بات من الواضح مثلا أن قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء" غير موافق للمزاج الليبرالي العام، وأن نفوسًا كثيرة باتت تضيق به وبمراميه، وقل الأمر نفسه في قول النبي صلى الله عليه وسلم "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"، أو قوله صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" وغير ذلك من الأحاديث.
وهكذا ترى أولئك المهزومين متى حوصروا بالحقائق الشرعية يهبون فزعين للحديث عن تاريخية النص، وإعادة القراءة، والفهم المؤدلج، والنص المفتوح، والتعددية الفكرية، ونسبية الحقيقة، مخلفين وراءهم واجبات شرعية عظاما هي ثمرة التدين الحق من انقياد وطاعة وتسليم وخضوع لله تبارك وتعالى، ورحم الله ابن القيم حين وضع يده على مثل هذه الجراحات فقال:
"فسبحان الله، كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص، وبودهم أن لو لم ترد، وكم من حرارة في أكبادهم منها، وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها
ستبدو لهم تلك السرائر بالذي ... يسوء ويخزي يوم تبلى السرائر"
المصدر:
عبد الله العجيري، ينبوع الغواية الفكرية، ص27