نشوء دولة التتار ج1

نشوء دولة التتار ج1 | مرابط

الكاتب: د راغب السرجاني

796 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

فأهلًا ومرحبًا بكم في هذا الجمع المبارك، وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتنا أجمعين، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الأعراف:176]. ويقول: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ [يوسف:111].

نتحدث إليكم عن فترة عجيبة من الفترات التي مرت على أمتنا الإسلامية، هذه الفترة من أهم الفترات التي مرت علينا، والتاريخ يعيد نفسه، ونفس الأحداث تتكرر، ولكن قد تكون بأسماء مختلفة أو في أماكن مختلفة، فنفس الحدث يتكرر بعد مرور مئات من الأعوام على الحدث السابق، فأحيانًا نتعجب كيف صنع السابقون كذا أو كذا؟! ولكن تعود الأحداث من جديد وتتكرر بنفس الصورة، وكما ذكرنا من قبل في محاضرات سابقة بخصوص الأحداث التي مرت بحياة المسلمين.

في هذه المحاضرة ألخص ما حدث في هذه الفترة من أحداث، وأسأل الله عز وجل أن يمكننا من استعراض كل الأمور بإيجاز، نتحدث اليوم عن ظهور قوة جديدة على سطح الأرض في القرن السابع الهجري، هذه القوة أدت إلى تغييرات هائلة في العالم بصفة عامة، وفي العالم الإسلامي بصفة خاصة، قوة بشعة أكلت الأخضر واليابس، ولم يكن لها هدف في حياتها إلا التدمير والإبادة، كما قال عنهم ابن الأثير رحمه الله: وكأنهم لا يريدون المال ولا الملك، وإنما فقط يريدون إفناء النوع البشري، تلك هي دولة التتار أو المغول التي ظهرت في زمان الخلافة الإسلامية العباسية سنة (603هـ)، يعني: في أوائل القرن السابع الهجري، وكان أول زعمائها هو جنكيز خان، واسمه أصلًا تيموجين، وكلمة جنكيز تعني: قاهر العالم، فاتخذ لنفسه هذا اللقب، وتزعَّم دولة التتار التي تقع في شرق آسيا في شمال الصين حاليًا.

في غضون سنوات معدودات بدأت دولة المغول في التوسع الرهيب، على حساب المساحات المحيطة بها شرقًا وغربًا، وكانت لهم ديانة عجيبة، عبارة عن خليط من ديانات مختلفة: الإسلام والمسيحية والبوذية.. وأشياء أخرى خاصة بـجنكيز خان أدخلها على هذه الديانة، وقد جمع جنكيز خان كل هذه الديانات في منهج واحد سماه: الياسة أو الياسق في بعض الألفاظ، وجعله دينًا يتبعه التتار بصفة عامة.

 

العوامل المؤدية إلى سرعة تكون دولة التتار

تتميز حروب التتار بأشياء هامة:

أولًا: كانت الجيوش تتميز بسرعة انتشار رهيبة، إذ كانوا ينشرون أعدادًا هائلة من البشر في أزمان قليلة جدًا.
ثانيًا: نظام محكم وترتيب عظيم.
ثالثًا: أعداد لا تحصى من الخلق.
رابعًا: تحمل ظروف قاسية، فقد كان جنكيز خان يدرب جنوده في الصحراء وفي الجليد، وكان يدرب جنوده بالليل والنهار، تحت كل الظروف يدرب جنوده، حتى استطاعوا أن يغزوا العالم كله في سنوات قليلة.
خامسًا: قيادة عسكرية بارعة، واحتياطات أمنية لم تسبق في زمانها.

 

إضافة إلى ذلك فقد تميز التتار بصفتين في غاية الخطورة:

الأولى: أنهم بلا قلب تمامًا، حروب تخريب غير طبيعية، من السهل جدًا أن ترى في تاريخهم أنهم دخلوا مدينة كذا أو كذا فدمروا كل المدينة وقتلوا كل السكان، فكلمة كل السكان هذه تكررت في أكثر من موضع في تاريخ التتار، يبيدون أهل المدينة بكاملها ولا يفرقون بين رجل وامرأة، ولا بين رضيع وشاب، ولا صغير وشيخ، ولا ظالم ومظلوم، ولا مدني ومحارب! يبيدون كل الناس إبادة جماعية رهيبة دموية لا تصل إليها الحيوانات الشرسة.

الصفة الثانية: رفض قبول الآخر، والرغبة في تطبيق مبدأ القطب الواحد! لا يريدون أحدًا إلى جوارهم، ليس هناك طرح للتعامل مع دول أخرى محيطة، والغريب أنهم كانوا يتظاهرون دائمًا بأنهم ما جاءوا إلى بلاد غير بلادهم إلا ليقيموا الدين وينشروا العدل، ويخلصوا البلاد من الظالمين! هكذا كانوا يقولون في رسائلهم إلى البلاد، مع أن هذا يخالف تمامًا طبيعتهم كما سنرى.

ظهرت هذه القوة البشعة في آخر قرون الخلافة العباسية التي ظلت تحكم بلاد المسلمين خمسة قرون كاملة، فظهر التتار في آخر قرن من قرون الخلافة العباسية في القرن السابع الهجري، وكان هذا القرن متسمًا بالضعف الشديد، فكان هناك تفرق ضخم في العالم الإسلامي، واهتم الخلفاء بجمع المال، وتوطيد أركان السلطان دون مراعاة لسمة منصب الحاكم، فلم يعد من وظيفة الحاكم أن يؤمن دولته، ويرفع مستوى المعيشة لأفراده، ويحكم في المظالم، ويرد الحقوق لأهلها، ويقيم حق الله عز وجل على العباد، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بل إن الحكام في هذه الفترة لم يكن من همهم إلا توطيد الحكم لهم ولعائلاتهم، وجمع الأموال الكثيرة والتحف النادرة والغناء والحفلات.. وغير ذلك؛ بسبب ذلك كله ضعفت هيبة الخلافة، وتضاءلت طموحات الخليفة.

إن الخلافة العباسية في ذلك الوقت لم تكن تسيطر إلا على العراق، وتسكن في العاصمة بغداد وحولها عشرات من الممالك الإسلامية، إما منفصلة عنها بالكلية أو تابعة لها اسمًا لا فعلًا، فرقة شديدة، فكان من الطبيعي جدًا أن ترى خلافًا على الحدود يفضي إلى حروب ومعارك بين المسلمين، وما أكثر ما تم من حروب بين مصر والشام، وبين حلب ودمشق، وبين الموصل وبغداد، وبين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، فرقة بشعة في ذلك الزمن، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:46]، فالتنازع الذي كان بين أمراء المسلمين في ذلك الزمن أدى إلى الفشل الذي رأيناه في تاريخ التتار مع المسلمين.

في ذلك الوقت ظهرت قوة التتار في شرق آسيا، وسرعان ما ضمت في حوزتها إقليم منغوليا في شمال الصين، ثم الصين، ثم كوريا، ثم سيبيريا، وأصبحت دولة ضخمة.

 

أسباب غزو التتار لبلاد المسلمين

كان الصليبيون يعيشون في بعض الإمارات في الشام، وفي أوروبا وفرنسا وإنجلترا.. وفي غيرها من البلاد، فرأوا هذه القوة الناشئة التي ظهرت في أقصى بلاد الأرض في ذلك الزمن في شرق آسيا، ففكروا في استثارة هذه الدولة على بلاد المسلمين وتحريضها على غزوهم، ولا ننسى أن موقعة حطين كانت قبل ظهور دولة التتار بحوالي عشرين سنة فقط في سنة (583هـ)، ودُحِر فيها الصليبيون، وانتصر عليهم المسلمون انتصارًا عظيمًا، وبعدها بعشرين سنة قامت دولة التتار.

فالصليبيون أرادوا أن يستغلوا دولة التتار في إفناء القوة الإسلامية المتمثلة في الخلافة العباسية، وفي ذلك الوقت كانت جيوش التتار قد وصلت إلى حدود الممالك الإسلامية، فقد كان المسلمون يحكمون أفغانستان وأوزبكستان وطاجاكستان وتركمانستان الغربية، يعني: كل الجمهوريات الموجودة في جنوب روسيا، فقد كانت حدود دولة التتار ملاصقة لحدود دولة المسلمين في أفغانستان وأوزبكستان.. وغيرها من البلاد المحيطة بها، وكان يحكم هذه البلاد في ذلك الزمن من المسلمين الدولة الخوارزمية، وعلى رأسها محمد خوارزم شاه، وكانت هذه الدولة على خلاف كبير مع الخلافة العباسية في العراق، وهذه أول مشكلة أن العالم الإسلامي كما ذكرنا كان مفرقًا مشتتًا، فقد كان هذا المكان الملاصق للتتار على خلاف مع الدولة العباسية.

اقتنع جنكيز خان بنصيحة الصليبيين له بغزو البلاد الإسلامية، وبالطبع كان يعلم عن مدى غزارة الأموال في هذه البلاد ومدى الخير العميم فيها، فأراد أن يضم هذه البلاد إلى مملكته الواسعة، فكيف يعمل لكي يغزو الخلافة العباسية المستقرة في العراق؟

رأى جنكيز خان أن أفضل طريقة لإسقاط الخلافة العباسية في العراق هي التمركز أولًا في منطقة أفغانستان وأوزبكستان، بحيث تصبح قاعدة إمداد بعد ذلك لجيوشه إذا اتجه إلى العراق، لكن جنكيز خان في شبه اتفاق مع ملك خوارزم على حسن الجوار، مع أن التتار ليس لهم عهد، فهم لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً [التوبة:10]، ولكن جنكيز خان كان قد عقد هذا الاتفاق كخطوة لتأمين ظهره إلى أن يستتب الأمر له في شرق آسيا، فأراد جنكيز خان أن ينزل في أرض أوزبكستان وأفغانستان، فكان لا بد من سبب ينقض من أجله العهد، ويدخل إلى بلاد خوارزم، فجاء السبب مبكرًا عن إعداد جنكيز خان، ولكنه لا مانع من استغلال هذا السبب.

كانت هناك بعثة تجارية قادمة من بلاد المغول للمتاجرة في مدينة من مدن المسلمين تسمى مدينة أوترار، واعتقد حاكم أوترار أنهم جواسيس، وهم لا يعرفون هل هم جواسيس.. أو غير ذلك؟ فأمسك بهم حاكم المدينة وقتلهم، وكانت هذه علة مناسبة، فقد طلب جنكيز خان من حاكم خوارزم أن يسلم له القتلة ليحاكمهم بنفسه، لكن حاكم خوارزم رفض، قال: إن هذا تعدٍّ على سيادة الدولة المسلمة، إنما يحاكمهم هو، فإن ثبت خطؤهم عاقبهم وإلا فلا.

 

غزو التتار لبلاد خوارزم شاه وتدميرهم لمعظم المدن

استغل جنكيز خان قتل التتريين في مدينة أوترار، فجهز جيوشه، وبدأ بغزو بلاد خوارزم التي تعتبر الحدود الشرقية للدولة الإسلامية المترامية الأطراف، فقاموا بحرب إبادة قذرة تمامًا، فقد نزلوا في بخارى بلد الإمام البخاري رحمه الله سنة (617هـ) ودمروها تدميرًا كاملًا، وقتلوا معظم سكان بخارى، ونزلوا في سمرقند بعدها بشهور ودمروها بكاملها، ثم نزلوا نيسابور ودمروها تدميرًا كاملًا.

ثم نزلوا في أورجندة وكان فيها محمد بن خوارزم زعيم البلاد، فحاصروا أورجندة حتى اضطروه إلى الهروب منها، ودخلوا إلى البلد واستباحوا أهلها، وقتلوا كل من فيها، وهرب محمد بن خوارزم إلى جزيرة بحر قزوين حيث مات فيها هناك وحيدًا.

ثم تولى الأمر من بعده جلال الدين بن خوارزم شاه، وأخذ يجمع الجيوش حتى يحارب التتار، لكن دخل التتار أفغانستان، ودخلوا مدينة تسمى بميان، وقتلوا أهلها جميعًا، ولم يبقوا فيها إلا على أربعمائة فقط من الصناع المهرة، فحاول جلال الدين تنظيم الصفوف من جديد، واشتبك في بعض المواقع مع التتار، وانتصر عليهم في موقعة في كابول، ولكن ما لبث أن حلت به الهزيمة، وفر جلال الدين إلى الهند وهزم جيشه، وقبض جنكيز خان على عائلته بأكملها، وذبح كل أطفاله.

وفي سنة (619هـ) دخلت القوات التترية إلى مدينة هرات الأفغانية، وذبحوا مئات الألوف من أهلها، ثم دخلوا إيران ودمروا مدينة قم، وقتلوا معظم أهلها، ثم احتلوا مدينة الري التي تقع بالقرب من طهران، ووقف التتار عند مدينة الري بالقرب من طهران.

إذًا: اجتاحوا كل هذه البلاد في فترات وجيزة جدًا لا تتعدى الأربع أو الخمس سنوات.

والغريب في الأمر أن الناصر لدين الله خليفة المسلمين في ذلك الوقت كان يتعاون مع التتار لضرب جلال الدين بن خوارزم؛ وذلك لأنه كان يعارض الخليفة العباسي في بغداد، فقد كانت الحرب طويلة بين العراق وإيران، أو قل: بين الخلافة العباسية والدولة الخوارزمية التي تسيطر على فارس وباكستان وأفغانستان وأوزبكستان وأذربيجان.. وما حولها، ولم يكن يدري حاكم الخلافة الإسلامية في ذلك الوقت أن الدائرة ستدور عليه في يوم من الأيام، وعلى أيدي نفس الطواغيت الذين تعاون معهم، لكن هذا ما حدث فعلًا في ذلك الوقت.

 


 

المصدر:

محاضرة التتار وغزو العراق، لراغب السرجاني

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#راغب-السرجاني #التتار #العراق
اقرأ أيضا
وهم الحياد في البحث العلمي | مرابط
فكر

وهم الحياد في البحث العلمي


الحياد المتخيل في البحث العلمي يكاد أن يصطف في متحف المحالات إلى جوار العنقاء حيث لا يمكن للباحث أن يرى الأشياء ويقيمها ويحكم عليها إلا من خلال مرجعيته التي يؤمن بها ولا يكاد ينفك عن ذلك باحث غربي أو شرقي فالباحثون لا ينطلقون في أحكامهم إلا من مواقفهم الفكرية والسياسية.

بقلم: د. عايض بن سعد الدوسري
393
باب الصفات: بين عقيدة السلف وتحريف الجهمية | مرابط
أباطيل وشبهات

باب الصفات: بين عقيدة السلف وتحريف الجهمية


وما قرره الإمام الترمذي هنا وحكاه عن علماء أهل السنة من إثبات صفات الله تعالى وعدم التعرض لكيفيتها مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات فهو الحق الذي تلقوه عمن قبلهم من سلف الأمة وإنما يكون أثباتها مع العلم بمعانيها وأما دعوى اثبات الصفة دون العلم بمعناها فقول متناقض مضطرب لا يحتمله منهج السلف ولا تأتي به اللغة ولا يقوم بعقل عاقل.

بقلم: عبد الله القرني
353
الذين يعيشون خارج العصر | مرابط
تفريغات ثقافة

الذين يعيشون خارج العصر


قد أكون أنا وقد تكون أنت من الذين يعيشون على هامش العصر أو على أبوابه أو داخل ساحاته دون أن يلجوا إلى قاعاته ودون أن يدركوا طبيعة تحدياته وعطاءاته ولذا فإن من المهم أن نستبين صفات الذين يعيشون خارج العصر مع بعض المقارنة مع صفات الذين يعيشون زمانهم بجدارة ووعي حتى نعرف على أي أرض نقف وإلى أي فريق ننحاز وهنا نوجز صفات الذين يعيشون خارج الواقع في ست نقاط

بقلم: د عبد الكريم بكار
468
دولة الكلام المبطلة الظالمة | مرابط
فكر مقالات

دولة الكلام المبطلة الظالمة


إن المعقول المتبادر من حكمة الله في نعمة النطق ومزية الكلام التي ميز بها الإنسان وفضله من سائر أنواع جنسه الحيواني هو أنها التعبير عما في النفس من العلم ليتعاون الناس بإفضاء كل بما في نفسه إلى غيره على تكميل علومهم وتحسين أعمالهم ولكن الأشرار منهم كفروا هذه النعمة بما أساءوا من استعمالها في الكذب والإفك والخلابة حتى قال بعض الأذكياء: إن حكمة الكلام وفائدته إخفاء ما في النفس وصرف الأذهان عن الحقائق

بقلم: محمد رشيد رضا
933
الدعاء والشكر | مرابط
تعزيز اليقين

الدعاء والشكر


من متع الحياة الدنيا: أن تكون عبدا مكروبا بكرب دنيوي أو محتاجا لشيء من لعاعة الدنيا فتلح بالدعاء والطلب من الله. ربنا العظيم الكبير الجليل المالك ذي الجلال والجبروت والملكوت.. فتدعوه مع التذلل له ويرزقك الخضوع والانصياع التام والفقر التام ولو بعد حين من الدعاء.

بقلم: خالد بهاء الدين
432
دواء العشق | مرابط
اقتباسات وقطوف

دواء العشق


إن القلب إذا أخلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور فإنه إنما يتمكن من قلب فارغ وقد تصل قلوب العباد إلى حالة من التعلق والعشق المضاد للتوحيد وقد أجاد الإمام ابن القيم رحمه الله في شرح هذه المسألة وتفصيلها وبين يديكم مقتطف من الجواب الكافي عن دواء التعلق والعشق

بقلم: ابن القيم
1052