التفريط الديني والتهكم بالمتدينين

التفريط الديني والتهكم بالمتدينين | مرابط

الكاتب: إبراهيم السكران

579 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

تلاحظ دومًا أن ثمة علاقة تنمو تدريجيًا بين "التفريط الديني" وبين نزعة "التهكم بالمتدينين".. ما السبب يا ترى في هذه العلاقة الحميمية بين التفريط والسخرية؟ الحقيقة أن الإنسان منذ أن يتعثر في أودية التفريط تحاصره لسعات التأنيب الداخلية.. ومن أشد ما يؤذيه لحظات الإخلاد الهادئة حين يستعرض شريط التناقض بين المطلوب والواقع..

والنفس البشرية عادة تدفع باتجاه الانسجام الداخلي والتخلص من التناقضات.. فإما أن يعدل الإنسان سلوكه لينسجم مع قناعته.. وهذا هو سلم الصلاح.. وإما أن يعدل من قناعته لتنسجم مع سلوكه.. وهذه منحدرات الضلال.. أما حالة الكدمات المتواصلة بين القناعة والسلوك فهي حالة مؤذية جدًا.. وهذا ما يجعل النفس البشرية الضعيفة تفرح بالفتوى المتساهلة لأنها تشل عنها تلك الطرقات الداخلية المستمرة.. ولذلك لخص السلف هذه الحالة في عبارة مجازية تدلك على جمع السلف بين دقة التفكير والبلاغة الأدبية حيث قالوا (المعاصي بريد الكفر).

حسنًا .. كيف يتخلص الإنسان كليًا من ضغط التأنيب الداخلي؟ الحقيقة أن السخرية بالمتدينين من أهم الوسائل التي توفر للإنسان الراحلة الكلية من هذه الضغوط.. وضع الصورة المطلوبة في قالب هزلي يبدد نفوذها على النفس البشرية .. ولذلك نبه القرآن إلى هذه العلاقة بين "التفريط" و"السخرية" فقال تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) [الزمر: 56]

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التفريط #التهكم
اقرأ أيضا
الحق والواجب | مرابط
اقتباسات وقطوف

الحق والواجب


عبارة شاملة للمفكر الجزائري مالك بن نبي يعبر فيها عن فكرة التقدم والنهضة التي يسعى لها الجميع ومن هنا يقف بنا أمام فكرة هامة وهي فكرة الواجبات والحقوق فالأولوية يجب أن تكون للواجبات كما عبر مالك بن نبي: ليس الشعب بحاجة إلى أن نتكلم له عن حقوقه وحريته بل أن نحدد له الوسائل التي يحصل بها عليها وهذه الوسائل لا يمكن إلا أن تكون تعبيرا عن واجباته

بقلم: مالك بن نبي
2315
عن الولاء والبراء | مرابط
اقتباسات وقطوف

عن الولاء والبراء


مقتطف لشيخ الإسلام من مجموع الفتاوى يتحدث عن الولاء والبراء ووجوب الموالاة في الله والمعاداة فيه كما أنه يقف على نقطة هامة وهي وجود الظلم هل هو حائل دون الولاء الحقيقة أن الظلم لا يمنع الولاء ولا يقطع الموالاة الإيمانية وهذا ما يناقشه شيخ الإسلام

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1373
العبر من الحروب الصليبية الجزء الأول | مرابط
تفريغات

العبر من الحروب الصليبية الجزء الأول


عندما نختار أن نأخذ مرحلة الحروب الصليبية بالذات فإن ذلك له دلالته الخاصة من جهة أنها تحكي أو تشابه الواقع الذي نعيشه الآن والمرحلة التي تحياها هذه الأمة في ظل هذه الهجمة الخبيثة الماكرة التي يستجمع الغرب فيها قواه مرة أخرى فما أشبه الليلة بالبارحة إن المؤرخين يقولون: التاريخ يعيد نفسه ونحن نقول: سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا هذه هي سنة الله تعالى في الأمم وبالذات في الأمة الإسلامية كل حياتها كر وفر وكل مواقفها إقبال وإدبار

بقلم: سفر الحوالي
730
مناظرة الباقلاني مع ملك الروم ج2 | مرابط
مناظرات

مناظرة الباقلاني مع ملك الروم ج2


اشتهر أبو بكر الباقلاني بمفصاحته وقدرته على المناظرة والبيان والذب عن الإسلام وقد ناظر في عهده الكثير من النصارى أشهر هذه المناظرات كانت لما أرسله عضد الدولة إلى ملك الروم الأعظم ليظهر له رفعة الإسلام ويناظره في معتقده وبالفعل جرت المناظرة بينهما واستعان ملك الروم بكثير من علماء النصارى حتى يقدروا عليه وكان المناظرة سبب في إسلام الكثير من النصارى وأظهر الباقلاني فصاحة عالية ورؤية ثاقبة وقدرة مبهرة على الرد والبيان

بقلم: القاضي عياض
2127
متى يكون الرد على المخالف | مرابط
فكر

متى يكون الرد على المخالف


كثير ممن يطيل الجدل والمناظرة لا يفرق بين بيان إثبات الحجة وبين الإقرار بها فيجعل لازم إثبات الحجة أن يقر المحجوج بها وهذا ليس من العلم والنظر ولا من مقاصد التشريع في شيء وذلك أن محل الإقرار في القلب واللسان ناقل لما في القلب والصدق في هذا شاق جدا حتى ربما ظهر الحق لجميع السامعين ويبقى المحاجج في سكرة نفي ثبوت الحجج والتهوين منها والتعلق بالإقرار تعلق بباطن لا يمكن الوصول إلى حقيقته

بقلم: عبد العزيز الطريفي
994
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها


فالذي صلح به أول هذه الأمة حتى أصبح سلفا صالحا هو هذا القرآن الذي وصفه منزله بأنه إمام وأنه موعظة وأنه نور وأنه بينات وأنه برهان وأنه بيان وأنه هدى وأنه فرقان وأنه رحمة وأنه شفاء لما في الصدور وأنه يهدي للتي هي أقوم وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه قول فصل وما هو بالهز ل ووصفه من أنزل على قلبه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لا يخلق جديده ولا يبلى على الترداد ولا تنقضي عجائبه وبأن فيه نبأ من قبلنا وحكم ما بعدنا ثم هو بعد حجة لنا أو علينا

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
1603