من أوجُه الشبه بين الإنسان والحاسوب أن كُلًّا منهما له مدخلات ومخرجات وصندوق معالجة، والقاعدةُ المهمّة في كليهما أنّ المخرجات من جنس المدخلات!!
فلن يعالج الحاسوبُ أيّ بياناتٍ لم يتعرف عليها، وبالتالي لن يعطيك أيّ مخرجاتٍ بلا مدخلات.. ومع الإنسان الأمرُ ذاتُه في ذاته!!
فمخرجاته التي هي أقواله وأفعاله، والتي يُعبّر عنها بالأخلاق والسلوك، لم تنشأ ولن تنشأ من فراغ، بل هي معلومات أولية تسللت إلى وعيه فعالجها صندوق المعالجة وهو القلب، وتبلور ذلك لأحاسيس ومشاعر انفعالية باعثة على الفعل.
وبوابات الدخول إلى المعلومات البيانية هي الحواس الخمس، وأخطرُها بوابتان: السمع والبصر!!
فمن شدد الحراسة على مداخل تلك البوابات سلمت خواطرهُ ومن ثمّ انفعالاته ومن ثمّ أفعاله وسلوكياته.. ومن أهمل الحراسات فسدت مدخلاتُه، ومن ثم خواطره، ومن ثم انفعالاته، ومن ثم أفعاله وسلوكياته.
وكما أنّ الفيروسات التي تتسلل مع المدخلات إلى قلب الحاسوب على درجات في القوة، قد تصلُ أحيانا إلى إتلاف عددٍ من الملفات، وتحتاج الآلة بعدها إلى عملية تنظيف شاملة يخسر فيها كثيرًا من المدخلات النافعة، وأحيانًا تؤدّي إلى شطب البرامج بالكلية.
فكذلك من تسللت فيروسات الأمراض القلبية إليه، فهي على درجات كذلك، فبعضها يزول بعمليات التنظيف والمسح بالاستغفار والحسنات الماحية، وبعضها قد يصيبُ العبد في مقتل.
(فاختر لمخرجاتك فإنها مدخلاتك)