شبهة شرب معاوية رضي الله عنه الخمر: رد على عدنان إبراهيم

شبهة شرب معاوية رضي الله عنه الخمر: رد على عدنان إبراهيم | مرابط

الكاتب: أبو عمر الباحث

2577 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

رد على عدنان إبراهيم يتهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بشرب الخمر !!

 

الرد:

 

معاوية رضي الله عنه هو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث العقوبة في الخمر !!
 
{عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ: إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ، فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الثَّالِثَةَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ}. مسند أحمد ط الرسالة ج28 ص83 ط الرسالة - بيروت.
 
أما الحديث الذي يقصده فقد رواه الإمام أحمد في مُسنده برقم 22941 قال:
 
{حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي}.

 

ومعاوية نفسه يقول بحسب هذه الرواية:

{وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ}.
 
فالكلام في الرواية عن اللبن وليس عن الخمر.

 

ويدل على كلامي أن الإمام ابن حجر الهيثمي وضع الرواية تحت:
 
{باب ما جاء في اللبن}

 

ونفس هذه الرواية رواها الإمام ابن أبي شَيْبَة في المُصَنَّف قال:

{حدثنا زيد بن الحُباب، عن حسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بُريدة، قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجْلَسَ أبي على السَّرير، وأَتَى بالطعام فأطْعَمنا، وأتَى بشرابٍ فشَرِبَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنتُ أستَلِذَّهُ وأنا شابٌّ فآخُذُهُ اليومَ إلا اللَّبَنَ؛ فإني آخُذُه كما كنتُ آخُذُه قَبْلَ اليَومِ، والحديثَ الحَسَنَ}.
 
 وليس في الرواية قول عبد الله بن بريدة: {ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}. مع أن الروايتين من طريق نفس الرواة ! وهذا يدل أن هناك شيئا (اضطرابا) ما في أحد رواة هذه الرواية.

 

فلو فحصنا حال حسين بن واقد لعلمنا أن الإمام ابن حجر العسقلاني قال عنه: {ثقة له أوهام}.
ولو فحصنا حال زيد بن الحُباب لعلمنا أن الإمام أحمد بن حنبل يقول عنه: {كان صدوقا، ولكن كان كثير الخطأ}.
 وقال عنه الذهبي: {لم يكن به بأس, وقد يَهِم}.

 

إذًا فالزيادة التي وردت في مُسند الإمام أحمد بن حنبل زيادة منكرة, ليست بصحيحة. والحافظ ابن حجر الهيثمي يستنكر هذه الزيادة في كتابه مجمع الزوائد, ويقول: {وفي كلام معاوية شيء تركته}. مجمع الزوائد ج5 ص37 ط دار الكتب العلمية - بيروت.

 

فلماذا تركه الإمام الهيثمي إذا كان صحيحا ؟؟

 

وقال الحافظ المِزِّيُّ:
 
{قال عبد الله قال أبي (أحمد بن حنبل) : عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد, ما أنكَرَهَا}. تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج14 ص331 ط الرسالة - بيروت.
وقال المزيُّ بعدها: {وأبو المنيب أيضا يقول: كأنها من قبل هؤلاء}. أي أنها من أوهام هؤلاء الرواة.

 

بدليل قول الحافظ ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج5 ص13:
{عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنْكَرَهَا ! يعنى الأحاديث التى رواها حسين عنه}
 
فالإمام أحمد بن حنبل نفسه الذي روى هذه الرواية هو الذي ينكرها, فكيف تقولون أنها صحيحة ؟

 

... قليل من الإنصاف يا سادة  !!

 


 

المصدر:

موقع مكافح الشبهات: https://www.antishubohat.com/articles/adnan-ibrahem/54-khamr

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
المسألة فيها خلاف الجزء الثاني | مرابط
فكر مقالات

المسألة فيها خلاف الجزء الثاني


كان الناس قبل عقود -بل سنوات- قليلة إذا تباحثوا في مسألة ما قال أحدهم: ما الدليل واليوم وبعد أن سمع فتوى فلان وفلان قال لك: المسألة فيها خلاف فرد التنازع إلى الخلاف لا إلى الدليل من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبدلا من أن يجعل القرآن والسنة حاكمين عند الاختلاف جعل الاختلاف حاكما عليهما ومرد ذلك إلى الجهل والهوى والتساهل والتهاون في اتباع الشرع والأخذ بالدليل

بقلم: علوي بن عبد القادر السقاف
1751
شبهات الحداثيين العرب حول تدوين السنة النبوية والرد عليها ج2 | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين

شبهات الحداثيين العرب حول تدوين السنة النبوية والرد عليها ج2


هذه دراسة نقدية تبرز أهم الشبهات التي أثارها الحداثيون العرب حول تدوين السنة النبوية وما يتعلق به ولقد حاولت ذكر أبرز الشبهات المتداولة حديثا بين أوساط الحداثيين والعقلانيين وبينت بطلان هذه الشبهات معتمدا في ذلك على جملة من الأدلة العقلية والنقلية ومستعينا بأقوال جملة من أهل العلم ممن درسوا هذه الشبهات وبينوا زيفها متتبعين في ذلك سقطاتهم ومسلطين الضوء على عثراتهم وهناتهم وموضحين الآليات القويمة في التعامل معها والله الموفق والمستعان وعلى نبيه الصلاة السلام

بقلم: شنوف عبدالهادي
2026
خرافة قانون الجذب | مرابط
فكر اقتباسات وقطوف

خرافة قانون الجذب


إن الشريعة جاءت ببيان أن مجرد ما يتردد في النفس من الخواطر والأفكار فليس محلا للمؤاخذة أو المحاسبة ما لم ينتج عنه عمل وهؤلاء يريدون أن يجلعوا الخواطر السيئة بمجردها سببا لنزول المصائب والبلايا مطلقا مناقضين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوسوت به صدورها ما لم تعمل أو تكلم فأصحاب قانون الجذب الفاسد يقلبون الموازين بحصر سبب المصيبة في تفكير من وقعت عليه مغفلين بذلك الأسباب الحقيقية التي أثبتتها نصوص الشرع وقواعد العقل الصحيح

بقلم: عبد الله العجيري
446
شبهة: تغرب الشمس في عين حمئة | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة: تغرب الشمس في عين حمئة


يقول المشككون: تغرب الشمس فى عين حمئة حسب القرآن وهذا مخالف للعلم الثابت فكيف يقال: إن القرآن لا يتناقض مع الحقائق العلمية الثابتة وبالطبع هذه الشبهة تنطوي على الكثير من الأخطاء والمغالطات وهذا ما يناقشه المقال الذي بين يديكم

بقلم: محمد عمارة
988
مرحلة ما قبل الزواج: تحدي الشهوات | مرابط
مقالات

مرحلة ما قبل الزواج: تحدي الشهوات


نحن نعيش في زمن ربما لم يمر على البشرية منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى يومنا هذا زمن مثله من ناحية طبيعة انتشار الشهوات وبواعثها والتفنن في الدعوة إليها بشتى صور الدعاية والإعلامن حتى صارت الإباحيات صنعة متكاملة لها أهلها ومنتجوها وممثلوها وشركاتها ومصانعها ومخرجوها ومروجوها وأصبحت تجارة ضخمة تدخل أموالا طائلة على عرابيها.

بقلم: أحمد يوسف السيد
547
البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم | مرابط
مقالات

البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم


لقد كان حبيبنا صلوات الله وسلامه عليه يسمي أشياءه كل أشيائه.. تقريبا ما كان يترك شيئا له إلا ويجعل له اسما أو لقبا سواء في ذلك ما كان مخلوقا ينبض بالحياة أو جمادا باردا لكل دابة كان يمتلكها أو يركبها اسم أو لقب تخيل هذه النفسية التي رغم انشغالها والهموم التي تحملها والبلاءات التي تتوالى على صاحبها ومع ذلك تصر على تسمية مرآة أو كوب ماء أو درع!! بعضنا لو فعل مثل ذلك لربما تلقاه الناس بالاستهجان واللوم والاتهام بالتشاغل عن الهموم الجسيمة والمهمات الجليلة ولرمي باللامبالاة أو كما يقال بالعامية...

بقلم: محمد علي يوسف
349