الإنسانية في أصدق معانيها

الإنسانية في أصدق معانيها | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

297 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الإنسانية في أصدق معانيها = "وحملها الإنسانُ إنه كان ظلومًا جهولا"، "وخُلقَ الإنسانُ ضعيفا"، "إن الإنسانَ لظلومٌ كفار"، "إن الإنسانَ لربه لكَنود"، "إن الإنسان ليَطغى"، "وكان الإنسان عجولا"، "وكان الإنسانُ قتورا"، "وإن مسَّهُ الشرُّ فيئوسٌ قنوط"، "فإذا مسَّ الإنسانَ ضُرٌّ دعانا ثم إذا خوَّلناه نعمةً منا قال إنما أُوتيته على علم"…!

 

لماذا؟!
لماذا كان أغلب ذكر الإنسان في القرآن موضع ذم ونقص؟!
لأن هذه هي حقيقة الإنسان.. نقصٌ نعم، لكنه كمال في حق الله!

 

فكل كمال في حقه تعالى نقصٌ في حق الإنسان، وكل نقصٍ في حق الإنسان كمالٌ في حقه عزّ وجل.. فمن حيث جَهْل الإنسان؛ لا غنى له عن علمه تعالى وحكمته، ومن حيث ضعف الإنسان؛ لا غنى له عن قوَّته وعزته، ومن حيث ضلال الإنسان؛ لا غنى له عن رحمته وهدايته، ومن حيث فقر الإنسان؛ لا غنى له عن رزقه، ومن حيث ضياع الإنسان؛ لا غنى له عن تدبيره..

 

لذلك قيل في تفسير "وخُلق الإنسانُ ضعيفًا"؛ أي عاجزٌ عن مخالفة الهوى، يستميلُه هواه وشهوتُه ويستشيطُه خوفُه وحُزنُه!
وقال ابن تيمية: "الأصل في بني آدم الظلم والجهل، ومجرد النُطق بالشهادتين لا يُوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل.. والجهل والظلم هما أصل كل شر"!

 

فالعالم؛ العالم بحجة الشرع، والقوي؛ قوي بالله، والمرحوم مرحوم بالتسليم والطاعة، والغني غني بالافتقار إلى الله، والواصل واصل بتدبير الله.. فمن جعل الإنسانية دينًا؛ جعل الإنسان إلهًا على الحقيقة!

 

أي إنسانية يدعون إليها؟!
التي تقر بحقوقٍ أبطلتها الفطرة السوية، أم التي تقر بحريةٍ أطلقها الشيطان؟! الإنسانية التي تعلو بالأنا على الطاعة، أم التي تُقدم الذات على التسليم؟!
الإنسانية التي يتسلط بها الإنسان على مُلك الله، أم التي تجحد حق الله على الإنسان؟! فالش*ذ طبيعة مثلية، والحجاب تقييد للمرأة، والإجهاض حرية في الجسد، والرحمة صكٌّ نمنحه لمن شاء ونحرم منه من نشاء.. إلخ!

 

كل إنسانية تعارض الدين؛ انحطاط، وكل حق لا يعتبره الشرع؛ باطل، وكل منظومة سوى منظومة الشرع لا قيمة لها ولا وزن، الصواب ما صوّبه الإسلام ولم يعارضه، والأخلاق ما أمر  بالتخلق به الإسلام ولم يناقضه.. وما دون ذلك انحرافٌ وخرافاتٌ وأوهام!

 


 

المصدر:

صفحة الفيسبوك الخاصة بالكاتب

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الإنسانية
اقرأ أيضا
من شبهات الحشوية | مرابط
مناظرات اقتباسات وقطوف

من شبهات الحشوية


وقد يحكى عن بعضهم أنه سمع كلام لا معنى له في نفس الأمر كما حكى الرازي في محصوله عمن سماهم بحشوية أنهم قالوا: يجوز أن يتكلم الله بكلام ولا يعني به شيئا.. لكن هذا القول لا أعرف به قائلا بل لم يقل هذا أحد من طوائف المسلمين.

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
380
دقة القراءة | مرابط
تفريغات ثقافة

دقة القراءة


وعندما نقول اتفق العقلاء هذه تثير في نفسي معنى أن هذا الأمر لا يحتاج إلى العلماء ليدركوه ليس هذا مما يكتسب بالعلم وإنما هو مما تعلمه العقول علم ضرورة وإذا كان الشيخ وهو في معمعان تعليم دقائق العلم يحدثك بحديث تعلمه العقول علم ضرورة يدني هذه الدقائق والخفايا ويقربها حتى تصير مما تعلمه العقول علم ضرورة هو بهذا يعطيك درسا في التربية

بقلم: د محمد أبو موسى
449
البركة في العلم | مرابط
مقالات

البركة في العلم


بعض العلماء لم يعرف إلا بمتن أو منظومة كابن آجروم والبيقوني أما الآجرومية فما من طالب يريد النحو إلا كانت بوابته وقل مثل ذلك في البيقونية في مصطلح الحديث. وإذا تأملت في حال بعض العلماء وجدت أن غيرهم أعلم منهم بكثير وأوسع دائرة وإحاطة لكن أثر هؤلاء العلماء أعمق من غيرهم ونفعهم أعظم ولازالت الأمة تتفيأ ظلال علومهم.. والسر في ذلك بركة العلم

بقلم: طلال الحسان
318
بين العدل والمساواة | مرابط
تعزيز اليقين

بين العدل والمساواة


وأخطأ على الإسلام من قال: إن دين الإسلام دين المساواة! بل دين الإسلام دين العدل وهو الجمع بين المتساويين والتفريق بين المفترقين إلا أن يريد بالمساواة: العدل فيكون أصاب في المعنى وأخطأ في اللفظ

بقلم: ابن عثيمين
607
أثر الفتح الإسلامي في نشر الحضارة والعمران | مرابط
اقتباسات وقطوف

أثر الفتح الإسلامي في نشر الحضارة والعمران


إن الفتح الإسلامي ليس كما يصوره الأعداء بأنه سلب ونهب وتخريب بل هو على النقيض من ذلك عمران ونشر للحرية والعقيدة الصحيحة وكان للفتوحات الإسلامية أثر بالغ في مد العمران ونشر الحضارة في بلدان كثيرة وبنور الإسلام بدأت الحركة العلمية تتسع في البلاد وهذا مقتطف للشيخ علي الطنطاوي يعلق على هذه النقطة بشكل دقيق

بقلم: علي الطنطاوي
1272
المذاهب والفرق المعاصرة: القدرية ج2 | مرابط
تفريغات

المذاهب والفرق المعاصرة: القدرية ج2


أهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر إيمانا كاملا مفصلا وعقيدتهم في الإيمان بالقدر عقيدة واضحة وبينة وهم ينهون ويأمرون بالإمساك عن مسائل القدر إذا كان الخوض فيها بغير منهاج الشرع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال: فكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب وقال: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم وهذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في المسند بإسناد صحيح

بقلم: عبد الرحيم السلمي
400