تظهر إشكالية المصطلح النسوي فيما يتعلق برخاوة الدلالة، كحال مصطلح "الأدوار النمطية"، والمقصود به طريقة توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة داخل الأسرة، فهناك ضبابية شديدة في استعمالاته، ويستعمل بدون ضبط لدلالاته، والسبب في ذلك أنه لا يمكن ضبط دلالته بشكل دقيق، ويرجع ذلك إلى الخلفيات الاجتماعية والأبعاد الفلسفية التي رافقت تشكل المصطلح من حيث النظرة الغربية لحقوق المرأة كما هي في الغرب، إلى جانب دور المؤثرات الاجتماعية في توزيع هذه الأدوار، ومدى صدقية هذا التوزيع من عدمه، إضافة إلى النظرة الفلسفية لهوية المرأة نفسها، ومدى أوجه اختلافها النوعي والبيولوجي عن الرجل، كل هذه المؤثرات رافقت تشكل هذا المصطلح، لذلك فقد يستخدم هذا المصطلح استخدامًا أيدولوجيًا بحتًا، من أجل تغيير البنية الاجتماعية للمجتمع، بدون أي مراعاة لكثير من الأبعاد الدينية المتفق عليها، ويبقى تحديد دلالة هذا المصطلح الرخو بقدر كمية الدلالة الأيديولوجية التي يشحن بها مصطلح الأدوار النمطية نموذجًا من نماذج كثيرة تظهر فيها رخاوة الدلالة المصطلحية، ومن هذه الرخاوة تنبع الإشكالية النسوية ويتسع مجال التوظيف والتوظيف المضاد.
المصدر:
د. خالد عبد العزيز السيف، إشكالية المصطلح النسوي، ص45