إذن أنت ترى أن المنهج الصحيح لفهم الدين وقراءة النصوص هو اتباع السلف في عقيدتهم وعلمهم وعملهم وطريقة تعاملهم مع النصوص؟
نعم، ﻷنها الطريقة التي اختاره الله لفهم دينه، وأقرها الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأثمرت للصحابة الإيمان وكمل لهم بها الدين، وما عداها من مذاهب أهل الكلام وأهل التصوف، إذا خالفتها، فإنها تنتهي إلى الضلال والحيرة والشك والاختلاف.
كان من الممكن لابن تيمية أن يعيش حياته ككثير من غيره من العلماء، يشرح كلام العلماء قبله ويقرر المذاهب كما هي وينحاز لأحدها، ويعيش مقلدًا، راضيًا بترديد ما أضافه علماء الكلام للعلوم الشرعية من فلسفة وتكلف. وكان سيعيش في سلام مع الآخرين، وربما نال حظوة كبيرة بسبب قدراته العلمية واعتراف العلماء بفضليه، لكنه فضّل طريقًا غير ذلك، الطريق الأقل سلوكًا، وهو الانحياز للحق والدليل، ونصرة مذهب السلف، في وقت كاد فيه مذهب السلف يُنسى، والقيام بمقتضى ما أخذه الله على أهل العلم من البيان. فلعل الله اختاره ليكون مجددًا للدين في عصره، لكن الأكيد أن تجديده لم يقف فقط عند عصره
المصدر:
د. راشد العبد الكريم، مع ابن تيمية