ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام

ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام | مرابط

الكاتب: موقع هداية الملحدين

1179 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

قناعة أم عدم قناعة؟

ليس الحساب على القناعة وعدم القناعة، وإنما الحساب هو على الإيمان والأقوال والأعمال. وتعبير السائل فيه مغالطة، فمن يقول "أنا غير مقتنع بالإسلام" يقصد بالضرورة أنه مقتنع بعدم صحته (لاحظ الفرق بين "غير مقتنع بالصحة" و"مقتنع بعدم الصحة")، ولكنه صاغ اعتقاده على أسلوب اللاأدريين، فهو "مقتنع" أن الإسلام غير صحيح، ويهرب من عبء الدليل بنفي ادعاء "القناعة"!

ويلزم من عدم القناعة بالإسلام القناعة بضده، لأنه لا يمكن أن يبقى العاقل بلا قناعات. وما دام مقتنعا بعدم صحة الإسلام فعليه أن يثبت قناعته تلك كما يقول القرآن في عدة مواضع للرد على غير المسلمين: "قل هاتوا برهانكم"، وإلا فادعاؤه لا قيمة له.

 

هل هي مسألة قناعات؟

ثم إن المسألة ليست مسألة قناعات وإنما هي مسألة حق وباطل. القناعات تداخلها الأهواء بسهولة، والناس ليسوا على حد سواء من التجرد للحق. ولهذا تختلف قناعاتهم وتتناقض كثيرا. ولو أخذنا قناعات الناس معيارا للصحة أو للمحاسبة فسوف ندخل في إشكالات عقلية ومنطقية؛ ولأن قناعات الناس تتناقض حول الأمر الواحد، فمن المستحيل منطقيا أن يكونوا جميعا على حق، والقاعدة المنطقية تقول إن الحق لا يناقض الحق، وهي القاعدة مطّردة حتى على مستوى المنطق الرياضي. وعلى ذلك فلا قيمة للقناعات الشخصية في موازين الحق والباطل، وإنما المناط هو الحجة التي يسميها القرآن "البرهان"، وعند طرح البرهان يتضح الأمر إن كان صاحب القناعة ذا هوى أم متجردا منه.

 

كيف خلق الله العقل ولم يقبل قناعاته؟

الحاصل هو أن العقل نفسه قد تكون قناعاته مشوبة بانحرافات الهوى والتأثير، وليس شرطا أن تكون النتيجة التي تخلص إليها عقول البشر كلهم سليمة. يقول الله تعالى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ" (النازعات 40-41)، لاحظ الشرط هنا. فالله أعطانا هذه الأداة (العقل) وترك لنا استخدامها بطريقة سليمة أو بطريقة منحرفة مع أهوائنا ورغباتنا.

 

هل السؤال مهم؟

هذا السؤال (ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام أن يدخل النار؟) هو سؤال خال من المعنى ولا قيمة له لسبب بسيط، وهو أنه من غير المناسب لأحد أن يطرحه، فإن طرحه مسلم فالمسلم لا خوف عليه لأن الأمر خاص بالكافر فقط ولا يخص المسلم ولا يضيره، وإن طرحه كافر فهو كذاب لأنه لا يؤمن أن أحدا سيدخل النار أصلا. كيف لكافر أن يشتكي من دخول النار بسبب كفره؟ وهل يريد أن يدخل الجنة مثلا؟ إنه لا يؤمن بالنار ولا بالجنة!

 


 

المصدر:

موقع هداية الملحدين

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الاقتناع-بالإسلام
اقرأ أيضا
نشأة علم النحو وأهميته | مرابط
إنفوجرافيك لسانيات

نشأة علم النحو وأهميته


يأتي علم النحو على رأس علوم اللغة العربية فهو مفتاح كل شيء تقريبا ولن تستطيع أن تفهم المراد من العبارات والجمل إلا إذا كنت مدركا لأساسيات النحو العربي على الأقل فتغيير التشكيل وأواخر الكلمات قد يغير المعنى تماما أو يحرف المراد منه وبين يديكم تبسيط لنشأة النحو وأهميته من كلام العلماء

بقلم: أكاديمية زاد
557
الدليل العقلي عند السلف ج3 | مرابط
أبحاث

الدليل العقلي عند السلف ج3


والحق أنهم -أي السلف- أيقنوا بغناء الدلائل الشرعية بالبراهين العقلية الفطرية وكفايتها عن الابتداع في دين الله وهذا جوهر الخلاف بينهم وبين مخالفيهم فإن المخالفين لما اعتقدوا أن الدلائل النقلية تعرى عن البراهين العقلية قادهم ذلك إلى ابتداع دلائل على مسائل الدين بل جمعوا بين الابتداع في الدلائل والإحداث في المسائل. ولو أنهم علموا أن دلائل القرآن العقلية لها صفة الثبات والاستمرارية إلى يوم الدين بحيث لا يفتقر في الاستدلال على أصول الدين إلى غيرها لما وقعوا في هذه المشاقة.

بقلم: عيسى بن محسن النعمي
284
هل يحق للنسويات انتقاد وضع المرأة في الإسلام؟ | مرابط
النسوية

هل يحق للنسويات انتقاد وضع المرأة في الإسلام؟


وأما النسوية الليبرالية فليس لها أيضا انتقاد مكانة المرأة ولا أحكامها في الإسلام لأن الليبرالية تقرر نسبية الحقيقة أي الحق عندي ليس بالضرورة هو كذلك عندك وهذه سفسطة يقررها عامة الليبراليين يقول راسل: إن الفيلسوف الليبرالي لا يقول: هذا حق بل يقول في مثل هذه الظروف: يبدو لي أن هذا الرأي أصح من غيره

بقلم: حمود بن ثامر
330
التفريق بين الأطفال في المضاجع | مرابط
مقالات

التفريق بين الأطفال في المضاجع


قال النبي ﷺ:مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع 1 فقوله: وفرقوا بينهم في المضاجع أي: في المراقد وذلك لأنهم إذا بلغوا إلى عشر سنين يقربون من أدنى حد البلوغ وينتشر عليهم آلاتهم فيخاف عليهم من الفساد 2

بقلم: قاسم اكحيلات
752
غياب حزم الرجل | مرابط
مقالات

غياب حزم الرجل


دخلت آلاف البيوت صلحا وحكما ومعالجة واستشارة أتدري ماذا خبرت؟ والله ثم والله ثم والله: لا أكاد أذكر مصيبة حلت بأسرة إلا وكان وراءها بشكل مباشر أو غير مباشر غياب حزم الرجل! للأسف نرى أجيالا ذكورهم متأنثين ونساءهم مترجلات رضعوا جميعا من زبالات النسوية فأفسدوا الدنيا والدين

بقلم: مصطفى محسن
218
من مكايد الشيطان: الفتنة بالقبور وأهلها ج1 | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

من مكايد الشيطان: الفتنة بالقبور وأهلها ج1


مقال تأصيلي محكم حول مسألة القبور والأضرحة وما وقع فيه عوام المسلمين من المفاسد العظيمة في تعظيم هذه القبور والتمسح بها والدعاء عندها والصلاة إليها بل وحتى الحج إليها واعتقاد أن أصحابها يملكون نفعا وضرا وسعادة وشقاء وعزة وذلا وغير ذلك من الأمور التي لا يملكها إلا الله وحده.. وهذا التأصيل مقتطف من كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم وفيه رد على كل الشبهات المحيطة بهذا الموضوع وتبيين للعقيدة الصحيحة في هذا الباب.

بقلم: ابن القيم
432