صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ج2

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ج2 | مرابط

الكاتب: عبد العزيز الطريفي

649 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

الصلاة في المساجد

الصلاة يشرع الإتيان إليها في المساجد؛ ولأجل ذلك بنيت، وقد فرض الله سبحانه وتعالى الإتيان إليها جماعة كما قال الله سبحانه وتعالى:  وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، وقد جاء في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصوص عدة.

 

الدعاء عند الإتيان إلى الصلاة

ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإتيان إلى الصلاة دعاء معلوم.

وأما ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن عبد الله بن عباس في قصة بيتوتة عبد الله بن عباس عند خالته ميمونة (أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج إلى الصلاة ثم قال: اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا )، فهذا الحديث غلط ووهم، وأورده الإمام مسلم عليه رحمة الله تعالى في الصحيح معلًا له بعد رواية حديث كريب مولى عبد الله بن عباس عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى (أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك في صلاته)، فهذا الدعاء في السجود وفي الليل، وليس في الذهاب إلى المسجد، ومال إلى هذا الإمام البخاري عليه رحمة الله حينما ترجم لهذا الحديث فقال: (باب الدعاء إذا انتبه من الليل)، وترجم لهذا الإمام النسائي عليه رحمة الله تعالى في سننه فقال: (باب الدعاء في السجود).

والصواب أن هذا الدعاء: ( اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعني نورًا، وفي بصري نورًا، ومن أمامي نورًا، ومن خلفي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا )، إلى آخر الخبر، إنما هو في السجود، وليس في الذهاب إلى المسجد، وقد وهم فيه محمد بن علي في روايته عن أبيه عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى، وإيراد الإمام مسلم عليه رحمة الله تعالى له بعد أن أورده من حديث كريب مولى عبد الله بن عباس معلًا له، لا محتجًا به.

 

الوضوء والخروج بسكينة ووقار

ويشرع كذلك أن يخرج الإنسان متوضئًا، وقد استحب العلماء أن يتوضأ الإنسان لكل صلاة، وإن جمع بين الصلاة بوضوء واحد فلا حرج عليه. ويشرع له أن يأتي إلى الصلاة بسكينة ووقار، فإنه يشرع للصلاة من الإتيان بالسكينة كما يشرع فيها كما نص على هذا غير واحد من الأئمة عليهم رحمة الله.

 

الدعاء عند الخروج من المنزل إلى المسجد

ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر في خروج الإنسان من منزله إلى المسجد بدعاء معين، وما جاء في هذا من حديث أم سلمة عليها رضوان الله تعالى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أزل )، إلى آخر الخبر، فإنه لا يثبت؛ فإن في إسناده الشعبي ولم يسمع من أم سلمة، كما نص على ذلك علي بن المديني عليه رحمة الله تعالى، وإن كان قد قال الحاكم عليه رحمة الله تعالى في مستدركه على هذا الخبر: (هذا الحديث على شرط الشيخين، ولا يتوهم متوهم أن عامر بن شراحيل الشعبي لم يسمع من أم سلمة فإنه قد دخل عليها وعلى عائشة ثم روى عنهما كثيرًا بعد ذلك)، وهذا قد خالفه الحاكم بنفسه في كتابه علوم الحديث فقال: إنه لم يسمع من عائشة عليها رضوان الله تعالى، فهذا الخبر منقطع.

وأما ما رواه الترمذي وغيره من حديث ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله )، فإنه حديث غريب منكر، تفرد به ابن جريج عن إسحاق عن أنس، ولم يسمعه ابن جريج من إسحاق كما نص على ذلك الإمام البخاري عليه رحمة الله تعالى فإنه قال: (لا أعلم له سماع لـابن جريج من إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة )، وكذلك نص عليه الدارقطني عليه رحمة الله تعالى كما في كتابه العلل.

وعليه يقال: لا يشرع دعاء بعينه في الذهاب إلى المسجد, وإنما يقول الإنسان من الأدعية والأذكار ما شاء.

 

المقاربة بين الخطا عند الذهاب إلى المسجد

ويشرع له المقاربة بين الخطا حتى تكتب له الأجور وتكثر حسناته، وينبغي للمرء أن يستحضر النية في كل حين، وفي كل عمل حتى مما هو من العادات، حتى يعظم له الأجر، ويقول غير واحد من العلماء: (النية تجارة العلماء) أي: أنهم يتاجرون في ذلك، وربما كان العالم في عمل من الأعمال فيستحضر عدة من النيات، فيكتب الله عز وجل له نيات عدة، فإذا استحضر الإنسان كتابة الخطا، واستحضر الإنسان المرابطة في المسجد، واستحضر الإنسان التبكير إلى الصلاة، واستحضر مشروعية السكينة والوقار والامتثال بعدم تشبيك الأصابع وغير ذلك فإنه يؤجر على ذلك بإذن الله تعالى.

ويأتي مقارب الخطا، وقد جاء هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح يقول النبي عليه الصلاة والسلام لـأبي سلمة: ( دياركم تكتب آثاركم )، وهذا فيه دليل على أنه يكتب أثر الإنسان إلى البيوت، وإن تعمد تقصير الخطا أجر على ذلك، وهذا ما روي عن أنس بن مالك كما رواه عبد الرزاق في مصنفه من حديث جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: (أقيمت الصلاة، فذهب أنس بن مالك ووضع يده على كتفي، فتهيبت أن أزيل يده من كتفي وهو يقارب بين الخطا، حتى فاتتنا ركعة، ثم قضيناها مع الإمام، ثم التفت إلي أنس بن مالك فقال: يا ثابت ! اصنع كما صنعت، فقد صنع بي زيد بن ثابت كما صنعت بك)، وهذا قد تكلم في إسناده, وإن احتسب الإنسان مقاربة الخطا من غير فوات شيء من الصلاة فإنه يؤجر على ذلك بإذن الله تعالى.

 

الحضور عند سماع الإقامة

ويجب على الإنسان الإتيان والحضور إلى الصلاة عند سماع الإقامة، وأما قبل ذلك فيستحب له، ولا يجب عليه، وإن بكر فهو الأفضل، وإذا أقيمت الصلاة وجب عليه، وإن تكاسل بعد الإقامة يأثم بقدر تأخره، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إذا سمعتم الإقامة فأتوا )، وفي رواية: ( فامشوا )، ففيه دليل على أنه يشرع للإنسان أن يأتي بعد سماع الإقامة، وأما إذا كان الإنسان بعيدًا وإذا سمع الإقامة فإنه لا يتمكن من إداء الصلاة وجب عليه التبكير بما يدرك فيه الجماعة.

 

المساجد القديمة

ولا فرق بين المساجد بعضها عن بعض، لكن الأولى للإنسان أن يصلي فيما هو قريب منه، وقد جاء عن بعض السلف استحباب الصلاة بالمسجد القديم عن المسجد الحديث, وهذا ثابت عن أنس بن مالك كما رواه أبو نعيم الفضل بن دكين في كتابه الصلاة من حديث ابن سيرين قال: (كنا نمشي مع أنس بن مالك فيسأل، فإذا مررنا بمسجد فيقول: أقديم هو؟ فإذا قلنا: لا، تجاوزه إلى غيره, فإذا كان قديمًا صلى به)، ويعضده قول الله سبحانه وتعالى:  لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ [التوبة:108]، قال بعض العلماء: فيه دليل على مشروعية الصلاة في المسجد القديم.

 

ماذا تفعل حال دخول المسجد

 

الدعاء عند دخول المسجد

والسنة للإنسان إذا أتى المسجد أن يقول الدعاء المشروع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد، وهذا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي حميد أو أبي أسيد كما رواه الإمام مسلم من حديث سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد عن أبي أسيد أو أبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دخل أحدكم المسجد فيقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فيقل: اللهم إني أسألك من فضلك ).

 

الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عند دخول المسجد

وأما الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عند دخول المسجد قبل هذا الدعاء فقد جاءت عند أبي داود بوجه غير محفوظ من حديث الدراوردي عن ربيعة، وقد تفرد به الدراوردي، وليس بمحفوظ, وقد جاء أيضًا عند الترمذي من حديث فاطمة الصغرى عن فاطمة الكبرى أن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه انقطاع.

إذًا: لا يثبت الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام عند دخول المسجد, وإنما المشروع في ذلك هو هذا الدعاء الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أمثل شيء جاء في هذا الباب.

 

تقديم الرجل اليمنى

ويشرع له أن يقدم رجله اليمنى، وأمثل شيء جاء في هذا الباب بل هو الوحيد في بابه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الحاكم في مستدركه و البيهقي عنه في السنن من حديث أبي الوليد الطيالسي عن شداد بن سعيد عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال: ( من السنة إذا أتى أحدكم المسجد أن يقدم رجله اليمنى )، وهذا الحديث قد تفرد به شداد بن سعيد، قال البيهقي عليه رحمة الله تعالى: (تفرد به شداد بن سعيد وليس بالقوي).

والذي يظهر والله أعلم أن هذا الحديث منكر، وتفرد شداد بن سعيد فيه إعلال لا يقبل به، وهذا هو الحديث الفرد المرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتيامن عند دخول المسجد، وقد حكي أن العمل عليه.

وقال البخاري عليه رحمة الله تعالى في الصحيح: (باب التيمن في دخول المسجد)، قال: (وكان عبد الله بن عمر إذا دخل المسجد يبتدئ بيمينه، وإذا خرج ابتدئ بشماله). ولم أقف على إسناد ما جاء عن عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى.

وفي قول البخاري عليه رحمة الله تعالى في هذه الترجمة ما يدل على أنه يميل إلى الاستحباب، وحمل بعضهم الاستحباب هنا إن لم يصح حديث أنس بن مالك على حديث عائشة عليها رضوان الله تعالى: ( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله )، فيقال: إن هذا في شأن الإنسان لا في العبادات، أما في العبادات فلا بد فيها من دليل، ولكن يقال: لما ثبت عن عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى فإنه يقال بذلك، ولعله قد وجد في ذلك دليلًا.

أما الاستدلال بحديث عائشة فالذي يظهر لي والله أعلم أن الاستدلال به بعيد، ويلزم من هذا أن نقول بمشروعية التيامن في كثير من الأعمال في العبادات التي لم يرد فيها دليل، أما في العادات كالأخذ والعطاء والدخول والخروج مما هو من عادات الناس فلا حرج للإنسان أن يتيامن في ذلك، وإن لم يرد فيه دليل، ولذلك قالت عائشة عليها رضوان الله تعالى: (وفي شأنه هو كله)، أما في العبادات فلا بد فيها من دليل عن النبي عليه الصلاة والسلام.

وقد يقال في هذا: إن العمل عليه هو ثابت عن عبد الله بن عمر عليه رضوان الله تعالى بجزم البخاري بإخراجه, وأنه يستحب دخول المسجد باليمين.

 

أداء تحية المسجد

وإن كان قد وجد الإمام قد أقام وإلا فيصلي تحية المسجد، وهي سنة حكي الإجماع عليها.

وقال بعضهم بالوجوب، وذهب الأئمة الأربعة إلى الاستحباب، وذهب إلى الوجوب ابن حزم الأندلسي، والصواب أنها سنة، وذهب بعض الفقهاء من الحنفية إلى أنها تؤدى في اليوم مرة، وإذا دخل الإنسان المسجد أكثر من مرة في اليوم فإنه يكفيه أن يؤديها مرة واحدة، وما عدا ذلك فيكفيه أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، وهذا يفتقر إلى دليل، وقول النبي عليه الصلاة والسلام عام سواء دخل مرة أو غيره.

ولا يقطع هذه الصلاة الجلوس، فلا حرج على الإنسان أن يجلس لحاجة كأن يتناول شيئًا أو ليشرب ماء أو يتحدث يسيرًا أو ليستريح يسيرًا من تعب ونحو ذلك، وإن لم يكن مضطرًا؛ لأن المقصود من قوله: ( فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) الحرص على عمارة المساجد بالصلاة، لكي لا يرتادها الناس لغير الصلاة، فإنما بنيت للعبادة، وما عدا ذلك مما هو من حاجة الناس كالجلوس والحديث ومذاكرة الأشعار والنوم ونحوه مما دل الدليل عليه فإنه يكون تبعًا، والأصل فيها التعبد مما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة واعتكاف وذكر وقراءة قرآن وانتظار الصلاة وغير ذلك مما دل عليه الدليل.

 

القيام للصلاة

ثم ينتظر إقامة الصلاة، فإذا أقام المؤذن فيقوم إلى الصلاة, وقد اختلف العلماء عليهم رحمة الله تعالى في الوقت الذي يقوم فيه المصلي للصلاة عند أي لفظ من الإقامة على عدة أقوال:

فذهب الشافعي و داود، وهو قول سالم بن عبد الله بن عمر و ابن شهاب الزهري و عراك بن مالك و عمر بن عبد العزيز إلى أنه عند أول الإقامة عند قوله: (الله أكبر)، وحكاه ابن شهاب الزهري عمن سبقه، وقال: كانوا يقومون إذا سمعوا المؤذن يقول: الله أكبر.

وذهب الإمام أحمد عليه رحمة الله وهو قول جماعة كـالحسن البصري و ابن سيرين إلى أنهم يقومون عند قول المؤذن: (قد قامت الصلاة), ولا دليل في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مرفوع في كلا الأقوال، وقد روي هذا عن أنس بن مالك وفيه ضعف، وقد ثبت عن الحسن البصري و أنس بن مالك كما جاء في المصنف عند ابن أبي شيبة و ابن عبد البر من حديث هشام عن الحسن و ابن سيرين أنهما كانا يكرهان القيام إلا عند قول المؤذن: قد قامت الصلاة.

وذهب أبو حنيفة عليه رحمة الله تعالى إلى أنه يقوم عند قول المؤذن: حي على الفلاح.

وعلى كل فإنه لا دليل في هذا، كما قال الإمام مالك عليه رحمة الله تعالى، قال: ولا أعلم في ذلك شيئًا إلا أنه يختلف الناس، فمنهم الثقيل ومنهم الخفيف، وعلى هذا يعلق الأمر بثقل الإنسان وبإدراكه التكبيرة، وهذا هو الأولى؛ أن يعلق الأمر به، أن يقوم الإنسان بما يستطيع معه تسوية الصف والإتيان بالسنة من سواك ومتابعة للإمام واقتداء به حال تسويته للصفوف، وكذلك النظر إليه حال التكبير كما كان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

تكبيرة الإحرام

 

وقت إتيان الإمام بتكبيرة الإحرام

ولا يكبر الإمام إلا بعد انتهاء المؤذن عند جماهير العلماء، وإن كبر قبل ذلك فالصلاة صحيحة، ولا حرج في هذا، وهذا مروي عن إبراهيم النخعي، وقال به سفيان الثوري و زفر و أبو حنيفة، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن المغيرة قال: (إني لأسمع صوت المؤذن بعد أن كبر إبراهيم للصلاة وكان إمامًا)، وهذا في وقتهم فإن المؤذن كان يذهب إلى سطح المسجد ليقيم.

ويؤخذ من هذا أنه لا يعرف للمؤذن مكان في المسجد في الصدر الأول، بل أنه يصلي كسائر الناس إن وجد مكانًا يصلي فيه، وإن وجد فرجة له لذهابه وإتيانه فلا حرج عليه، وإن وجد أحدًا مكانه فإنه يصلي في أي موضع، وأما حيزه على الدوام سواء للمؤذن أو لغيره فهو خلاف السنة.

 

الذكر قبل تكبيرة الإحرام

ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر بذكر قبل تكبيرة الإحرام، وإنما هو الانشغال بتسوية الصفوف.

وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك هو تسوية الصفوف والسواك، وأما من الألفاظ فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء إلا أمره الناس بتسوية الصفوف، وأما ما يذكره بعض الأئمة والفقهاء من ذكر قبل تكبيرة الإحرام فمحدث، ولا أعلمه يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أحد من الصحابة ولا عن أحد من التابعين.

 

تسوية الصف

وتسوية الصفوف هي سنة باتفاق العلماء، وحكي الإجماع عليها، وذهب بعضهم إلى الوجوب, وهو قول لا أعلم قائلًا به من السلف صراحة سوى ما ترجم عليه الإمام البخاري عليه رحمة الله تعالى في كتابه الصحيح فقال: (باب إثم من لم يسو الصفوف)، ففيه أنه يرى وجوب تسوية الصفوف، وذهب إلى هذا ابن حزم الأندلسي، بل أغرب وذهب إلى بطلان من لم يسو الصفوف، وتسوية الصفوف سنة مؤكدة.

وذهب ابن حزم الأندلسي عليه رحمة الله تعالى إلى الوجوب، واحتج بضرب عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى من لم يسو الصفوف بالدرة، فقد ضرب أبا عثمان النهدي و بلال سويد. قالوا: وفي هذا دليل على وجوب تسوية الصفوف، ويقال: إن السلف الصالح ومنهم عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى كانوا يعزرون على ترك السنن، ولهذا كم مرة ضرب عمر بن الخطاب عليه رضوان الله تعالى جماعة من الصحابة لتركهم بعض السنن، أو وقوعهم في بعض المخالفات، أو ترك بعض الآداب، وهذا مجتهد، فهذا ليس بدليل على الوجوب، بل هو دليل على التأكيد.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#صلاة-النبي
اقرأ أيضا
من مقومات المجتمع المسلم: اتباع السنة | مرابط
فكر تفريغات

من مقومات المجتمع المسلم: اتباع السنة


كان السلف الصالح رضوان الله عليهم ينكرون أشد الإنكار على ما ظهر من بدع في أيامهم كما أنكر عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه على بدع في التسبيح فعلها بعض القراء ثم لما ظهرت الفرق المبتدعة وتميز أهل السنة رأينا كيف كانت عقوبتها

بقلم: سفر الحوالي
349
جذور الخطاب المدني المعاصر | مرابط
اقتباسات وقطوف

جذور الخطاب المدني المعاصر


يبدو أن الخطاب المدني المنتشر في بلادنا الإسلامية قد حظي باهتمام بالغ لدى الباحثين في محاولة لمعرفة الجذور التي أدت إليه يقول البعض أنه نتاج مباشر للمدرسة العقلانية بينما يظن آخرون أنه الامتداد الطبيعي لمدرسة المعتزلة أو أنه نتج بسبب الانبهار الشديد بالغرب وبين يديكم مقتطف هام من كتاب مآلات الخطاب المدني يقف فيه إبراهيم السكران على هذا التساؤل الهام والآراء المنتشرة حوله

بقلم: إبراهيم السكران
655
التجديد المتزن | مرابط
مقالات اقتباسات وقطوف

التجديد المتزن


إن الاتزان والتوسط والاعتدال عند حملة الأفكار التجديدية الهادمة لما قبلها يعد أمرا صعبا فإن مواجهة الأفكار البالية التي يتعصب أصحابها لها مع بطلانها في نظر معارضيها وانتهاء صلاحية اعتناقها تدفع المجددين الناقمين على هذه الأوضاع السائدة إلى نوع من المغالاة في أفكارهم الجديدة وإلى المبالغة في ردة الفعل تجاه الأقوال والأفكار القديمة حتى ولو كان شعار هذه الحركات التجديدية تسامحيا فإنك ترى في أحداث التاريخ ما يؤكد نسيان هذه الشعارات من قبل حملة الأفكار التجديدة في خضم مواجهتهم لما ثاروا عليه من...

بقلم: أحمد يوسف السيد
592
مختصر قصة التتار الجزء الثاني | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة التتار الجزء الثاني


سلسلة مقالات مختصرة تضع أمامنا قصة التتار وكيف بدأت هجماتهم على بلاد المسلمين وكيف تغيرت الأوضاع في بلادنا الإسلامية إثر هذه الهجمات فانهار المدن وانفتحت البوابات وظهرت شخصيات قيادية وقفت في وجه هذا الإعصار التتري الرهيب سنقف على الكثير من الفوائد والعبر والمواقف الفارقة وسنعرف تاريخ أمتنا وما مرت به من محن فالمستقبل لا يصنعه من يجهل الماضي

بقلم: موقع قصة الإسلام
1305
تعلق القلوب | مرابط
اقتباسات وقطوف

تعلق القلوب


مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية يتحدث فيه عن تعلق القلوب بغير الله وكيف يفضي هذا في النهاية إلى حالة من حالات الأسر تفوق أسر البدن فالقلب هو الملك وهو المتحكم في حال الإنسان بينما الجسد تابع فلو أسر الأخير والقلب مستريح لم يضر صاحبه شيئا

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2225
الإلحاد نفق مظلم | مرابط
فكر الإلحاد

الإلحاد نفق مظلم


أفكار الإلحاد ما هي إلا أفكار متسلسلة تقود باتجاه واحد وذلك بعكس ما يحاول الملاحدة إظهاره حتى يختلط على المتشكك الفرق بين حرية الملحد في تصرفاته اليومية مع حرية فكره وتعدد خياراته والحقيقة هي أن للملحد أن يفعل ما شاء وقتما شاء ولكن عقله يظل دائما داخل ذلك النفق المظلم

بقلم: سامي أحمد الزين
590