وما أدراك ما يوم عرفة!

وما أدراك ما يوم عرفة! | مرابط

الكاتب: محمد علي يوسف

278 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

وها قد بلغك الله الكريم يوم عرفة..

وما أدراك ما يوم عرفة..

ما أشرف هذا اليوم وما أعظمه وأوسع فضله..

يوم بعامين من الأجر والغفران يُكفِّر الله بصيامه ذنوب عام مضى وعام مقبل..

اليوم الذي ما رؤى الشيطان أحقر ولا أذل ولا أصغر منه فى ذلك اليوم إلا في يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وأعنى يوم بدر.. 

 

• اليوم الذي يباهي الله فيه الملائكة بعباده القادمين إليه من كل فجٍ عميق السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء» (رواه أحمد وصحح إسناده الألباني).

وروى ابن خزيمة وابن حبان والبزار وأبو يعلى والبيهقي عن جابر رضي الله عنه، مرفوعًا أيضًا: «ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار، من يوم عرفة».

 

• اليوم الذي تستشعر فيه معنى اسم الله القريب المجيب فعند ابن عبد البر في "تمهيده" من رواية أنس رضي الله عنه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف قاعدًا، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فذكر حديثًا فيه طول وفيه: «وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، ثم يباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا سفعًا، يرجون رحمتي ومغفرتي؛ فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، وكعدد القطر، وكزبد البحر، لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له».

 

• يوم إجابة الدعاء وأفضل الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (صحَّحه الألباني في كتابه: السلسة الصحيحة).

 

• يوم تعتق فيه الرقاب كما لم تعتق في يوم آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة» (رواه مسلم في الصحيح).

 

• اليوم الذي أقسم به الله أكثر من مرة والعظيم لا يُقسِم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج:3]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة...» (رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني). وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:3] قال ابن عباس: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة"، وهذا أيضًا قول عكرمة والضحاك.

 

• اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان -يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلًا، قال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ . أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}» [الأعراف من الآية:172-173] (رواه أحمد وصحَّحه الألباني).

 

ما أعظمه من يوم!

وما أعظمه من ميثاق!

وكأنه يوم (قدر) كما ليلة القدر في الفضل والثواب ويزيد عنها في كونه محدّد معلوم وليلة القدر مخفاة..

لقد استشعر سفيان الثوري فضل هذا اليوم وعظمة تلك اللحظة فقال وهو ينظر إلى الحجيج بعدما سأله بن المبارك عن أشقى هذا الجمع فقال سفيان: "الذي يظن أن الله لا يغفر لهم".

 

فلنتهيأ نفسيًا لهذا اليوم العظيم ولنُعِد قلوبنا بالافتقار والرغبة وحسن الظن ولنُجهِّز ألسنتنا وجوارحنا للتبتل والعبادة والإكثار من الدعاء جدًا في هذا اليوم.. ولا تنسَ أُمتك بدعوة لعل الله يُفرِج كربها وعسى أن تتذكّر أخاك بدعوةٍ صالحة فتقول لك الملائكة: ولك بمثل.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#يوم-عرفة
اقرأ أيضا
انو الخير.. وصية الإمام أحمد لولده | مرابط
مقالات

انو الخير.. وصية الإمام أحمد لولده


قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه يوما أوصني يا أبت فقال يا بني انو الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير. وهذه وصية عظيمة سهلة على المسئول سهلة الفهم والامتثال على السائل وفاعلها ثوابه دائم مستمر لدوامها واستمرارها وهي صادقة على جميع أعمال القلوب المطلوبة شرعا سواء تعلقت بالخالق أو بالمخلوق

بقلم: ابن مفلح
336
مأزق المترقب | مرابط
فكر مقالات

مأزق المترقب


واضعا يده على ذقنه يتفرج باهتمام بالغ على مشروعات العلم والدعوة والثقافة والحقوق تتسابق فعالياتها بين ناظريه هو يعرف أسماءها جيدا وفي أيام مضت تواصل مع بعض رجالات الإنتاج في هذه المشروعات بل له الآن علاقات طيبة مع بعضهم وبحوزته أيضا رقم الهاتف الخاص لبعضهم كما أن أحدهم دعاه يوما لمجلس ضم بعض هؤلاء المنتجين بل هو لا يزال يتذكر أنه أرسل لبعضهم رسالة جوال أو بريد إلكتروني ورد عليه لكنه إلى الآن ليس جزءا من أي مشروع ولم يبدأ الخطوة الثانية في أي حلم سبق أن فتح له ملفا في جهازه المحمول

بقلم: إبراهيم السكران
971
المصلحة بين الشريعة الإسلامية والعقلية العلمانية | مرابط
فكر العالمانية

المصلحة بين الشريعة الإسلامية والعقلية العلمانية


إن المصلحة التي يدركها العقل العلماني ليست هي المصلحة التي جاء بتحصيلها وحفظها الشرع وبالتالي فلا يصح الاستدلال بها علينا. فالمصلحة العلمانية مصلحة دنيوية مادية فقط ولازم ذلك أن يكون الدين وحفظه ورعايته خارج دائرة المصالح المستهدفة بل هو تابع لها وفرع عنها يتحاكم إليها بحيث يجب عليه أن يتشكل ويتغير لملائمتها. أما المصلحة الشرعية فهي مصلحة الدين والدنيا والآخرة والأولى والروح والمادة والدين فيها أول المصالح المرعية وأولاها كما تقتضي طبيعة العبودية وعليه فكل المصالح الأخرى فرع عن الدين بحيث ي...

بقلم: أحمد عبد السلام
255
وضع المرأة تحت مظلة الإلحاد | مرابط
أباطيل وشبهات اقتباسات وقطوف الإلحاد

وضع المرأة تحت مظلة الإلحاد


الحقيقة هي أنه يمكن للمادية والإلحاد أن يصلا بالإنسان عامة وبالمرأة خاصة إلى مستويات أحط وأدنى بكثير مما ذكرته حتى الآن لدرجة قد تدفع بعض الحيوانات ربما للاحتجاج من باب أن أفعال أولئك البشر تسيئ إلى سمعة باقي الكائنات الحية

بقلم: سامي أحمد الزين
570
التقدمية والرجعية | مرابط
فكر مقالات

التقدمية والرجعية


وإذا كان في هذا العصر تقدم العلم وازدهار الحضارة فإن فيه الحروب المدمرة والقنابل المبيدة والتهتك والفساد وفي هذا العصر تركنا اليهود يسلبوننا قطعة من قلب بلادنا ويستأثرون بها دوننا ويشردون أبناءها حتى يتفرقوا فوق كل أرض وتحت كل نجم وقبل ألف سنة كان أسلافنا يركبون الإبل لا يعرفون السيارات ولا الطيارات ويعيشون على السرج ومصابيح الزيت ولكنهم كانوا سادة الدنيا وكانوا أعز الأمم

بقلم: علي الطنطاوي
1412
شبهات حول الإجماع | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات

شبهات حول الإجماع


وصل الحال عند بعض من ينكر حجية الإجماع إلى تجويز إطباق جميع الأمة على مدى أربعة عشر قرنا على الخطأ وهذا الموقف يخالف ما أخبر الله به أن هذه الأمة خير الأمم وأنها أمة وسط لتكون شاهدة على الناس لعدالتها وصدقها فكيف يجوز مع ذلك أن تتصرم قرونها وهي متفقة على الباطل غير عارفة بالحق ولا قائمة به

بقلم: أحمد يوسف السيد
3001