وأنذرهم يوم الحسرة

وأنذرهم يوم الحسرة | مرابط

الكاتب: د. جمال الباشا

426 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

"وأنذِرهم يومَ الحَسرة"

 

رُبَّ صاحبِ مالٍ وثراءٍ ودَّ لو كان في الدنيا فقيرًا مُعدَما، لِما يرى في صحيفته من آثام الكسب الحرام والإنفاق الحرام، وقبض اليد عن أداء حقوق العباد!!

 

ورُبَّ متعلِّمٍ ذي فكرٍ وفلسفةٍ، أفوَهِ اللسان بديعِ القلم، ودَّ لو كان عامِّيًا جاهلا أو كان معتوهًا لا يعقل، لما يرى في صحيفته من آثام ضلاله وإضلاله للآخرين، وقد جاء يحمل وزرَه وأوزارَهم على ظهره!!

 

ورُبَّ جميلٍ حسَن الوجه، ممشوق القامة، ودَّ لو كان عبدًا حبشيا، لما يرى في صحيفته من أوزار العجب والغرور وأصناف الغواية!!

 

وكم من صاحب صوتٍ عذبٍ ودَّ لو كان قبيحَ الصوت أو كان أبكمًا، لما يرى في صحيفته من آثام إغواء الناس بغنائه وتطريبه وتهييج غرائزهم في المعاصي!

 

ورُبَّ مبصرٍ ودَّ لو كان أعمى في هذه الدنيا لما يرى في صحيفته من آثام النظر إلى الحرام!!

 

ورُبَّ سميع ودَّ أن لو كان أصما!!

 

ورُبَّ ناطقٍ ودَّ أن لو كان أبكما !!

 

ورُبَّ ماشٍ ودَّ لو كان أشلاً مقعدًا !!

 

ورُبَّ قويٍ ذي بطشٍ ودَّ لو كان ضعيفًا أكتَعا !!

 

وكم من صاحب جاهٍ وسلطان يهابُ الناس سطوته ودَّ لو كان عبدًا وضيعًا مغمورًا بين الناس، لما يرى من مثالب تكبُّره واستعلائه على الخلق، ويرى الحسابَ العسير للكُبراء، كل على قدر مكانته ومسؤوليته!!

 

وأشدُّ أمانيِّ الكفار غرابةً عند الموقف الأكبر أن لو كانوا بهائمَ لا تعقل، حينما يتمُّ الفصل بينها ويقال لها كوني ترابًا، فيقول الكافر يا ليتني كنتُ ترابا.

 

ولن يسلم من نوع حسرَةٍ أحدٌ، حتى المُحسن، يودُّ لو أنه استفرغ وسعَه وزاد في إحسانه، ولسانُ حاله؛ "يا ليتني قدَّمتُ لحياتي"!!

 


 

المصدر:

صفحة الكاتب على فيسبوك

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#يوم-الحسرة
اقرأ أيضا
أثر الإيمان في بناء الأمم ج1 | مرابط
تفريغات

أثر الإيمان في بناء الأمم ج1


محاضرة هامة عن عن أثر الإيمان في بناء الأمم والأفراد -والكلام القادم- سيكون عن أسباب انهيار الأمم ولماذا تنهار أمم وشعوب ولماذا تبقى غيرها فالأمر يحتاج إلى وقت طويل ولكن خطورة الأمر وأهميته هي التي تجعلنا نتحدث عنه بما يفتح الله تبارك وتعالى به علينا

بقلم: د سفر الحوالي
541
هل عبد سيدنا إبراهيم عليه السلام النجوم والشمس والقمر | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

هل عبد سيدنا إبراهيم عليه السلام النجوم والشمس والقمر


تقول الشبهة بأن الله لا يغفر أن يشرك به كما جاء في القرآن الكريم ولكن في نفس الوقت غفر الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام عبادته للنجوم فهل فعلا عبد سيدنا إبراهيم النجوم والشمس والقمر كما يزعم صاحب الشبهة وهل وقع هنا أي حالة من حالات الشرك هذا ما يناقشه المقال ويوضح مكامن الخلل في هذه الشبهة السخيفة

بقلم: محمد عمارة
2512
التحذير من الاختلاف | مرابط
اقتباسات وقطوف

التحذير من الاختلاف


مقتطف لابن قيم الجوزية من كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين يدور حول الاختلاف وقد أخبرنا الرسول أنه سيقع اختلاف كبير في هذه الأمة كما ذم الشرع سلوك المختلفين وحذر من اتباع سبيلهم وأرشدنا الحق تبارك وتعالى إلى مآلات هذا الأمر من الفرقة والشتات وفي هذا الاقتباس يقدم لنا ابن القيم خلاصة الأمر

بقلم: ابن القيم
1198
عداء اليهود للمسلمين الجزء الأول | مرابط
تفريغات

عداء اليهود للمسلمين الجزء الأول


تمكن المسلمون من فتح الأندلس ثم خرجوا منها وليس ذلك بسبب قوة أعدائهم وإنما بتفرق كلمتهم وتجزئهم وانقسامهم فأزال الله سبحانه وتعالى دولتهم وخرجوا من تلك الديار بعد أن عمروها مئات السنين واليوم في وسط بلاد المسلمين تقوم دولة لليهود اغتصبت جزءا من ديار المسلمين في أول الأمر ثم زادت عليه فأخذت فلسطين كلها وأخذت أجزاء أخرى من بلاد المسلمين وهي تطمع غدا في احتلال الأردن وسوريا ومصر والعراق وتصل إلى منابع النفط وإلى المدينة المنورة وإلى خيبر حيث كان يقيم آباؤهم وأجدادهم في الماضي

بقلم: عمر الأشقر
1373
شخصية مريم المؤمنة | مرابط
تفريغات

شخصية مريم المؤمنة


مريم المسلمة المؤمنة العابدة القانتة الطائعة لربها التي جعلت لها محرابا تصلي فيه وتعبد ربها ومحراب المرأة أيتها النساء في قعر بيوتهن كلما كان أعمق في البيت كلما كان أفضل تصلي فيه الفرائض والنوافل.. تجلس لتقرأ القرآن وتحاول أن تقوم بهذه العبادات لله عز وجل كما أمرها الله سبحانه وتعالى

بقلم: محمد المنجد
383
العلاج بالطاقة وقانون الجذب | مرابط
مقالات

العلاج بالطاقة وقانون الجذب


المعالجون بالطاقة الكونية وقانون الجذب والتأمل واليوجا وقوانين الاستحقاق هؤلاء لصوص آخرة يسرقون آخرتك ويدعونك لعبادة العجل الذهبي.. فهم يغرونك ببريق الدنيا ولذة الدنيا وتضخيم هوى نفسك ويسلبون في المقابل آخرتك يجعلون منك إلها صغيرا تغير الأقدار وتصنع الاستحقاق.

بقلم: د. هيثم طلعت
832