حديث: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد..

حديث: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد.. | مرابط

الكاتب: كريم حلمي

340 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

السؤال:
لو أباح ربنا -عَزَّ وَجَل- أن نسجد لغيره سبحانه، لأمر المرأة أن تسجد لزوجها، هل هذا فيه إهانة للمرأة؟!

الإجابة:
حديث: (لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) ليس فيه أي إهانة إن قلنا بصحة الحديث، ولكن ننبه أن الحديث ليس أمرًا بالسجود، ولكن المقصود أنه لو كان يصلح أن يسجد أحد لأحد لكان من المفترض أن تسجد المرأة لزوجها، وهذا سجود تكريم لا سجود عبادة، وهذا السجود لا يعني إهانة الساجد أو ذلته أو هوانه، ولكنها تعني تكريم المسجود له واحترامه وتعظيمه..

ومثال ذلك سجود أبوي يوسف -عليهم الصلاة والسلام- وإخوته له، فهل هذا إهانة لنبي الله سيدنا يعقوب -عليه الصلاة والسلام-؟ أو ذلة لأمّه؟!، لا أبدًا، ولكنه إكرام وتعظيم لنبي الله سيدنا يوسف -عليه الصلاة والسلام- بما يقتضيه شرع هذا الزمان وأعرافه، وهذا حَسَن من المرأة أن تكرم زوجها وأن تحترمه وأن تعظمه، وأن يرى ذلك منها في نظراتها وكلماتها وأفعالها، فهذا من أعظم أبواب صلاح البيت ودوام الحب،

كنت منذ يومين مع بعض أقاربنا الريفيين ونتكلم عن صعوبة تغيّر الشاب بعد الزواج، فقال لي: لا، أم محمد غيرتني، كنت أتعصب وأتضايق وأنتقدها أحيانًا فلا تقابل ذلك إلا بالاحترام والإكرام والعتاب اللطيف، فكانت تكسرني باحترامها!، وهذا الرجل يجل زوجته جدًا إلى يومنا هذا، وقد بلغ من الكبر عتيًا.

ومن أعظم أسباب فساد البيوت وارتفاع معدلات الطلاق هو تلك المفاهيم الفاسدة التي حشروها حشرًا في رؤوس النساء، كأن لا تحترم زوجها ولا تبالغ في إكرامه وتبجيله حتى لا يتمرد عليها، وأن تعامله معاملة الند للند، واحدة بواحدة، وأحيانًا من أول يوم لدخول الخاطب إلى البيت يبدأ الصراع الملحمي بين العريس وأهله، والعروسة وأهلها، والنصائح المفسدة من أصدقاء الطرفين وأقربائهما!

فالحديث فيه مسلك عظيم لحفظ البيت، تحترم المرأة زوجها وتعظمه من غير إهانة نفسها، فتشبع حاجته الذكورية للتعظيم والاحترام، وتشبع حاجتها الأنثوية للالتجاء إلى ركن يحفظها ويرعاها ويقوم عليها، فتدفع عن بيتها الكثير من الشرور.

بعد ذلك..
هل هناك أزواج لئام يستحقون الذبح لا التكريم، ولا يلحظون المعروف؟!
نعم، لذلك نقول أحسنّ اختيار الأزواج، فالعيب في اختياركن لا في الحديث والآثار!

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الزوجة
اقرأ أيضا
إشكالية الاختلاط في الصلاة | مرابط
المرأة

إشكالية الاختلاط في الصلاة


عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال صلى الله عليه وسلم للنساء: استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.

بقلم: عبد الله العجيري
337
الحرية | مرابط
فكر مقالات

الحرية


من أصعب المسائل التي يحار العقل البشري في حلها: أن يكون الحيوان الأعجم أوسع ميدانا في الحرية من الحيوان الناطق فهل كان نطقه شؤما عليه وعلى سعادته وهل يجمل به أن يتمنى الخرس والبله ليكون سعيدا بحريته الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس فمن عاش محروما منها عاش في ظلمة حالكة يتصل أولها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر

بقلم: مصطفى لطفي المنفلوطي
1726
أخبار الأنبياء والرسل | مرابط
اقتباسات وقطوف

أخبار الأنبياء والرسل


تعليق لشيخ الإسلام ابن تيمية على تواتر أخبار الرسل التي وصلتنا من طرق مختلفة فجميع أهل الأرض الآن يعلمون أنه كان هناك رسل وهؤلاء الرسل كان لهم أتباع ومخالفون وأن الله في النهاية نصر الفريق الأولى من اتبعوا الرسل وأخزى الفريق الآخر ونقل هذه الأخبار يؤسس معرفية يقينية حتمية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2223
الدعاء والتقرب إلى الله | مرابط
اقتباسات وقطوف

الدعاء والتقرب إلى الله


مقتطف من الفتاوى السعدية للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي يعلق فيه على الدعاء وكيف أن العبد يجب أن يقصد به التقرب إلى الله بجانب رغبته في حصول مطلوب أو دفع مرهوب فالدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها من الله بل هو مخ العبادة وخلاصتها كما يقول

بقلم: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
624
الوقت | مرابط
فكر مقالات

الوقت


الوقت هو العملة الوحيدة المطلقة التي لا تبطل ولا تسترد إذا ضاعت: إن العملة الذهبية يمكن أن تضيع وأن يجدها المرء بعد ضياعها ولكن لا تستطيع أي قوة في العالم أن تحطم دقيقة ولا أن تستعيدها إذا مضت هذا المقال الماتع للأستاذ مالك بن نبي يتحدث عن الوقت وقيمته في الحياة

بقلم: مالك بن نبي
2294
ثقافة عالمية | مرابط
اقتباسات وقطوف

ثقافة عالمية


فكرة الثقافة العالمية التي يتوحد تحت مظلتها الناس جميعا هي فكرة موهومة لا يمكن تطبيقها في الواقع ولا ترمي إلا لهدف واحد فقط وهو إخضاع الأمم جميعا لثقافة واحدة وهي ثقافة الغرب الذي هيمن على كل شيء تقريبا

بقلم: محمود شاكر
1993