واجبنا تجاه ما أخبر به الله ورسوله

واجبنا تجاه ما أخبر به الله ورسوله | مرابط

الكاتب: ابن باز

301 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

فعلى العبد أن يؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أسماء الله وصفاته على الوجه الذي يليق به سبحانه، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، فنؤمن بذلك على الوجه الذي يليق به سبحانه، ليس له مثيل، ولا نظير، ولا كفء ولا ند جل وعلا، فعلمه كامل ليس كعلمنا، وقدرته كاملة ليست كقدرتنا، وبصره كامل ليس كبصرنا.. وهكذا بقية صفاته سبحانه وتعالى، وهكذا يسمع ويبصر ليس كسمعنا وبصرنا، بل هو أكمل وأعظم.

 

وهكذا موصوف بأن له يدًا: "بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ" [المائدة:64]، سميع بصير، وله قدم كما في الحديث الصحيح: (لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الجبار فيها رجله -وفي رواية: قدمه- فينزوي بعضها إلى بعض، ثم تقول: قطٍ قطٍ) أي: حسبي حسبي.. "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" [الشورى:11] لا مثيل له في سمعه، ولا في بصره، ولا في يده، ولا في وجهه، ولا في قدمه، ولا في غير ذلك.. "وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ" [الرحمن:27].. "كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ" [القصص:88] فهذه الصفات التي وصف بها نفسه نصفه بها، ونقول كما قال: له وجه، وله يدان، وله سمع، وله بصر، وله قدم، وله أصابع؛ كلها تليق به، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته جل وعلا، للحديث الصحيح: (إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرب يقلبها كيف يشاء).

 

وعرفت أن الإيمان بالكتب يشمل الإيمان بجميع الكتب المفصلة والمجملة، فنؤمن بكتب الله المنزلة على رسله وأنبيائه، وما سمى الله نسميه، من التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وصحف موسى، وأعظمها القرآن وهو خاتمها.

 

وهكذا الملائكة: نؤمن بهم إجمالًا وتفصيلًا، من سماه الله سميناه، كجبرائيل، وميكائيل، ومن لم يسم الله نقول: إن لله ملائكة لا يحصيهم إلا الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم: (في البيت المعمور الذي فوق السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه)، كل يوم يدخله سبعون ألف ملك للتعبد، ثم لا يعودون إليه، فلا يحصيهم إلا الله جل وعلا.

 

وله ملائكة يتعاقبون فينا، يشهدون معنا الصلوات، فإذا صلى الناس الفجر عرج الذين باتوا فينا، وبعد العصر يعرج الذين قعدوا فينا في النهار لينزل أهل الليل، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الصبح، ملائكة يتعاقبون فينا يشهدون على أعمال العباد، وما شاهدوا منه يسألهم ربهم وهو أعلم إذا عرجوا إليه: كيف تركتم عبادي؟ يقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون.

 

وكل واحد منا معه ملكان يكتبان أعماله، هذا يكتب حسناته وهذا يكتب سيئاته: "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" [ق:18].. "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ" [الانفطار:10-12].

 

فجدير بك -يا عبد الله- أن تحرص على إملاء الخير على هؤلاء الملائكة.. أمل عليهم الخير.. أمل عليهم ما ينفعك ويرضي الله عنك، من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والدعوة إلى الله، وتعليم الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.. إلى غير هذا من وجوه الخير، وهكذا العمل، عليهم أن يكتبوا كل شيء.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-باز #عقيدة-أهل-السنة
اقرأ أيضا
الأغنياء | مرابط
فكر مقالات

الأغنياء


ألا إن هذا المال نعمة من نعم الله التي استخلف الإنسان عليها في الأرض وفي الحياة الدنيا ألا وإن المال عصام هذا الكون الممتلئ بأسراره العجيبة التي لا يقضى من أعاجيبها عجب ألا وإنه للنظام الطبيعي الذي يجعل من قانونه سر الحياة الإنسانية التي لا تسمو إلا بالمنافسة والرغبة فيها والإصرار عليها ألا وإنه لأعجب شيء في الحياة إذ يكون هو كل شيء ثم هو ليس بشيء على الحقيقة وإذ يكون في وهم الفقير القلق سر السعادة ثم يكون عند الغني المسترخي فلا يعرف به ظاهر السعادة

بقلم: محمود شاكر
1642
لماذا نحب الرسول الجزء الأول | مرابط
تفريغات

لماذا نحب الرسول الجزء الأول


في هذه المحاضرة يدور الحديث حول محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطريق إليها معناها وأهميتها واجباتها ومستلزماتها وما ينبغي أن يكون موقف المسلم تجاه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا الموضوع على درجة عظيمة من الحساسية لما وقع الناس فيه من أهل الإسلام أهل القبلة بين الإفراط والتفريط هذا الموضوع ينبغي أن يفتح كل مسلم قلبه وسمعه لتفاصيله ويتذكر حتى ولو لم يتعلم شيئا جديدا ويستعيد إلى نفسه وقلبه ذكريات هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويتذكر حقوق رسول الله وواجباته

بقلم: محمد المنجد
718
تصنيف الرجولة | مرابط
مقالات

تصنيف الرجولة


الرجولة عندهم أن تكون قوامتك شراكة وليست قيادة لأن القيادة معناها سائق وركاب رئيس ومرؤوس قائد وأتباع وهذا كله بالنسبة لهذا النوع من النساء ليس من الرجولة الحقيقية بل هي ذكورية متسلطة تريد أن تستولي على الدركسيون بمفردها وعدم اعتبار الشراكة بحال!

بقلم: محمد سعد الأزهري
218
شبهات حول الحجاب: الحجاب شريعة رجعية ج1 | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات المرأة

شبهات حول الحجاب: الحجاب شريعة رجعية ج1


كثيرا ما طرق آذان المسلمات قول صارخ منتفش ودعوى فجة مغرورة أن مطالبة المرأة العربية بارتداء الحجاب في القرن الواحد والعشرين حيث تطور العالم وبلغ في ابتكاراته العلمية الذروة وتطور المجتمع وأصبح أكثر انفتاحا ونضجا لهو دعوة صريحة إلى الانتكاس والعودة إلى القرون الوسطى عصور الظلام

بقلم: سامي عامري
1012
الصحبة قسمان | مرابط
اقتباسات وقطوف

الصحبة قسمان


مقتطف للعلامة ابن القيم من كتاب الفوائد يتحدث فيه عن الاجتماع بالإخوان وكيف أنه ينقسم إلى نوعين نوع فيه مضرة ونوع فيه منفعة والمتأمل لهذا الاقتباس يدرك مدى حرص علماء المسلمين وسلفنا الصالح على الوقت وعلى كل لحظة من لحظات الطاعة ومدى تجنبهم لصغائر الأمور قبل كبائرها

بقلم: ابن القيم
2123
للمبتدعة اليد الطولى في ابتلاء العلماء والدعاة | مرابط
تفريغات

للمبتدعة اليد الطولى في ابتلاء العلماء والدعاة


إن البدعة في منتهى الخطورة على الدين لأن النبي صلى الله عليه وسلم لفظها باللفظ الكلي الواضح الذي ما دخله تخصيص قط كل بدعة ضلالة وهذه الجملة من أفضل الجمل فلفظة كل تفيد الشمول والعموم والتي ليس لها مخصص وليس فيها زجر فهي جملة كلية مثبتة لنأخذ بها للدلالة: كل بدعة ضلالة

بقلم: أبو إسحق الحويني
854