الديمقراطية الأمريكية

الديمقراطية الأمريكية | مرابط

الكاتب: عمرو عبد العزيز

465 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

والحقيقة أن الديمقراطية المتعارف عليها عالميا الآن هي المستوحاة من النموذج الأميركي، وما ترك المسلمون للشورى إلا رغبة في محاكاة هذا النموذج بالذات، فلا يوجد تعريف واضح لها يمكن الرجوع إليه لفصل التجربة التاريخية، والتجربة التاريخية الناجحة حاليًا هي الأمريكية، ولا أميركا دون رأسمالية.. والأمريكان يدركون ذلك، فهذا واحد من كبار المعلقين السياسيين الأمريكان يكتب في النيويورك تايمز بعد نهاية الحرب الباردة: انتصار أميركا في الحرب الباردة كان انتصارًا لجملة من المبادئ السياسية والاقتصادية هي الديمقراطية والسوق الحرة، هي مبادئ التوجيه للمستقبل حيث تكون له أميركا الحارس والنموذج المحتذى على السواء، وكما قال كلينتون من قبل: مهمتنا الجديدة هي تعزيز انتصار الديمقراطية والأسواق المفتوحة.

الأمريكان يدركون أنهم النموذج المهيمن عالميا وبالتالي يفرضون نموذجهم الديمقراطي الرأسمالي على الجميع ما أمكن، خاصة الدول الصغرى التي لن تنجو من المسير في الركب وإلا العقاب. لهذا فإن نقد الديمقراطية لا يكون واقعيًا إلا بانتقاد النموذج الأميركي الرأسمالي التضليلي.. هو طرد يسلم للمرسل إليه كما هو!

والرأسمالية دين شبه كامل حتى بمفاهيم الولاء الخاصة به والبراءة ممن لا يتبعه، ولا تفسير لاندماج رجال أعمال عرب في المنظومة الغربية، مثل امتلاك رجال أعمال خليجيين لأندية ومؤسسات أوروبية ليست صغيرة، وإمبراطورية الوليد وغيره.. مع أنهم -نظريًا- يتبعون الديانة الإسلامية ومعروف حجم العداء الغربي لهذه الديانات بالذات، إلا أن هؤلاء قد تبعوا الدينا الرأسمالي بشكله الديمقراطي.. فأصبح دينهم مركب تقبع الرأسمالية الديمقراطية كمكون رئيسي فيه واقتصر الإسلام على جزء ضئيل من العبادات الظاهرية الحياتية أو ربما حتى رداء عربي تراثي!

 


 

المصدر:

عمرو عبد العزيز، وطن الراشدين، الطبعة الأولى، ص36

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الديمقراطية #الرأسمالية
اقرأ أيضا
لماذا نصوم الجزء الرابع | مرابط
تفريغات

لماذا نصوم الجزء الرابع


أما التائهون يسهرون إلى نصف الليل على الباطل ثم يتسحرون وينامون فلا يستيقظون لصلاة الصبح أبدا فتفوتهم صلاة الصبح لكن أمثالكم ينامون بعد صلاة التراويح أربع ساعات أو خمس ساعات ثم يقومون فيتسحرون فإذا أذن الصبح توضئوا وصلوا

بقلم: أبو بكر الجزائري
703
كيف وصلت إلينا الكتب المقدسة؟ | مرابط
مناظرات

كيف وصلت إلينا الكتب المقدسة؟


حديث صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة سمعه البخاري من شيخه عبد الله بن عمر الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث كتب في القرن الثالث لكن المسلمون رووه في عصر الرسول والصحابة والتابعين.. والرواة أشخاص معروفون تحققت فيهم شروط الرواية.

بقلم: منقذ السقار
340
وجوب هجر أهل البدع | مرابط
تفريغات

وجوب هجر أهل البدع


إن الرسول عليه الصلاة والسلام سن لنا هجران العصاة فهجركعب بن مالكوأصحابه:مرارة بن الربيعوهلال بن أميةلما تخلفوا عن غزوة تبوك وهجرهم المسلمون خمسين ليلة وهو يعلم أنهم يحبون الله ورسوله وبالتالي فهجر المبتدع من باب أولى لأن جرمه أعظم من جرم العاصي

بقلم: أبو إسحق الحويني
718
الرجل الصفر الجزء الثاني | مرابط
تفريغات

الرجل الصفر الجزء الثاني


وأعني بالرجل الصفر ذلك الرجل الذي يتصف بالسلبية ودنو الهمة ذلك الداء الخطير الذي أصاب الكثير من المسلمين وخاصة الشباب والفتيات وكما أن هناك رجلا صفرا فإن هناك أيضا امرأة صفرا وكل ما قيل في هذا الموضوع يشمل الرجال والنساء معا إلا فيما يختص به الرجال من مجال ولذلك على النساء أن ينتبهن وأن يتابعن مثل هذا الموضوع فإنها تشارك الرجل في كل كلمة تقال فيه

بقلم: إبراهيم الدويش
559
الانقطاع سمة العصر | مرابط
اقتباسات وقطوف

الانقطاع سمة العصر


يبدو أن الانقطاع سمة أساسية لحضارتنا وربما لعصرنا هناك شيء اسمه العلم يزعم أنه يتعامل مع التفاصيل ومع البيئة الشاملة للعالم ويحاول أن يفسر: كيف أتت المادة إلى الوجود وكيف نشأت الحياة ومتى وبأي أسلوب وصلت الكائنات البشرية إلى الأرض ويبدو أن العلم يتعلق بكل شيء ولكن العلم في الواقع قاصر جدا

بقلم: بول فييرابند
574
بين منزلتين.. الشك واليقين | مرابط
اقتباسات وقطوف

بين منزلتين.. الشك واليقين


ما أكثر ما نجد في الكتب الفكرية من يفخم شأن الشك وعدم الحسم.. ويقزم اليقين واليقينيات.. بل ويطالبون أن يتخلص الخطاب الديني من اليقين! ولذلك تجدهم يكثرون من ترداد مقولة إلى المزيد من طرح الأسئلة! فيفرحون بالأسئلة ولا يكترثون كثيرا بحسم الإجابات! لأن الإجابة تعني الالتزام بأمر ما.. والسؤال المفتوح يجعل الخيارات متاحة دوما لما هان على النفس والتذت به.. والهوى المتغير ألذ من الالتزام بموقف..

بقلم: إبراهيم السكران
183