الطريفي
432
تراجع الخيرية | مرابط
مقالات

تراجع الخيرية


من تأمل في تراجع الخيرية في قرون الإسلام الأولى علم أنه كلما ابتعد الناس عن نور النبوة الأولى والتربية النبوية الأخروية فإنه يحصل لبعض المنحرفين في المجتمع الإسلامي من الانبهار بالثقافات المجاورة مالا يحصل لسابقيهم وهذا كله بسبب ما نقص في قلوبهم من تعظيم الآخرة عمن سبقهم وما دخل القلوب من التثاقل الى الأرض.

بقلم: إبراهيم السكران
307
شبهة شرب معاوية رضي الله عنه الخمر: رد على عدنان إبراهيم | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة شرب معاوية رضي الله عنه الخمر: رد على عدنان إبراهيم


يستهدف الطاعنون والمشككون في الإسلام سيدنا معاوية بن أبي سفيان بكثير من الشبهات والحملات التشويهية التي ترمي في النهاية إلى إسقاط قيمة ورمزية الصحابة من قلوب المسلمين ورويدا يصلون إلى الطعن في دين الإسلام نفسه بعد تشويه رجاله وحملته وفي هذا المقال يفند الكاتب شبهة سخيفة نسمعها ويرددها الكثيرون ومفادها أن سيدنا معاوية كان يشرب الخمر وإليكم تفصيلها والرد عليها

بقلم: أبو عمر الباحث
2575
ما الحداثة | مرابط
فكر

ما الحداثة


نحن الآن أمام مصطلح موهم غاية الإيهام فبينما نحسب أنه يحمل معنى أصيلا وفكرا ذاتيا إذا به عند التحقيق نجده فكرا مستعارا مستوردا ليس لدعاته في بلادنا إلا النقل من لغته إلى العربية وبينما نحسبه قضية ذات شأن عظيم إذا به فكر شائه وغثاء فارغ بل وخطر داهم الحداثة يحيط بمعناها غشاء كثيف يحجب الرؤية ويشتت الذهن فإذا ما بدا من معناه شيء شعر المرء بالغثيان والصدود وهكذا الباطل ظلمات بعضها فوق بعض بينما الحق نور يتلألأ

بقلم: د أحمد محمد زايد
1418
العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر | مرابط
تفريغات

العلم أعمال وسرائر وليس أقوالا ومظاهر


من هاب الخلق ولم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه

بقلم: إبراهيم الدويش
517
معنى الثقافة في التاريخ | مرابط
اقتباسات وقطوف

معنى الثقافة في التاريخ


لا يمكن لنا أن نتصور تاريخا بلا ثقافة فالشعب الذي يفقد ثقافته يفقد حتما تاريخه. والثقافة -بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الإنسانية في جميع أدوارها من لدن آدم- لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الإنسان بل هي محيط يحيط به وإطار يتحرك داخله

بقلم: مالك بن نبي
397