الإنسانية في أصدق معانيها = "وحملها الإنسانُ إنه كان ظلومًا جهولا"، "وخُلقَ الإنسانُ ضعيفا"، "إن الإنسانَ لظلومٌ كفار"، "إن الإنسانَ لربه لكَنود"، "إن الإنسان ليَطغى"، "وكان الإنسان عجولا"، "وكان الإنسانُ قتورا"، "وإن مسَّهُ الشرُّ فيئوسٌ قنوط"، "فإذا مسَّ الإنسانَ ضُرٌّ دعانا ثم إذا خوَّلناه نعمةً منا قال إنما أُوتيته على علم"…!
لماذا؟!
لماذا كان أغلب ذكر الإنسان في القرآن موضع ذم ونقص؟!
لأن هذه هي حقيقة الإنسان.. نقصٌ نعم، لكنه كمال في حق الله!
فكل كمال في حقه تعالى نقصٌ في حق الإنسان، وكل نقصٍ في حق الإنسان كمالٌ في حقه عزّ وجل.. فمن حيث جَهْل الإنسان؛ لا غنى له عن علمه تعالى وحكمته، ومن حيث ضعف الإنسان؛ لا غنى له عن قوَّته وعزته، ومن حيث ضلال الإنسان؛ لا غنى له عن رحمته وهدايته، ومن حيث فقر الإنسان؛ لا غنى له عن رزقه، ومن حيث ضياع الإنسان؛ لا غنى له عن تدبيره..
لذلك قيل في تفسير "وخُلق الإنسانُ ضعيفًا"؛ أي عاجزٌ عن مخالفة الهوى، يستميلُه هواه وشهوتُه ويستشيطُه خوفُه وحُزنُه!
وقال ابن تيمية: "الأصل في بني آدم الظلم والجهل، ومجرد النُطق بالشهادتين لا يُوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل.. والجهل والظلم هما أصل كل شر"!
فالعالم؛ العالم بحجة الشرع، والقوي؛ قوي بالله، والمرحوم مرحوم بالتسليم والطاعة، والغني غني بالافتقار إلى الله، والواصل واصل بتدبير الله.. فمن جعل الإنسانية دينًا؛ جعل الإنسان إلهًا على الحقيقة!
أي إنسانية يدعون إليها؟!
التي تقر بحقوقٍ أبطلتها الفطرة السوية، أم التي تقر بحريةٍ أطلقها الشيطان؟! الإنسانية التي تعلو بالأنا على الطاعة، أم التي تُقدم الذات على التسليم؟!
الإنسانية التي يتسلط بها الإنسان على مُلك الله، أم التي تجحد حق الله على الإنسان؟! فالش*ذ طبيعة مثلية، والحجاب تقييد للمرأة، والإجهاض حرية في الجسد، والرحمة صكٌّ نمنحه لمن شاء ونحرم منه من نشاء.. إلخ!
كل إنسانية تعارض الدين؛ انحطاط، وكل حق لا يعتبره الشرع؛ باطل، وكل منظومة سوى منظومة الشرع لا قيمة لها ولا وزن، الصواب ما صوّبه الإسلام ولم يعارضه، والأخلاق ما أمر بالتخلق به الإسلام ولم يناقضه.. وما دون ذلك انحرافٌ وخرافاتٌ وأوهام!
المصدر:
صفحة الفيسبوك الخاصة بالكاتب