أبو بكر الصديق والدعوة إلى الإسلام

أبو بكر الصديق والدعوة إلى الإسلام | مرابط

الكاتب: د راغب السرجاني

1338 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

تكوين اللبنة الأولى في الإسلام

صار المسلمون الآن خمسة؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخديجة بنت خويلد  وأبو بكر وزيد وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وبدأت هذه المجموعة المؤمنة بالعمل على تكوين اللبنة الأولى للأمة، يحكمها ضابطان أساسيان، وهما عامل الأخلاق الرحيمة والرفيقة، وعامل السن المبكر الحديث. تحركوا هنا وهناك، وعرضوا عدة أسماء، وتباحثوا في اقتراحات شتى، ووصلوا إلى قناعات بإيصال الدعوة إلى أسماء معينة، ووُفِّقُوا إلى حدٍّ رائع في انتقاء مجموعة، هي أفضل مجموعات الإسلام قاطبة، ولها درجة معروفة في الأمة؛ حيث سماها ربنا سبحانه في القرآن بالسابقين، فقال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ} [الواقعة: 10-14]، وعلى أكتاف هذه المجموعة -أو الثُّلَّة كما سماها ربنا- التي تكونت في الأيام الأولى للدعوة بُنيت أمة الإسلام بكاملها.
 
نحتاج حقيقةً إلى أن نتدبَّر في كيفية تكوين هذه اللبنة بتتبع هذه الخطوات الأولى؛ لأنها لو صحَّت في أي جماعة، وفي أي فترة من فترات الأمة الإسلامية، فإنها تُنتج جيلاً قويًّا، قريبًا من هذا الجيل، ولا يصلح حال آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
 
اعتنق الإسلام في هذه الفترة عدد من الرجال والنساء يصلح كل واحد منهم أن يكون أمة بذاته، فبرز منهم على سبيل المثال: عثمان بن عفان، وأبو عبيدة بن الجراح، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والأرقم بن أبي الأرقم.. وغيرهم رضي الله عنهم جميعًا. إننا بمراجعة تاريخ كل واحد من هؤلاء ندرك على وجه اليقين أنه كان دِعامة رئيسية في بناء الأمة الإسلامية، ليس في مراحلها الأولى فقط ولكن في عهديها المكي والمدني، بل وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك، ولا بُدَّ للمتابع لقصة السيرة النبوية أن يسأل نفسه: كيف دخل هذا العدد الكبير من الأسماء اللامعة في دين الله تعالى في هذا الوقت الوجيز؟ فإننا نعلم من قصتهم جميعًا أنهم أسلموا مبكرًا جدًّا، لعله في الأسابيع الأولى من الإسلام، إن لم يكن في أول أيامه.

 

أبو بكر الصديق داعي الإسلام الأول بعد رسول الله

في الواقع أنه ليس لدينا نص صحيح السند يجزم أن أحدًا بعينه من الخمسة الأوائل في الإسلام قد دعا هؤلاء إلى دخول الدين الجديد؛ ولكن على الأغلب كانت دعوتهم على يد واحد من اثنين: إما الرسول صلى الله عليه وسلم، وإما أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأن هذه المجموعة الجديدة من الرجال من المستحيل أن تكون قد تمت دعوتهم من قِبَل خديجة رضي الله عنها، كما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان صغيرًا جدًّا في السن، وزيد بن حارثة رضي الله عنه كان مولى ويصعب أن يدعو هؤلاء -وكلهم أشراف- إلى الإسلام؛ بقي عندنا إذًا الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومع أن المتوقع عند المعظم أن يكون الداعي لهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكونه صاحب الرسالة، وأقدر الناس على توصيل معانيها، فإنه على الأغلب أن الذي قام بدعوتهم هو الصديق رضي الله عنه!
 
الذي يدعونا إلى هذا الافتراض هو ورود روايات كثيرة تدعم أن الصديق رضي الله عنه هو الذي قام بدعوتهم إلى الإسلام؛ نعم هذه الروايات في مجملها ضعيفة لكن على الناحية الأخرى ليس بين أيدينا أي روايات تشير إلى أن الداعي لهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن الروايات التي ذكرت دعوة الصديق رضي الله عنه لهؤلاء شرحت بعض الأمور التي تتفق مع ما نعرفه عن حياة الصديق رضي الله عنه وطبيعة أخلاقه، مما يعطي الانطباع أن القصة لها أصل وليست مختلَقة.
 
ولنراجع ما جاء في هذا الصدد في بعض كتب السيرة والتاريخ، ولنأخذ روايتين على سبيل المثال لابن اسحاق: ذكر ابن هشام -نقلاً عن ابن إسحاق- تحت عنوان: ذِكْرُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الصحابة بِدَعْوَةِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه: "قَالَ: فَأَسْلَمَ بِدُعَائِهِ -فِيمَا بَلَغَنِي- عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، فَجَاءَ بِهِمْ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اسْتَجَابُوا لَهُ فَأَسْلَمُوا وَصَلَّوْا" [1]. أما الرواية الثانية -في ابن إسحاق أيضًا- التي تدعم صحَّة هذا الخبر، فجاء فيها: "كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلاً مَأْلَفًا لِقَوْمِهِ، مُحَبَّبًا سَهْلاً، وَكَانَ أَنْسَبَ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ، وَأَعْلَمَ قُرَيْشٍ بِهَا، وَبِمَا كَانَ فِيهَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، وَكَانَ رَجُلاً تَاجِرًا، ذَا خُلُقٍ وَمَعْرُوفٍ، وَكَانَ رِجَالُ قَوْمِهِ يَأْتُونَهُ وَيَأْلَفُونَهُ لِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الأَمْرِ، لِعِلْمِهِ وَتِجَارَتِهِ وَحُسْنِ مُجَالَسَتِهِ، فَجَعَلَ يَدْعُو إلَى اللهِ وَإِلَى الإِسْلاَمِ مَنْ وَثِقَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ، مِمَّنْ يَغْشَاهُ وَيَجْلِسُ إلَيْهِ" [2].
 
هذه النصوص وغيرها تُشير إلى الدور الكبير للصديق رضي الله عنه في بناء لبنة الإسلام الأولى، والحق أن الصديق رضي الله عنه كان إيجابيًّا بدرجة لا يمكن وصفها أو تخيُّلها، فقد تحرَّك بالرسالة وكأنها أُنزلت عليه هو، فلم تكن الدعوة إلى الله عنده مجرَّد تكاليف من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولكنها كانت حماسة ذاتية هائلة، وحبًّا عميقًا للدين، رفعه إلى منزلة لم يصل إليها أحد من الناس، اللهم الأنبياء والمرسلين.
 
ولعلَّ منشأ هذا الحب العميق للإسلام عند الصديق رضي الله عنه هو الإخلاص الشديد في قلبه، فالعمل المخلص لا يرتبط بوجود أشخاص أو هيئات أو ظروف، إنما هو مرتبط بالله جل وعلا، وبالتالي فالإخلاص يدفع صاحبه إلى العمل الدءوب في كل الأوقات، وبالحماسة نفسها، وهذا ما دفع الصديق رضي الله عنه إلى أن يبقى على هذه الروح في حمل الرسالة حتى بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل وإلى موته هو شخصيًّا رضي الله عنه؛ فقد ظل يحمل هم الدعوة، ويتحمَّل مسئولية الإسلام، وكأنه ليس على الأرض مسلم غيره، ولعل مراجعة سريعة لمواقفه رضي الله عنه في أخريات حياته تُبرز لنا هذا المعنى، فقد وقف الصديق رضي الله عنه شامخًا في حربه للمرتدين ثم للفرس والرومان دون أن يتردَّد لحظة، وكان كل هذا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
ولم يكن هذا إلا للإخلاص الذي وقر في قلبه، ولقد قال الصديق رضي الله عنه كلمةً عند موت رسول الله صلى الله عليه وسلم لخَّصت فلسفته في العمل للإسلام، وبيَّنت الدافع وراء حماسته الكبيرة للعمل، واستعراض الموقف الذي قيلت فيه هذه الكلمة يُوَضِّح الفرق بين الصديق رضي الله عنه وبقية الناس؛ قال الصديق رضي الله عنه: "أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ، فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إِلَى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]". قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما راوي الموقف: "وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَهَا حَتَّى تَلاَهَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ، فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلاَّ يَتْلُوهَا" [3]. هذا هو الصديق رضي الله عنه، وهؤلاء هم الناس بالقياس له؛ وذلك مع العلم أن كل هؤلاء الناس في هذا الموقف هم من الصحابة الأجلاء؛ لكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء.

 

ماذا فعل الصديق رضي الله عنه في أوائل أيام الدعوة؟

في أول تحرُّك للصديق رضي الله عنه أتى إلى الإسلام بمجموعة رائعة من المسلمين الجدد؛ فقد ذكرت الرواية الأولى لابن إسحاق أنه أتى بخمسة؛ هم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين. من المؤكد أن كل المسلمين يعرفون قدرهم، وما قدَّموه للإسلام، وهؤلاء الخمسة من العشرة المبشرين بالجنَّة، وكلهم بذلك في ميزان حسنات أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
 
والحدث فعلاً عجيب؛ فهؤلاء لا يُغيِّرون شيئًا بسيطًا في حياتهم، فهم لا يُغَيِّرون طعامًا أو شرابًا، ولا يُغَيِّرون وظيفة أو سكنًا، إنما يُغَيِّرون دينهم وعقيدتهم، ويُغَيِّرون أمرًا استمرَّت عليه مكة مئات السنين، وهم بذلك يسبحون ضد تيار مكة؛ بل ضد تيار العرب جميعًا! أيُّ قوة إقناع كانت عند الصديق حتى يُقنع هؤلاء الخمسة بأمر الإسلام؟! وأيُّ صدق كان في قلبه حتى يهدي الله تعالى هؤلاء الخمسة العظام على يده رضي الله عنه؟!
 
والغريب أن هؤلاء الخمسة -باستثناء طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه -لم يكونوا من قبيلته بني تيم، حتى نظنَّ أنهم استجابوا له بدوافع القبليَّة، فعثمان أموي، والزبير أسدي، وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف من بني زهرة؛ ولكن من المؤكد أن علاقات الصديق رضي الله عنه كانت وثيقة جدًّا بهم قبل الإسلام، ومن المؤكد كذلك أنهم كانوا يحبونه حبًّا عظيمًا؛ فالخطوة الأولى في الدعوة هي الحب.
 
وتطبيقًا لما ذكرناه من قواعد الانتقاء في هذه الفترة؛ فإن هؤلاء الخمسة جميعًا كانوا يتميَّزُون بالأخلاق الجميلة، والخصال الحميدة، خاصة أخلاق الرفق والحلم والهدوء، بالإضافة إلى أنهم جميعًا كانوا من الشباب، فطلحة بن عبيد الله كان يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا [4]، والزبير بن العوام ستة عشر عامًا [5]، وسعد بن أبي وقاص سبعة عشر عامًا [6]، وعبد الرحمن بن عوف وكان يبلغ ثلاثين عامًا [7]، وأكبرهم عثمان بن عفان أربعة وثلاثين عامًا [8].
 
كل هؤلاء أخذوا قرار تغيير دين الجاهلية والارتباط بالإسلام، وتحمُّل المشاقِّ، ومواجهة أهل مكة جميعًا؛ لقد أخذوا هذا القرار وهم في هذه السنِّ المبكِّرة! وهذا لا بُدَّ أن يدفعنا إلى أن نسأل أنفسنا: هل أولادنا في مثل هذه المرحلة المبكِّرة من العمر عندهم من الوعي والإدراك، وتحمُّل المسئولية، والقدرة على الفهم والتفكير، واستنباط الصحيح من الخطأ، والحقِّ من الباطل، مثل -أو قريبًا من- الذي كان عند هؤلاء الشباب من الصحابة؟ هذا سؤال ينبغي لكل واحد منا أن يجيب عليه؛ لأننا في النهاية لن نستطيع أن نبني الأمة إلا بالطريقة التي عَلَّمنا إياها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا البناء كان كما رأينا معتمدًا على هذه المراحل السِّنِّيَّة المبكِّرة، وإذا فشلنا في تكوين شبابنا على هذا النسق، فإن هذا يعني تأخُّر بناء الأمة الإسلامية، أو ضعفه على أقل تقدير.

 

دعوة الصديق أهل بيته

وعودة إلى الصديق رضي الله عنه! فإنه لم يُهمل بيته؛ فالصديق رضي الله عنه لا يعاني من المرض الذي يعاني منه كثير من الدعاة، حيث يُعَلِّمون الناسَ الإسلام، ويتركون دعوة أهلهم، وأحوج الناس إليهم! والله تبارك وتعالى يقول في ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التَّحريم: 6]. ذهب الصديق رضي الله عنه إلى بيته، وأدخل في الإسلام أهله، فدعا زوجته أم رومان، وأولاده أسماء وعبد الله فآمنوا، أما عائشة رضي الله عنها فوُلدت في الإسلام بعد ذلك، ويبقى الابن الأكبر عبد الرحمن فقد تأخَّر إسلامه إلى عام الحديبية، ثمَّ أعتق الصديق رضي الله عنه غلامه عامر بن فهيرة رضي الله عنه بعد أن دعاه إلى الإسلام وأسلم.
 


 

الإشارات المرجعية:

  1. ابن إسحاق: السير والمغازي، ص140، وابن هشام: السيرة النبوية، 1/250، 251، وذكر هذه الرواية دون تعليق مجدي فتحي السيد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 1/ 321، وذكره في صحيح السيرة النبوية لابن هشام، ص94، والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/317، وقال محقق صحيح تاريخ الطبري وقد ذكره في الصحيح: إسناده ضعيف، 2/22.
  2. ابن إسحاق: السير والمغازي ص140، وابن هشام: السيرة النبوية، 1/250، وذكر هذه الرواية دون تعليق مجدي فتحي السيد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، 1/ 321، وذكره في صحيح السيرة النبوية لابن هشام، ص94، والطبري: تاريخ الرسل والملوك، 2/317، وذكر في صحيح الطبري، وعلق المحقق قائلاً: إسناده ضعيف. انظر: صحيح وضعيف تاريخ الطبري 2/22، وانظر: تحليل هذه الروايات عند محمد بن رزق بن طرهوني: صحيح السيرة النبوية، 2/48، وحواشيها رقم (389) 1/395، ورقم (418) 2/311، 312.
  3. البخاري: كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في كفنه، (1185).
  4. قال الذهبي: كان قتله في سنة ست وثلاثين... وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها. سير أعلام النبلاء 1/40. وعن محمد بن زيد بن المهاجر قال: قتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وكان يوم قتل ابن أربع وستين سنة. ابن سعد: الطبقات الكبرى 3/168، فيكون عمره عند إسلامه خمسة عشر عامًا، ومع ذلك فهناك اختلاف على عمره عند موته، وتدور الأقوال ما بين 58-64؛ فيكون عمره على ذلك بين 9-15 سنة، والله أعلم.
  5. عن هشام بن عروة قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل وهو ابن بضع وستين سنة. رواه الطبراني: المعجم الكبير (238)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني، وهو مرسل صحيح. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9/151. وذكر آخرون أن عمر الزبير عند إسلامه كان ثماني سنوات، فعن أبي الأسود قال: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين. الطبراني: المعجم الكبير (240)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلا أنه مرسل. وانظر: محمد بن رزق بن طرهوني: صحيح السيرة النبوية 2/49، وحاشيتها رقم (522) 2/422. وعلى العموم فترجيح رواية هشام بن عروة في تحديد عمر الزبير عند إسلامه أوقع، لأن هشام هو حفيد الزبير، وهو أوثق بما يخصُّ جدَّه، والله أعلم.
  6. قال أحمد بن حنبل: توفي سعد وهو ابن ثلاث وثمانين، ومات على عشرة أميال من المدينة، وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة، وكان مروان يومئذ الوالي عليها، وأسلم وهو ابن سبع عشرة سنة. الطبراني: المعجم الكبير (302)، قال الهيثمي: رواه الطبراني. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 9/155. ومع ذلك فقد اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته ومبلغ سنه، والأشهر أنه مات سنة خمس وخمسين كما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 1/123. ونقل الحاكم عن ابن حنبل أن عمر سعد عند إسلامه كان تسعة عشر عامًا. قال: توفي سعد بن أبي وقاص في زمن معاوية بعد حجته الأولى وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، وقال: قال أبو عبد الله: وأسلم سعد وهو ابن تسع عشرة سنة. الحاكم في مستدركه (6103).
  7. ولد بعد الفيل بعشر سنين... توفي عبد الرحمن بن عوف سنة إحدى وثلاثين. وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن خمس وسبعين سنة بالمدينة. انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/844- 850، قال خليفة بن خياط، وعمرو بن علي، وغير واحد: مات سنة اثنتين وثلاثين. زاد بعضهم: وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقال الذهلي، عن يحيى بن بكير: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين. وقال ابن البرقي: مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين فيما أخبرنا ابن بكير، ويقال: توفي سنة ثلاث وثلاثين. وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين وله خمس وسبعون سنة، وقيل: اثنتان وسبعون سنة. وقال غيره: مات وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وقيل غير ذلك في تاريخ وفاته ومبلغ سنه. قال الذهبي: أَرَّخَ المَدَائِنِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ وَفَاتَهَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ. وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: وَدُفِنَ بِالبَقِيعِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بنُ المُغِيرَةِ: عَاشَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً. انظر: سير أعلام النبلاء 1/92. وعليه فسنه حين أسلم 30 عامًا، والله أعلم.
  8. قيل: ولد في السنة السادسة بعد الفيل. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3/1038. وقال النووي: ولد عثمان في السنة السادسة بعد الفيل، وقُتل شهيدًا يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وقيل: قتل يوم الأربعاء وهو ابن تسعين سنة، وقيل: ثمان وثمانين، وقيل: ثنتين وثمانين، وقيل غير ذلك. انظر: تهذيب الأسماء واللغات 1/322. وقال الواقدي: لا خلاف عندنا أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وهو قول أبي اليقظان. قال الذهبي: وَقَالَ أَبُو مَعْشر السِّنْدِيُّ: قُتِلَ لثماني عشرة خَلَتْ من ذي الحجَّة، يوم الجمعة، زاد غيرُه فَقَالَ: بعد العصر، وَدُفِنَ بالبَقِيع بين العِشاءين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو الصحيح، وقيل: عاش ستًّا وثمانين سنة. انظر: تاريخ الإسلام 2/269. وعليه يكون سنه يوم أسلم 34 سنة، والله أعلم.

 

المصدر:

موقع قصة الإسلام

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
نهي كراهة أم تحريم؟ | مرابط
تفريغات مقالات

نهي كراهة أم تحريم؟


لا ينبغي لك أبدا إذا سمعت النهي في كتاب الله أو في سنة الرسول.. لا ينبغي أبدا أن تقول النهي للكراهة أو للتحريم؟ بل تقول سمعنا وأطعنا.. هل الصحابة رضي الله عنهم إذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قالوا يا رسول الله النهي للتحريم أو للكراهة؟أبدا لا يقولون هذا.

بقلم: ابن عثيمين
266
الخوف من البلاء | مرابط
اقتباسات وقطوف

الخوف من البلاء


والحقيقة أن من خالط الإيمان بشاشة قلبه فإنه سوف يجني أولى ثمرات إيمانه في الدنيا بتذوق طعم الحياة بنكهة مختلفة لأن نظرته للأشياء من حوله ستكون أكثر شمولا للزمان والمكان والأحوال فينشأ عن ذلك طمأنينة النفس وسكينة القلب وهدأة البال فلا يجزع عند البلاء مع الجازعين ولا يتسخط عند المصيبة مع المتسخطين لأنه موقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه

بقلم: د. جمال الباشا
331
الألسنة التي اتخذت الإسلام لغوا | مرابط
اقتباسات وقطوف

الألسنة التي اتخذت الإسلام لغوا


وإذا هؤلاء المتبعون يعدون هذه الضلالة دينا ويظنون هذا الدين الجديد إحياء للإسلام وإذا هم يأخذون دينهم من حيث نهوا أن يأخذوا يأخذونه عن مبتدع في الدين برأيه محيل لنصوصه بفساد نشأته مبدل لكلماته بهوى في نفسه محرف للكلم عن مواضعه بما يشتهي وما يحب

بقلم: محمود شاكر
589
قيمة الدنيا عند المسلم | مرابط
تفريغات

قيمة الدنيا عند المسلم


فنحن مطالبون بأن نعمل وأن نعمر هذه الدنيا ما استطعنا بخير لكن مطالبون كذلك بأن لا نغتر بها وأن نعلم أنها ليست دار بقاء ومن هنا فالتعامل الصحيح مع هذه الدنيا أن يجعلها الإنسان في يده ولا يجعلها في قلبه فإنه إن جعلها في يده كان بالإمكان أن يستفيد منها وأن يتصرف فيها وأن يبعد قذرها عن نفسه وإن جعلها في قلبه ملكته وكان وعاء لها وخادما لها ولم يفته شيء من أقذارها وأكدارها.

بقلم: محمد الحسن الددو الشنقيطي
266
خلط الإسلام بالديمقراطية إساءة كبيرة للإسلام ج2 | مرابط
فكر الديمقراطية

خلط الإسلام بالديمقراطية إساءة كبيرة للإسلام ج2


إن الديمقراطية رسخت حكم الأقلية - تحت اسم خيار الشعب - فخالف التطبيق على الأرض التنظير المقرر في الكتب وذلك أن قلة من محترفي السياسة هي التي تضطلع بالمهمة في واقع الأمر والشعب - الذي ادعوا أنه يحكم - بعيدا عن سدة الحكم وإنما مهمته التوجه لصناديق الاقتراع مرة كل عدد من السنين ليضفي ما يسمونه الشرعية على حكم هذه الأقلية

بقلم: د عبدالله بن عبدالعزيز العنقري
7004
الخصوصية الثقافية | مرابط
اقتباسات وقطوف

الخصوصية الثقافية


فالثقافات المتباينة تتحاور وتتناظر وتتناقش ولكن لا تتداخل تداخلا يفضي إلى الامتزاج البتة ولا يأخذ بعضها عن بعض شيئا إلا بعد عرضه على أسلوبها في التفكير والنظر والاستدلال فإن استجاب للأسلوب أخذته وعدلته وخلصته من الشوائب وإن استعصى نبذته واطرحته.

بقلم: محمود شاكر
275