البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم

البشر والبشاشة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم | مرابط

الكاتب: محمد علي يوسف

274 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

من أجمل الجوانب في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم = تلك المتعلقة بطبيعته النفسية الرحبة وصدره الواسع ولين جانبه وبشاشته وبِشره وحسن تواصله مع الكون من حوله

لقد كان حقا ذا نفس جميلة..
نفس تبدو بشاشتها لكل من يعرفه ويتأمل طبيعته
ربما يظهر ذلك في ملمح قد يعده البعض يسيرا لكنه ينم عن تلك الطبيعة الجميلة بوضوح
لقد كان حبيبنا صلوات الله وسلامه عليه يسمي أشياءه
كل أشيائه.. تقريبا ما كان يترك شيئا له إلا ويجعل له اسما أو لقبا 
سواء في ذلك ما كان مخلوقا ينبض بالحياة أو جمادا باردا
لكل دابة كان يمتلكها أو يركبها اسم أو لقب

  • فبغلته دلدل وأخرى سماها فضة  وحماره يعفور وناقته العضباء وقيل القصواء
  • أما شاته التي يشرب لبنها فكان يسميها غينة و يقال غوثة وكانت له عنزات أسماؤها عجوة  وزمزم  وسقيا  وبركة  وورسة وأطلال  وأطواف 
  • أما أفراسه فأسماؤها لزاز والورد والمرتجز والسكب والطرب وهذا الأخير سمي بذلك لحسن صهيله  واللحيف وسمي بذلك لانه كان كالملتحف بعرفه 
  • أما عن أشيائه فقد كانت له عمامة يسميها السحاب وكان اسم قوسه  الكتوم  واسم كنانته الكافور  ونبله الموتصلة  وترسه الزلوق ومغفره ذو السبوغ واسم ردائه الفتح  واسم رايته العقاب
  • وكان له قدحان اسم أحدهما الريان  والآخر المضبب 
  • وكان له تور من حجارة  يقال له  المخضب والمخضد يتوضأ فيه
  • وكانت لسيوفه أسماء أيضا أشهرها ذو الفقار  والمخذم والرسوب  والعضب
  • وكان له رمح يقال له  المستوفي  وكان له  عنزة قصيرة يقال لها  المثنى 
  • وأما دروعه فكان يطلق على إحداها ذات الفضول وأخرى يسميها الفضة وثالثة يقال لها السعدية ودرع اسمها ذات الوشاح
  • وكانت له قوس نبع تسمى السداد  وكانت له كنانة تسمى الجمع  وكانت له حربة تسمى البيضاء  وكان له مجن يسمى الوفر
  • وكانت له ركوة تسمى الصادر  وكانت له مرآة يسميها المدلة  وكانت له مقراض يسميها الجامع 

وغير ذلك من الأشياء الأخرى التي ذكرها أهل السير ولا يتسع المقام لذكرها جميعا والتي تشترك في تلك الخاصية العجيبة
خاصية الأسماء التي حملتها وأطلقها عليها حبيبنا صلى الله عليه وسلم

تخيل هذه النفسية التي رغم انشغالها والهموم التي تحملها والبلاءات التي تتوالى على صاحبها ومع ذلك تصر على تسمية مرآة أو كوب ماء أو درع!! 

بعضنا لو فعل مثل ذلك لربما تلقاه الناس بالاستهجان واللوم والاتهام بالتشاغل عن الهموم الجسيمة والمهمات الجليلة ولرُمي باللامبالاة أو كما يقال بالعامية (الروقان)
لكن سيد ولد آدم وحاشاه أن يُرمى بشيء مما سبق = كان حريصا كما رأينا على تلك العادة المترسخة في سلوكه وذلك واضح في تلك النماذج التي ضربناها آنفا

وتفسير ذلك في رأيي أمران:
أما الأول فهي تلك الطبيعة النفسية الرحبة التي أشرت إليها في مطلع الكلام
وأما الثاني فرغبته صلى الإله عليه في غرس تلك القيمة في نفوس من يعرفونه ويقتدون به

قيمة البِشر والبشاشة واللين والحنان
حنان يسع كل من حوله و (ما) حوله
حنان يجعله يضع روابط مودة وأواصر صلة وجسور علاقة مع كل ما يحيط به
لا يحجب هذا الحنان هم ولا تقطع تلك الروابط أزمة ولا يقضي بلاء على تلك القيمة ولا تضيق هذا الصدر الرحب مسؤولية أو يعكر صفاءه انشغال

هكذا كان بأبي هو أمي؛ فأين صدورنا الضيقة من صدره وأين نفسياتنا من جمال روحه وسمو نفسه؟!


المصدر:
محمد علي يوسف، مع حبيبي صلى الله عليه وسلم

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الرسول #البشاشة #تسمية-الأشياء
اقرأ أيضا
لماذا لم يخلق الله عالمنا بلا شر الجزء الأول | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات الإلحاد

لماذا لم يخلق الله عالمنا بلا شر الجزء الأول


يتصور البعض أن وجود الشرور في العالم وانتشار بعض صور الخراب والدمار تعني بصورة ما أنه ليس هناك إلها خالقا مدبرا حكيما لهذا الكون وإلا لما كان يوجد هذا الشر المستطير وعلى النقيض يؤمنون أن وجود الخالق مرهون بانتفاء الشر من العالم وهذه شبهة قديمة يرد عليها الدكتور سامي عامري في هذا المقال ويوضح الخطأ فيها

بقلم: د سامي عامري
1950
الخصوصية العيدية | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

الخصوصية العيدية


الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك التي قال الله لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر

بقلم: إبراهيم السكران
410
عين جالوت والقضاء على القوى العظمى الجزء الثاني | مرابط
تاريخ مقالات

عين جالوت والقضاء على القوى العظمى الجزء الثاني


معركة عين جالوت كانت فاصلة جدا ليس في تاريخ الإسلام فقط بل في تاريخ العالم الإنساني بأكمله فشر التتار لم يقتصر على العالم الإسلامي وإنما وصل اجتياحهم إلى قلب أوروبا وأبادوا بلادا ومدنا كثيرة وأهلكوا الحرث والنسل ودمروا كل شيء وقف في طريقهم وكانت هذه الموقعة فاصلة لأن لها ما بعدها فإما أن يستكمل التتار احتلالهم للعالم بأسره عبر اجتياح مصر ومنها إلى إفريقيا بعد أن وصلوا إلى مناطق متقدمة في أوروبا وإما أن يتصدى لهم المسلمون وينتهي شرهم وهذا مقال هام يحدثنا عن المعركة وكل تفاصيلها بقلم راغب الس...

بقلم: راغب السرجاني
2257
اتباع الهوى والاستراحة إلى المحرمات | مرابط
اقتباسات وقطوف

اتباع الهوى والاستراحة إلى المحرمات


مقتطف ماتع لشيخ الإسلام ابن تيمية من مجموع الفتاوى يظهر لنا كيف يتأقلم القلب ويتشكل تدريجيا إما على طريق الهوى فلا تكون راحته إلا في فعل المحرمات والفواحش وقول الزور وإما على طريق الإسلام فيستريح بالذكر وعبادة الله تعالى

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1925
تجريم التعظيم | مرابط
مقالات

تجريم التعظيم


الغضب لله أصبح في مجتمعات المسلمين مجرما تجرمه القوانين بل ويجرمه كثير من النخب والرموز الدعوية والهيئات الإسلامية حتى صارت ثقافة تجريم التعظيم شائعة في المسلمين وساعد في نشر هذه الثقافة وجود ممارسات سيئة من بعض الجماعات الإسلامية فكردة فعل عليها هرب الناس من رمضاء الغلو إلى نار التهاون في حق الله وحق رسوله وحق دينه وهذا التهاون لا يقل خطورة أبدا عن خطورة الغلو

بقلم: إياد قنيبي
597
مختصر قصة التتار الجزء الثالث | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة التتار الجزء الثالث


سلسلة مقالات مختصرة تضع أمامنا قصة التتار وكيف بدأت هجماتهم على بلاد المسلمين وكيف تغيرت الأوضاع في بلادنا الإسلامية إثر هذه الهجمات فانهار المدن وانفتحت البوابات وظهرت شخصيات قيادية وقفت في وجه هذا الإعصار التتري الرهيب سنقف على الكثير من الفوائد والعبر والمواقف الفارقة وسنعرف تاريخ أمتنا وما مرت به من محن فالمستقبل لا يصنعه من يجهل الماضي

بقلم: موقع قصة الإسلام
1222