الحكمة من جعل الصلاة على النبي تفريجا للكربات

الحكمة من جعل الصلاة على النبي تفريجا للكربات | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

376 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

من مدة حاولت أن أبحث في حكمة جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سببًا لتفريج الكربات والهموم وخصها بما خُصت من الثواب والجزاء!

ومع الوقت أدركت أن الأمر كله مداره على المحبة ؛ محبة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ محبة لم تتكرر لأحد قبله ولا بعده، كما أخبرنا الله عز وجل..

إذا كنت تحب إنسانًا ما فمن الطبيعي أن يسرك ذكره بالخير، وأن ترجو ذلك ممن يُحيطون بك ويحبونك ويتقربون إليك..
ولله المثل الأعلى مع نبيه صلى الله عليه وسلم..

لقد خلق الله النبي صلى الله عليه وسلم وصنعه على عينه واصطفاه اصطفاءً جديرًا بأن يكون له ما لم يكن لغيره، لا من جهة خصه بإعلاء اسم الله تعالى وإظهار دينه والعمل بشريعته فقط.. بل أيضًا من جهة المحبة واللطف والعناية التي لا توازيها محبة ولطف وعناية..

تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن صاحبكُم خليل الله"
وهي محبة استتبعت إيجاب محبته صلى الله عليه وسلم على الخلق، وتعظيمه والانقياد له، فإن المحبة توجب الانقياد، ومن انقاد لإنسانٍ؛ أطاع أمره وأقبل عليه..

هذه "المحبة" هي السر في تدبير الله الأمر؛ بالصلاة على النبي، وتفريج الكرب وتيسير العُسر وإذهاب الحزن وتخفيف الألم واللُطف في الابتلاء!
فقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي "إذا يُكْفى همُّك" عبارة جامعة لكل ذلك.

ولنفس السبب، مُنع الإطراء في جانب النبي صلى الله عليه وسلم بالتوسل والاستغاثة وما شابه مما يخالف السُّنة وعمل الصحابة.. فإن الذي أوجب المحبة هو الذي نهى عن الغلو فيها لئلا يختلط مقام النبوة بمقام الألوهية، ولا تجور منزلة المحبة على منزلة الإخلاص، ولتتميز الأسباب عن مسبب الأسباب..

فلله هذه المحبة، هي أعظم محبة في الوجود، وأكرم وأرحم وأعز محبة انتفع بها الخلق.. فالمُحب؛ رب العزة، والمحبوب؛ أكرم الخلق، والأثر؛ رحمة الناس.. 
صلى الله على نبينا عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته..

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الصلاة-على-النبي
اقرأ أيضا
مناظرة الباقلاني مع ملك الروم ج1 | مرابط
مناظرات

مناظرة الباقلاني مع ملك الروم ج1


اشتهر أبو بكر الباقلاني بمفصاحته وقدرته على المناظرة والبيان والذب عن الإسلام وقد ناظر في عهده الكثير من النصارى أشهر هذه المناظرات كانت لما أرسله عضد الدولة إلى ملك الروم الأعظم ليظهر له رفعة الإسلام ويناظره في معتقده وبالفعل جرت المناظرة بينهما واستعان ملك الروم بكثير من علماء النصارى حتى يقدروا عليه وكان المناظرة سبب في إسلام الكثير من النصارى وأظهر الباقلاني فصاحة عالية ورؤية ثاقبة وقدرة مبهرة على الرد والبيان

بقلم: القاضي عياض
2406
شبهة: إذا كان إبليس من الملائكة فكيف عصى الله | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة: إذا كان إبليس من الملائكة فكيف عصى الله


تقول الشبهة: يؤكد القرآن أنه لا يمكن للملائكة أن تعصى الله 66: 6 ومع ذلك فقد عصى إبليس الذي كان من الملائكة كما في الآية 2: 34 فأيهما صحيح وفي المقال الذي بين يدينا يقف بنا الكاتب محمد عمارة على تفاصيل وجوانب هذه الشبهة ويوضح الأخطاء الموجودة فيها ويرد عليها

بقلم: محمد عمارة
2129
التزمت ولم أجد الراحة | مرابط
اقتباسات وقطوف

التزمت ولم أجد الراحة


التزمت ولم أجد الراحة التي كنت أطلبها تلك العبارة نسمعها كثيرا على ألسنة الملتزمين الجدد ويبدو أنها تنطوي على إشكالية واضحة كما أنها تثبط من يسمعها من غير الملتزمين وتزهده في طريق الالتزام وهذا المقتطف للدكتور إياد قنيبي يجيب فيه عن هذه الإشكالية

بقلم: إياد قنيبي
1139
العضلة الأهم | مرابط
اقتباسات وقطوف

العضلة الأهم


كلنا يريد الانطلاق نحو الله في رمضان.. والقوة المحركة لهذا الانطلاق هي القلب.. وكلما كان حمله من المعاصي أقل.. كانت انطلاقته أكبر وأعظم.. ومن أكبر أثقال القلب التي تبطئ حركته:الغل والأحقاد نحو الآخرين في قلبك..

بقلم: د. أيمن خليل البلوي
416
من أدلة النبوة | مرابط
اقتباسات وقطوف

من أدلة النبوة


من ضمن أدلة النبوة التي ذكرها أشار إليها ابن القيم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمضى فترة كبيرة من عمره في مكة وبين قومه ولم يروا منه كذبا ولا بهتانا ولم يخض هو في أمور النبوة ولا مرة ولا علم عنه من الطباع ما يوحي بتكذيبه وهذا مقتطف من كتاب الصواعق المرسلة يدور حول الأمر

بقلم: ابن القيم
2110
من أدلة وجود الله: القيم المطلقة | مرابط
تعزيز اليقين

من أدلة وجود الله: القيم المطلقة


إن هذا الإطلاق في القيم ينفي عنها الخضوع للرغبة الذاتية فهي ليست من تلك المسائل التي يدلي فيها كل إنسان برأيه أو تتواضع فئة من الناس على تقريرها أو تنتجها الثقافات المختلفة وفق ما يلائمها بل هي معان موضوعية لا تتقيد بالرأي الذاتي بمعنى أنها لا تنشأ من آراء الناس بل تكون هي الحاكمة على آرائهم.

بقلم: مجموعة كتاب
265