مدمنو البيانات

مدمنو البيانات | مرابط

الكاتب: إبراهيم السكران

527 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

من العقبات المعروفة في البحوث العلمية شح المعلومات في موضوع البحث التي تجعل الباحث يقلب الكتب وهو كاسف البال ويراسل المختصين فلا يعود بطائل ويصبح البحث كالجبل فوق رأسه، ولكن هذا ليس كل شيء، ليس شح المعلومات هو المشكلة فقط، فإن الكثرة المفرطة في المعلومات موضوع البحث هي أيضًا عقبة أخرى أكثر شيوعًا اليوم، فترى الباحث كلما ظن أنه استوعب منطقة البحث وحرثها جيدًا، انفتحت عليه أبواب ومساحات أخرى فيتشعب ويتفرع ويتعنقد حتى تخور قواه، فلا يسعفه الوقت لدراسة هذه المعلومات المتدفقة المتناسلة، وبذات الوقت يعز عليه أن يختم البحث ويستخلص النتائج وما زالت بعض معطياته مجهولة له، وخصوصًا إذا كان الباحث من المصابين بشهوة الاستقصاء.

فما الذي يحدث في هذه الحالة؟ الحقيقة أن أخطر ما يمكن أن يحدث هو أن تخور قواه فيدع الباحث البحث على ما هو عليه، ويجعله مجرد مستندات محفوظة في جهازه المحمول، ويبدأ رحلة مشروع بحث جديد، هروبًا من الضغط النفسي السابق، ويصبح يتحدث عنه في مجالس أصحابه أن عندي بحث في كذا ولكن تمر السنون وهو يردد هذه الجملة.

وهذه الإشكالية في شهوة أو عقدة الاستقصاء سبق أن تحدث عنها كثير من مشاهير المشتغلين بالبحث العلمي، وباعثها الخفي هو عائق تطلب الكمال.

والحقيقة أن طوفان المعلومات والقدرات البحثية المهولة التي وفرتها شبكة الإنترنت زادت من احتمالات هذه العقبة، ولذلك أطلق بعض الباحثين على أصل هذه الظاهرة لقب مدمني البيانات وهو لقب أعم يشمل كل ما أصيب بالشراهة في مطاردة وجمع المعلومات على الشبكة.

ويرى باحثون آخرون أن الإمكانات المعلوماتية الاستثنائية لشبكة الإنترنت ساهمت في زيادة ما كانوا يسمونه سابقًا الإغراق المعلوماتي أو الإفراط في تحميل المعلومات وهو مصطلح له تاريخ سابق ليس هذا موضع عرضه، ولذلك يقول بعض الباحثين: إدمان الإنترنت مصطلح فضفاض يغطي تشكيلة واسعة من السلوكيات ومشكلات التحكم في الدافعية، والأنواع الفرعية الخمسة لإدمان الإنترنت، وهي كالتالي..، ثم ذكر النوع الرابع فقال: الإفراط في تحميل المعلومات: شبكة الإنترنت خلقت نوعا جديدًا من السلوك القهري يشتمل على الإفراط في تصفح الشبكة والبحث في قواعد المعلومات وهؤلاء الأفراد يبددون كمية غير مناسبة من الوقت في البحث وجمع وتنظيم المعلومات.


 

المصدر:

إبراهيم السكران، الماجريات، ص62

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الماجريات #مدمنو-البيانات
اقرأ أيضا
علاقة الأخذ بالأسباب بالإيمان بالقدر | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

علاقة الأخذ بالأسباب بالإيمان بالقدر


إن قدر الله تعالى وقضاؤه غير معلومين لنا إلا بعد الوقوع فنحن مأمورون بالسعي فيما عساه أن يكون كاشفا عن موافقة قدر الله لمأمولنا فإن استفرغنا جهودنا وحرمنا المأمول علمنا أن قدر الله جرى من قبل على خلاف مرادنا فأما ترك الأسباب فليس من شأننا وهو مخالف لما أراد الله منا وإعراض عما أقامنا الله فيه في هذا العالم وهو تحريف لمعنى القدر

بقلم: د علي الصلابي
1511
الداروينية: بين الإجماع العلمي والإجماع الشرعي | مرابط
أباطيل وشبهات الإلحاد

الداروينية: بين الإجماع العلمي والإجماع الشرعي


من يعترضون على انتقاد الداروينية أو نظرية التطور لانه لا يجوز مخالفة الإجماع العلمي ويقارنون بينه وبين الإجماع الشرعي الذي لا تجوز مخالفته يقعون في العديد من المغالطات وباختصار يمكن الجواب عليهم من وجوه.. يوضحها الدكتور هشام عزمي في هذا المقال الموجز.

بقلم: هشام عزمي
562
نسبية الحق والإنسان المؤله | مرابط
اقتباسات وقطوف

نسبية الحق والإنسان المؤله


إن هذا المؤمن بنسبية الحق هو شخص مؤله لنفسه وذاته وما ادعاؤه لحب البشر واحترامه لهم ورحمته بهم إلا محاولة أخرى لتشبيه نفسه بالرب الرحيم العطوف كأنه في منافسة خفية مع ذلك الرب الأعلى الذي يؤمن به كثير من البشر تاركينه هو ذلك البشري الإله بلا عبادة ولا حمد برغم عطفه وحبه لهم

بقلم: عمرو عبد العزيز
738
رؤية السلف لصفات الله عز وجل | مرابط
اقتباسات وقطوف

رؤية السلف لصفات الله عز وجل


ومن أهم المعاني التي كان يستحضرها السلف عند تصور صفات الله استحضار التعظيم الإلهي بمعنى أنهم يتذكرون دائما وجوب تعظيم الله وإجلاله سبحانه وهذا المعنى أثر في طريقة بحثهم وفي طريقة تعبيرهم عن مقام الله وأسمائه وصفاته

بقلم: سلطان العميري
894
عن الخطرات | مرابط
مقالات

عن الخطرات


وأما الخطرات: فشأنها أصعب فإنها مبدأ الخير والشر ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب ومن استهان بالخطرات قادته قهرا إلى الهلكات ولا تزال الخطرات تتردد على القلب حتى تصير منى باطلة

بقلم: ابن القيم
454
موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية الجزء الثاني | مرابط
أباطيل وشبهات

موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية الجزء الثاني


كانت المحطة الثانية في تكريس مبدأ الإعلاء من شأن العقل وتحكيمه على نصوص السنة هي ظهور الاستشراق كاتجاه فكري يعنى بدراسة حضارة الأمم الشرقية بصفة عامة وحضارة العرب والإسلام بصفة خاصة والمستشرقون هم علماء من الغرب اعتنوا بدراسة الإسلام واللغة العربية وكذلك لغات الشرق وأديانه وآدابه ويرى بعض المؤرخين أن بداية الاستشراق كانت مع بداية الاستعمار في العصر الحديث قبيل القرن التاسع عشر بينما يرى بعضهم الآخر أن الاستشراق أقدم من ذلك حيث يرون أن بدايته كانت مع اشتغال الغرب بترجمة الكتب العربية

بقلم: الشبكة الإسلامية
1317