إن الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي لن يهزم قضية الحرية فقط في الأماكن التي يُفرض فيها، بل هو سيميل أيضًا إلى هدم الحرية في قاعدتها الوطنية، وإن الاستعمار الإمبراطوري الليبرالي يحتاج إلى العضلات العسكرية الضخمة؛ لتنتشر في الأرض المعادية، ولذلك ثلاث نتائج محتومة، وهي قد بدأت من قبل بالحدوث، الأولى: إن الحرب ستميل إلى جعل المثل العليا الليبرالية خشنة وخسيسة، داخل القوات العسكرية الأمريكية، وداخل الإدارة الأمريكية، وفي البلد بمجملها، حين تأخذ الحقوق المدنية المكان الثاني بالنسبة إلى الأمن الوطني (الظاهرة نفسها يمكن ملاحظتها إلى درجة أقل في بريطانيا المعاصرة)، والثانية: هي أن أمريكيًا، وهي تقليديًا وطن الأحرار والصديق الطبعي وحليف الشعب الذي يكافح في سبيل الحرية في كل مكان حول الكرة الأرضية، سوف تصير أقل فأقل شعبية، والثالثة: هي أن عدد الإرهابيين المعادين لأمريكا ودرجة كراهيتهم لأمريكا سوف تتضاعف. ومع زيادة الإرهاب فإن الإجراءات اللازمة لمعالجة الإرهاب تميل إلى أن تصير غير ليبرالية أكثر فأكثر، وهذه الدائرة الشريرة تتجدد، وتشتد.
المصدر:
ريتشارد كوك وكريس سميث، انتحار الغرب، ص260