مدمنو البيانات

مدمنو البيانات | مرابط

الكاتب: إبراهيم السكران

443 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

من العقبات المعروفة في البحوث العلمية شح المعلومات في موضوع البحث التي تجعل الباحث يقلب الكتب وهو كاسف البال ويراسل المختصين فلا يعود بطائل ويصبح البحث كالجبل فوق رأسه، ولكن هذا ليس كل شيء، ليس شح المعلومات هو المشكلة فقط، فإن الكثرة المفرطة في المعلومات موضوع البحث هي أيضًا عقبة أخرى أكثر شيوعًا اليوم، فترى الباحث كلما ظن أنه استوعب منطقة البحث وحرثها جيدًا، انفتحت عليه أبواب ومساحات أخرى فيتشعب ويتفرع ويتعنقد حتى تخور قواه، فلا يسعفه الوقت لدراسة هذه المعلومات المتدفقة المتناسلة، وبذات الوقت يعز عليه أن يختم البحث ويستخلص النتائج وما زالت بعض معطياته مجهولة له، وخصوصًا إذا كان الباحث من المصابين بشهوة الاستقصاء.

فما الذي يحدث في هذه الحالة؟ الحقيقة أن أخطر ما يمكن أن يحدث هو أن تخور قواه فيدع الباحث البحث على ما هو عليه، ويجعله مجرد مستندات محفوظة في جهازه المحمول، ويبدأ رحلة مشروع بحث جديد، هروبًا من الضغط النفسي السابق، ويصبح يتحدث عنه في مجالس أصحابه أن عندي بحث في كذا ولكن تمر السنون وهو يردد هذه الجملة.

وهذه الإشكالية في شهوة أو عقدة الاستقصاء سبق أن تحدث عنها كثير من مشاهير المشتغلين بالبحث العلمي، وباعثها الخفي هو عائق تطلب الكمال.

والحقيقة أن طوفان المعلومات والقدرات البحثية المهولة التي وفرتها شبكة الإنترنت زادت من احتمالات هذه العقبة، ولذلك أطلق بعض الباحثين على أصل هذه الظاهرة لقب مدمني البيانات وهو لقب أعم يشمل كل ما أصيب بالشراهة في مطاردة وجمع المعلومات على الشبكة.

ويرى باحثون آخرون أن الإمكانات المعلوماتية الاستثنائية لشبكة الإنترنت ساهمت في زيادة ما كانوا يسمونه سابقًا الإغراق المعلوماتي أو الإفراط في تحميل المعلومات وهو مصطلح له تاريخ سابق ليس هذا موضع عرضه، ولذلك يقول بعض الباحثين: إدمان الإنترنت مصطلح فضفاض يغطي تشكيلة واسعة من السلوكيات ومشكلات التحكم في الدافعية، والأنواع الفرعية الخمسة لإدمان الإنترنت، وهي كالتالي..، ثم ذكر النوع الرابع فقال: الإفراط في تحميل المعلومات: شبكة الإنترنت خلقت نوعا جديدًا من السلوك القهري يشتمل على الإفراط في تصفح الشبكة والبحث في قواعد المعلومات وهؤلاء الأفراد يبددون كمية غير مناسبة من الوقت في البحث وجمع وتنظيم المعلومات.


 

المصدر:

إبراهيم السكران، الماجريات، ص62

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الماجريات #مدمنو-البيانات
اقرأ أيضا
معارضة الوحي بالعقل: ميراث الشيخ أبي مرة | مرابط
اقتباسات وقطوف

معارضة الوحي بالعقل: ميراث الشيخ أبي مرة


مقتطف من كتاب الصواعق المرسلة لابن قيم الجوزية يدور حول معارضة الوحي بالعقل ويقف بنا أمام القياس العقلي المركب في قول إبليس أنا خير منه والفاضل لا يسجد للمفضول والاحتجاج بأنه مخلوق من نار بينما آدم مخلوق من طين أي من خلق من نار خير ممن خلق من طين

بقلم: ابن القيم
790
قواعد اليقين | مرابط
مقالات المرأة

قواعد اليقين


إليك هذه قواعد.. هي أسس عند كل مسلم وهي عنده محل اليقين فاحفظها في نفسك وقولك وعملك ثم تأمل بعد ذلك ما شئت في مسألة التعرض للمرأة بما تكره:

بقلم: خالد بهاء الدين
197
دواء العشق | مرابط
اقتباسات وقطوف

دواء العشق


إن القلب إذا أخلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشق الصور فإنه إنما يتمكن من قلب فارغ وقد تصل قلوب العباد إلى حالة من التعلق والعشق المضاد للتوحيد وقد أجاد الإمام ابن القيم رحمه الله في شرح هذه المسألة وتفصيلها وبين يديكم مقتطف من الجواب الكافي عن دواء التعلق والعشق

بقلم: ابن القيم
969
ثمن الكرة الذهبية! | مرابط
فكر

ثمن الكرة الذهبية!


في لاعب مشهور اسمه زلاتان إبراهيموفتش ويقال أنه كان يستحق يفوز بالكرة الذهبية في وقت ما.. لكنه لم يفز بها.. اللاعب ده صرح بإن الكرة الذهبية لا يفوز بها إلا mr. nice guy .. ويقصد بها الأشخاص المرضي عنهم! .. ألا يذكرك هذا بصورة ميسي وهو يرتدي القبعة الصهيونية ويقف أمام حائط المبكى

بقلم: علي محمد علي
408
إياك نعبد وإياك نستعين | مرابط
تفريغات

إياك نعبد وإياك نستعين


العبودية في قوله: إياك نعبد الفاتحة:5 العبودية هي التذلل والخضوع ولهذا تقول العرب: طريق معبد أي: مذلل إذا ذلل الناس الطريق بشيء من توطينه وتهيئته للسير يقول: طريق معبد كذلك العبد يسمى عبدا إذا كان متذللا بين يدي سيده. وهنا قال: إياك نعبد الفاتحة:5 لا نتذلل إلا لك سبحانك وتعاليت في هذا التذلل إلا لله جل وعلا والعبادة في ذلك مختلفة: ظاهرة وباطنة فالباطنة هي أعمال القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل على الله سبحانه وتعالى والاستعانة والخشية وغير ذلك من أمور العبادة.

بقلم: عبد العزيز الطريفي
640
كيف تعرف صدق النبوة ج2 | مرابط
تعزيز اليقين

كيف تعرف صدق النبوة ج2


كثيرا ما يردد العلماء أن مدعي النبوة إما أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين أي أن كل ما يخطر في بالك من الصادقين فإن النبي الصادق أصدقهم وكل ما يخطر في بالك من الكذابين فإن المتنبئ الكذاب أكذبهم وهذا يقتضي عظم التنافر والفرق بينهما حيث الأول في أعلى ما قد يتصوره الإنسان من الصدق والآخر في أسفل دركات الكذب ومن التبس عليه حالهما حري به أن يلتبس عليه صدق أو كذب من دونهما

بقلم: صفحة براهين النبوة
997